السلاح في لبنان.. زينة الرجال أم لعنتهم؟
هكذا تستمر الحياة بشكل طبيعي. حيث السلطة المولجة بحماية العزّل من حَمَلة السلاح “الفلتان”، ليس لها القوة الكافية لمنع هذه الظاهرة.
هنا، على موقع “لبنان 24″ تحديداً، كمية من الاخبار يتم نشرها من طول لبنانوعرضه عن حوادث إطلاق نار بشكل يومي. أما الاسباب فما هي يا ترى؟ صدقوا ان مطلق النار قد يفعل ذلك لمجرد الخلاف على أفضلية مرور أو على ركن سيارة. هل يستأهل الخلاف على افضلية المرور ان تطلق النار على غيرك؟ ان تجرحه او ان تقتله مرة واحدة؟ ان تزهق حياة شخص آخر لمجرد انه “دوبل” عنك؟
هذا الاستخفاف بقيمة الارواح هو النتيجة الطبيعية للسلاح المتوفر لمن يريد. صحيح ان البعض صار يلجأ الى السلاح لحماية نفسه ليلاً من اللصوص وقطاع الطرق على طرقاتنا السريعة غير المضاءة بالطبع، لكن جزء كبير لا حاجة لهم بالسلاح. سلاحهم هو فقط للتشبيح، وللشعور انهم بحيازتهم السلاح باتوا أعلى شأناً وأكثر قوة من سواهم.
هذه العقلية تجعل من السهل على حملة السلاح بغير صفة رسمية، ان يمارسوا ما يعتبرونه حقهم في اخضاع الآخرين على الطرقات وفي الاحياء وفي العمل. من دون ان ننسى قدرتهم على الابتزاز بقوة السلاح.
السلاح “الفلتان” يشعر به الكثيرون. فاللبناني “القبضاي” صاحب السلاح، يخلق الوقت ليترك سلاحه يلفظ الرصاص. لا يهم ان مات آخرون برصاصه الطائش. رب اسرة او ام او طالب جامعي او اي شخص. المهم ان لا يصدأ سلاحه. عندما يخطب الزعيم، وعندما ينجح ابنه في الامتحان، في الأفراح يطلق النار ابتهاجا وفي المآتم يطلق النار حزنا وغضباً … وصولاً الى حفلة “الطهور”.
امام هذا الواقع، من يحمي اللبناني الاعزل من هذه النماذج؟ من يضمن له ان يحيا حياة طبيعية لا ينتهي فيها عمره برصاصة طائشة؟