“عملية الضباب”.. كيف اُسقط “رأس كارتال الشراونة”؟
في إطار خطط الأمن الاجتماعي التي أعدها الجيش من أجل مكافحة ظاهرة تجّار المخدّرات وملاحقة المطلوبين الامنيين من الفئات كافة سيما اولئك الذين ترتبط بهم خلايا وشبكات وعصابات ويعدون المصدر الاول لترويع الناس واضفاء صبغات اجرامية على مناطق بعينها، نفذت قوة خاصة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، عملية أمنية وصفتها مصادر أمنية لـ “ليبانون ديبايت” بـ “الدقيقة والحساسة” أفضت الى القضاء على 4 من أخطر المطلوبين في البقاع.
وعلم “ليبانون ديبايت” ان جوزيف جعفر المعروف باسم علي حمدان جعفر، وهو زعيم عصابة ويعد من أكثر المطلوبين وأخطرهم في المنطقة، من بين القتلى، علماً ان العملية استهدفته بشكل مباشر. وقد سقط الى جانبه 3 من مساعديه.
العملية ارتكزت الى سياق طويل من الرصد والمتابعة والملاحقات السرية والعلنية التي كانت تقوم بها مخابرات الجيش، وشاءت الصدف ان ينجح المطلوب جعفر من النجاة من عدة عمليات سابقة نتيجة ثغرات، وهو ما اتاح للمشرفين عن العملية الحاسمة، دراسة جميع العوامل التي افضت في النتيجة الى تأمين الهدف المرجو، علماً ان القوة العسكرية كان هدفها توقيف علي حمدان جعفر وسوقه الى القضاء، لكنها وضعت في الحسبان قيامه بمواجهتها عسكرياً والاحتمالات الناتجة عن ذلك الى جانب حفظ حياة العسكريين.
وفي المعلومات الخاصة، ان قوة المخابرات استطاعت وبشكل دقيق من تجاوز نظم الحماية التي وضعها جعفر وافراد العصابات الاخرى في منطقة الشراونة، وهي كناية عن كاميرات ومجموعات رصد مؤلفة من عناصر بشرية، وقد استطاعت القوة الدخول الى عمق منطقة عمليات المطلوب والاشتباك معه في محيط منزله ثم اقتحامه بعد تفجير بوابة حديدية كبيرة والاشتباك معه من المسافة صفر بعد ان رفض المثول لأوامر القوة بتسليم نفسه.
وعلم أن “العوامل الطبيعية المناخية التي تشهدها منطقة البقاع حالياً، اسهمت في تسريع حصول العملية وتأمينها”.
ومن المعلوم أن جعفر قد احاط المنطقة التي يتحصن فيها بعوامل حماية كثيرة، منها انشاء ما يشبه المربعات الامنية ولفها بشرائط شائكة، وقد استخدم منازل عدة كان يتردّد اليها فضلاً عن استخدامه أكثر من سيارة للتمويه، وهو ما صعب على قوة الجيش ملاحقته.
وبنتيجة صعوبة القاء القبض عليه بهذا الوضع وتعرض القوة لإطلاق نار كثيف، فرض عليها منطق النار ورد النار مما ادى الى اصابة المطلوب جعفر ومقتله على الفور.
وأشار مصدر أمني متابع للقضية، أن جوزيف جعفر المعروف باسم “علي حمدان” “شخص خطير ومطلوب بمئات مذكرات التوقيف، وفي رقبته دماء عسكريين، وقد اسس لعصابة اجرامية كبيرة نشطت في تجارة وترويج المخدرات، والضلوع في أعمال سرقة وفرض خوات وترويع منطقة الشراونة، وهو أحد المساهمين الكبار بوسم المنطقة بأعمال الجريمة المنظمة كنتيجة لنشاطاته المخلة بالأمن والخارجة عن القانون”.
وتابع: “اسس علي حمدان جعفر لجزيرة امنية واحاطها بحماية كي يؤمن عمله الاجرامي في الداخل، وهو اسس وادار شبكات ترويج واتجار بالمخدرات والسلاح في حدود ابعد من الشراونة، لذا كان القرار بإنهاء هذه الحالة واراحة المنطقة منه”.
تجدر الاشارة الى ان الاشتباكات امتدت الى بلدة عدوس المجاورة، كنتيجة لاستدعاء علي حمدان جعفر للمساعدة من قبل مجموعات مسلحة تتبع لتجار آخرين متحالفين معه، وهؤلاء حاولوا ارباك قوة الجيش المداهمة والمؤازرة لها، لكن العسكريون تصدوا لهم وأحبطوا مخطط نجاة المطلوب جعفر مرة جديدة.