لجنة روَّاد من لبنان تكرّم المحامي الشَّاعر ريمون عازار
وسط حضور ثقافي وإعلامي لبناني مميَّز، كرَّمت «المؤسسة اللبنانية للإعلام» /لجنة «روَّاد من لبنان» المحامي الشَّاعر ريمون عازار تقديراً ووفاءً لمسيرته المهنية والشعرية الحافلة بالإنجازات والعطاءات، في الحركة الثقافية – أنطلياس.
حضر حفل التكريم رئيس أساقفة بيروت سيادة المطران بولس مطر، الوزير السابق ادمون رزق، النائب السابق غسان مخيبر، رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً د. غالب غانم، جورج طرابلسي ممثلاً نقيب الصحافة، رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي الأسبق مسعد حجل، أمين عام الحركة الثقافية فرنسوا حبيقة، مدير عام قصر الأونيسكو سليمان خوري، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي جورج مخول، رئيس بلدية الجديدة البوشرية-السدّ انطوان جبارة، رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإعلام نجيب جزيني، رئيس التجمع الأرثوذكسي اللبناني روبير أبيض، عضو مجلس نقابة المحامين عزيز طربيه، المحامي وديع معلوف، رئيسة ديوان أهل القلم د. سلوى الخليل الأمين ، صاحب مجلة السائح لويس الحايك، د. اميل كبا، د. ناجي نعمان، د. جوزيف نصر، د. منير معلوف، المرّبي فيليب الهيبي، د. نجاة جدعون، الكاتب انطوان غندور، د. الياس الحاج ، والشعراء: ميشال جحا، جورج شكور، خليل زريق، جوزف حرب، رياض حلاق، راجح نعيم.
وحشد كبير من الفعاليات السياسية، والقضائية، والثقافية والاجتماعية …
بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد المحامين، واستهلته الاعلامية صونيا الأشقر بمقدمة ترحيب بالضيوف. وكانت كلمات لكل من النقيب الأسبق للمُحامين الأستاذ عصام كرم ، الأديب جورج الشامي ، الشاعر أنطوان رعد ، رئيس لجنة ” روَّاد من لبنان ” الفقيه الدكتور ميشال كعدي ، الإعلامية مريم بيضون.
وألقى نقيب المحامين الأسبق عصام كرم كلمةً قال فيها: «ريمون عازار الشَّاعر اختال مع القافية في الوجدانيّات والإنسانيّات وساور الرومانطيقية من دون أن تفوتَه أشياء الفِكْر. فكرَّم الأم وواكب الزوجة وحنا على الطفولة حنوّاً رؤوماً … كيف حُنُوُّ المرضعات على الفطيم! وتطلّع إلى هُوّية الخلود يقلّب جوانب الشكّ وصولاً إلى واحة اليقين…»
وأضاف: «الموهوب لا يحدّه مدى. ريمون عازار يجادل بالمنطق مراعياً النصّ مبحراً في العلم مقتبساً معطيات الاجتهاد يرقب التطوّر القانوني كيف ينتهي مفهوم “الأب الصالح” إلى نظرية “المصلحة العامة”. وكيف يثبّت النظام العام ركائز الدولة.»
وألقى الأديب جورج الشامي كلمةً جاء فيها: « لقد جاءَ شعرُكَ مرايا مسكوبةً من بلّورٍ شفيف معتزةً بشموخِها وفرادتِها ولا يضيرُها أن تنسابَ رقراقةً كمياهِ نبعٍ اختارتْ أن تتفجَّر حريتُها من تحتِ جذعِ شجرةِ جوزٍ في الجردِ العالي، لها طيبُ الجوزِ الأخضر، ومنافعُ الجوزِ اليابس، ونكهةُ الجوزِ المسحوق، المُطّيبِ لأشهى الحلويات.»
وأضاف: «فاهنأ بصنيعِكَ وبما هو مكتوبٌ عليك أن تصنَع أينما كُنتْ. في قصرِ العدلِ تنصُر المظلومين أم على المنابرِ تسقي القلوبَ العطشى التي تعاني من الظمأِ القاتلِ وتتوقُ إلى الرواء اكسير المحبة التي تبشرُ به دونَ أن تُضطر لأن تلبسَ الكتّونة والبطرشين!»
