فرز النفايات المنزلية في حاصبيا ” حلم يتحول الى حقيقة “

 

تحقيق صدى وادي التيم

بعد التداول مؤخراً بموضوع فرز النفايات المنرلية في منطقة حاصبيا ، ونظراً لأهمية هذا الموضوع بالنسبة للحفاظ على البيئة ولأنه موضوع جدل على مساحة الوطن بين مؤيد لإنشاء معامل الفرز في المناطق وداعم لإستيراد المحارق . كان لنا هذا اللقاء مع السيدة أمية صياغة الناشطة الإجتماعية والبيئية  وزوجة رئيس إتحاد بلديات الحاصباني السيد سامي الصفدي.

س  كيف ولدت فكرة المشروع

ج : تعود الخطوة الاولى في فرز النفايات في المنزل لمجموعة من السيدات قد بدأن بالفرز المنزلي منذ العام2010 ، وقد بدأت المشوار سيدتان من حاصبيا كان لهن الفضل الأكبر وهما:د. وفاء خير الدين ، والسيدة نجوى صياغة من خلال مشاركتهن في ورشة عمل مع منتدى التنمية اللبناني تحت إسم جمعية دعم التلميذ في حاصبيا.

س : هل من دعم في مرحلة بداية المشروع

ج:   نظراً لضعف الموارد وعدم وجود الجهة الداعمة بدأنا كسيدات بنشر الفكرة فيما بيننا وتحملنا أعباء تجميع الفرز من جيوبنا حيث كنا ندفع لعامل كان يقوم بتجميع النفايات المفرزة من منارلنا ويضعها في مكان كنا قد أستأجرناه خصيصاً في هذا الغرض . وكانت حاصبيا حينها تعاني من الفراغ البلدي لذلك لم يلقى هذا المشروع الدعم اللازم وكاد أن ينطفىء ، فلم تعد السيدات قادرات على تحمل أعبائه المادية خاصة وإن الكميات المفرزة غير الموضبة لم تكن تغطي كلفة نقلها إلى معامل الفرز خارج المنطقة.

س : وحين أنتخبت البلدية الحالية هل تم تقديم الدعم لكم

ج :    بالطبع ما أن جاءت البلدية وإتحاد البلديات الحاليين أبديا إستعداداً للتعاون في هذا الموضوع ، فقد خصصت البلدية لهذا الغرض آلية وموظف يقوم بالتجميع وكانت النفايات تجمع في مكان مخصص ليقوم إتحاد البلديات بنقلها على عاتقه إلى معمل الفرز في بلدة الخيام ، وذلك بناءاً على إتفاق تم بين الطرفين لإستقبالها .

والجدير ذكره أن رئيس إتحاد بلديات الحاصباني  كان قد تقدم بطلب إنشاء معمل لفرز النفايات إلى وزارة التنمية الإدارية في العام 2016 في زمن الوير دو فريج، وقد تمت المتابعة لاحقاً مع الوزيرة عز الدين التي أكدت أن الطلب قد أخذ طريقه الى مجلس الوزراء بإنتظار الموافقة عليه.

ودعماً لهذا المشروع كان رئيس الإتحاد قد تقدم بطلب مساعدة من UNHCR للحصول على قشاط ومكبس للفرز يسهلان عملية توظيف النفايات المفرزة لنقلها إلى الخارج، فكان له ما أراد .

ولكن بما أن مكان التجميع السابق لم يعد متوفراً عمد رئيس الإتحاد إلى التقدم بطلب من وزير المالية لتخصيص قطعة أرض تعود ملكيتها للدولة لهذا الشأن، وهنا برزت عقبة رفض بعض مالكي العقارات المجاورة لإنشاء هنغار الفرز في المكان المحدد، والسبب يعود بنظري الى ضعف الثقافة البيئية وضعف حسن المواطنة الداعم للمصلحة العامة.

س : ما هو مدى تجاوب المواطنين مع فكرتكم

ج :  عبثاً حاولنا إفهام الجميع بأن النفايات الصلبة المفرزة ليست ملوثة ولا مضرة بالمحيط ، فالضرر كل الضرر في الحرق العشوائي للنفايات الذي يلوث الهواء والتربة والمياه الجوفية معاً ،الذي هو المسبب الأول لأمراض كثيرة قاتلة وأهمها السرطان الذي سجلت معدلاته إرتفاعاً مخيفاً في بلدنا.

س : اين تذهبون بالنفايات المفروزة

ج :   يسعى اليوم رئيس الإتحاد إلى إيجاد قطعة أرض بديلة لإقامة هنغار الفرز والتجميع عليها.

بإنتظار تحقيق هذا الأمر (وعسى ألا تبرز عراقيل جديدة ) تنقل النفايات المفرزة وغير المفرزة الى جبل الضهر ، وقد إتفقت البلدية مع أحد الأشخاص ومعه  مجموعة من العمال بأن يقوم بفرزها ثانية في المكان المذكور ، وهكذا نكون قد توفرنا مرحلياً من حرق النفايات الصلبة المؤذي.

س : كم هو عدد البيوت المتجاوبة في حاصبيا مع مشروعكم

ج : يبلغ اليوم عدد البيوت التي تفرز النفايات في حاصبيا حوالي 150 بيتاً ، طموحنا أن تفرز البلدة بأجمعها ولتحقيق هذه الغاية سنقوم بالتعاون مع إتحاد البلديات بحملات توغية للمواطنين، من خلال محاضرات وورش عمل يتم التحضير لها.

وكان إتحاد البلديات قد أقام ندوة بهذا الخصوص في تشرين الأول من العام2016 حاضر فيها الأستاذ بول أبي راشد رئيس الحركة البيئية اللبنانية تحدث فيها عن أهمية الفرز من المصدر والسبل لتحقيق ذلك ، وقام الإتحاد بتوزيع الكراتين المخصصة للفرز على الحاضرين وقد توزع عدد من أيضاً غلى عدد من المدارس ، وسيتابع في القريب العاجل حملات التوعية بهذا الشأن.

بإنتظار أن تتكلل مساعي رئيس الإتحاد  بالنجاح فيما يخص إنشاء معمل للفرز،

نأمل من الجميع التعاون كي تصبح حاصبيا أحلى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى