من هي اللبنانية التي حين تتحدث الكل يصمت في كندا.. حتى ترودو؟!
نشرت وكالة “هافنغتون بوست” تقريرا عن الدكتورة الكندية اللبنانية منى نمر، البروفيسورة ونائبة رئيس وباحثة في جامعة أوتاوا، ومديرة مختبر علم الوراثة الجزيئية وتجديد القلب في الجامعة المرموقة نفسها، مشيرة الى انها “عندما تتكلم الدكتورة منى نمر، يُصغي إليها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بإمعان. يصمت علماء ثاني أكبر دولة في العالم، وينتظرون رأيها في القضايا العلمية، قبل أن تتخذ فيها حكومة ترودو القرار الأخير”.
وبحسب الوكالة، وُلدت نمر في بلدة وادي شحرور —بعبدا عام 1957هي موطن الشحرورة صباح.
وأشارت الى ان نمر “ابنة قرية صغيرة، نزحت لاحقاً إلى بيروت لاستكمال تعليمها في جامعة بيروت الأميركية، حيث تخصصت في دراسة العلوم والكيمياء. لكن الحرب الأهلية اللبنانية (1975) وقفت حائلاً أمام أحلامها وأحلام سائر الشعب اللبناني لعقود تلت، وكانت عائلة نمر من بين الذين هاجروا عام 1976 إلى أميركا”.
استكملت تعليمها في جامعة “ويتشيتا ستايت” بولاية كنزاس، ثم انتقلت لاحقاً إلى كندا؛ لتحصل على الدكتوراه في الكيمياء من جامعة ماكغيل المرموقة في مونتريال، وتبدأ مسيرة حافلة بالإنجازات.
في عام 1981 سجلت سبْقاً طبياً في تحليل مادة الدم الجيني D.N.A، استغرقت في تحليله 72 ساعة في حين أن الفترة المثالية لتحليله كانت آنذاك لا تقل عن 9 أسابيع. انصبت أبحاثها المخبرية على تحديد الجينات التي تتولى عملية تكوين عضلة القلب وأنسجتها في الجنين، وكذلك التعرف على علاقتها مع بعض الأمراض الشائعة مثل تضخم القلب.
تلقت جائزة “الامتياز العلمي” من حكومة كيبك، ومنحة “مجلس البحوث العلميةفي كندا” ومنحة “منظمة الصحة العالمية” وجائزة “الجمعية الأميركية للعلوم المتقدمة”، وجائزة “أفضل باحث شاب” من نادي البحوث الطبية في كيبك.
كما نالت جائزة وزارة الهجرة والثقافة في كيبك من قسم العلوم والبحوث، باعتبارها من النساء العربيات المتفوقات.
كما كوفِئت بوسام الاستحقاق الفرنسي لدورها في التقارب العلمي بين كنداوفرنسا في إطار الفرنكفونية. وشغلت منصب نائب رئيس الأكاديمية للعلوم.
ولم تنقطع عن زيارة لبنان، وسعت لخلق تعاون علمي بين الجامعات اللبنانية والكندية، ولاستقبال طلاب لبنانيين ساعين إلى استكمال تخصصهم وتدريبهم، لكن لم يتم تكريمها حتى الآن. وحتى يومنا هذا، في خطاباتها أمام الطالبات والطلاب، ترحب بهم نمر باللغتين الإنكليزية والفرنسية، وتتبع ذلك بالتحية العربية “أهلاً بكم”، قبل أن تستكمل محاضراتها خلاصة خبرتها المتراكمة منذ عقود في مجال الكيمياء والعلوم. ومن مهامها حالياً تقديم تقرير إلى رئيس الوزراء ووزيرة العلوم كيرستي دنكان، إضافة إلى المشورة العلمية لصانعي القرار الحكوميين.