وألقى الشاعر أنطوان رعد كلمةً جاء فيها: «ريمون عازار يعيش في عالم نوراني ويسبح في بحيرات من الضّوء لامتناهية أيّاً كان موضوع شعره فحبيبته زهرة الضّوء وصوتها يغمر كيانه بالنّور إلى كونه صلاةً وانخطافاً وصوت نبي…»
وأضاف: «في أعماق كل شاعر طفل كبير يلهو ويخربش ويهوشل ويتشيطن، وعندما نحاول أن نقمع هذا الطفل نغتال الشعر، وريمون عازار مهما تناءى به العمر- أمدّ الله بعمره- يبقى طفلاً يشتاق دروب ضيعته في مناجاة مشبعة بالبراءة والحنين…»
وألقى رئيس لجنة رواد من لبنان الدكتور ميشال كعدي كلمةً جاء فيها: «يُخيَّلُ إلينا، ونحنُ نقرأُ نِتاجَ المحامي الشَّاعر والأديب ريمون عازار، أنَّ مارداً من عهدِ فلاسفةِ الزُّهدِ، يَهزُّ الأَمداءَ، وهُوَ يحمِلُ مِفتاحَ الحقِّ والقولِ المُنغَّم، في الرُّقعةِ المديدةِ، ثُمَّ يَقِفُ داعياً الأقزامَ، إلى التَّمطيَ والتَّحرُّكِ، لَعلَّهم يَضربونَ الأرضَ بالآفاقِ، في مِهرجانِ المواسم وصِدقِ الغِلالِ، وَسَهراتِ السَّمرِ المِلاحِ، تحت ضوءِ المجرّاتِ…»
وتابع كعدي: « هذا الذي أشاحَ الضَّعة والضعف، فهو لا يروقُهُ سوى التلفُّت إلى فوق، حيثُ مراتِعُ النُّجومِ، ودَقُّ الرُّتُجِ والجباهِ العريضةِ، وفتحُ الكُوى لقلمِ القانونِ، والشِّعرِ، ونِعمَ التلاقي الذي يُعْليَ بناءً فكريّاً مُعافى.»
وأضاف: «المحامي والشَّاعرُ والنَّاثِرُ الجَماليُّ، ريمون عازار، عندما، تنطلِقُ الكلماتُ والصُّوَرُ، لِتأخُذَ مكانَها في مجلوبِ الذَّوقِ والأناقةِ، وَبَراعةِ الرَّصْف، فلا يَدْري أينَ تَحُطُّ، وَهِيَ بعيدةٌ عنِ العِثارِ، هَل في أروقةِ العدلِ، أم في القوافي الخليليَّة، أم في أرضٍ لا تُدْرِكُها الأبصارُ، أم في مراقي الكواكبِ؟ وَهُوَ المُبدِعُ أبداً.»
وألقت كلمة المؤسسة اللبنانية للإعلام الإعلامية مريم بيضون، فقالت: «لقد شَعَرنا، ونحنُ نتكلَّمُ على أميرٍ من أمراءِ الشِّعرِ والكلمةِ عبرَ مَناحيها، أنَّ بَيننا وبينَه أكثرَ مِن صِلاتٍ وقرابةٍ روحيَّةٍ، وأكثرَ مِن قرابةِ حرفٍ يُؤخَذُ ويُختارُ إلى جانبِ الحروف الجامعةِ شتَّى الجمالات، لعلَّها قرابةُ اللَّفظةِ الشِّعريَّةِ والنّثريّةِ والقانونيَّةِ، تَتَململُ على ارْتعاشةِ الأَبجديَّةِ، القريبةِ من عالَمِ التكامُلِ، وَرَصْفِ التَّنزيلِ. أليسَ هذا من رَفْعِ المداميكِ للكلامِ؟»
وتابعت: «هذا الشَّاعرُ الكبيرُ، الَّذي أَخَذَ مكانَهُ، بينَ شُعراءِ العَرَبِ على امتدادِهم، أَخَذَنا معه، لننتزعَ مِن تُراثِنا الأصالةَ، والحس ونزف الأوتارِ المشدودةِ على الأوزانِ، والعُيونِ، والخيوطِ الخليليَّةِ، حيثُ دنياهُ في إشراقاتِ نُورٍ، ومجرَّاتٍ ضوئيَّةٍ، أمَّا الألحانُ فتهدرُ في أعماقِ الجَوَّانيَّةِ، والكِيانِ، والموسيقى الداخليَّة والخارجيَّةِ.»
أضافت: «بيننا وبينَهُ نحنُ “روَّادٌ مِن لبنان” بيننا وبينَهُ أكثرُ مِن موقفٍ، بل مواقفُ لَمَسنا فيها، التَّذَوُّقَ، فَعَلى الشَّفَتينِ تسابيحُ مِن طَعْمِ القرابينِ، على أَنَّ الأَناملَ، تتلمَّسُ أقلامَهُ الذَّبيحةَ على الوَرَقِ.»
وأخيراً، ألقى المكرّم كلمة شكر فيها الحضور، فقال: أشكر “المؤسسة اللبنانية للاعلام/ لجنة روَّاد من لبنان” على هذا التكريم وهل هناك من يمثل الريادة أكثر منها، ويتماهى بها، ويضعُها على منارةٍ لتستضيء بها الأجيال، ولتشهد أن لبنان قد كان وسيظل، كما قلتُ في نشيد المحامين: “موطن الإبداع، مهد القيم”…»
وأضاف: «وشكراً لكم أيها الكرام، على العاطفةِ الجيَّاشة التي غمرتموني بها، وعلى الثقةِ الغالية التي أوليتموني إياها، وعسى أن أكونَ مستحقاً ومستأهلاً.»
وقدّم رئيس لجنة روَّاد من لبنان الدكتور ميشال كعدي والإعلامية مريم بيضون درع الروَّاد إلى المُكرَّم تقديراً ووفاءً لجهودِه.
وتلى المناسبة حفل كوكتيل.