بشار الأسد بين “فنجان السيف” وسلطان باشا الأطرش

المدن 
تلعب دعاية النظام السوري ببراعة على تقديم شخصية رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كجزء من الثقافة المحلية، للسوريين بمختلف طوائفهم، وبدا ذلك واضحاً في مقطع الفيديو الذي يتناقله موالون للنظام على نطاق واسع، ويظهر فيه الأسد وهو يشرب فنجاناً من القهوة المرّة، قبل كسر الفنجان على الأرض بقوة، خلال استقبال الأسد لمختطفي ريف السويداء الشرقي مع عائلاتهم.

الفيديو جزء من مقطع أوسع نشرته صفحة “رئاسة الجمهورية السورية” في “فايسبوك”، ورأى فيه الموالون تعبيراً عن “أصالة” الأسد بكونه جزءاً من الشعب السوري، لا مستبداً به. حيث يقوم أحد أهالي المختطفين المحررين بتقديم فنجان قهوة للأسد “ضمن العادات التي تجري في مضافات السويداء”، ثم كسر الفنجان على الأرض كي لا يشرب شخص آخر منه بعد الأسد.

وشرحت صفحات محلية أن “العادة يطلق عليها تسمية ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﻒ، ﻭﻳﺸﺮﺑﻪ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺃﻳﻀﺎً. ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻣﺰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺳﻴﻘﻒ ﻣﻊ ﻣﻀﻴﻔﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻷﻱ ﺃﺫﻯ ﺃﻭ اﻋﺘﺪﺍﺀ، وكسر الفنجان من قبل المضيف بعد اكتفاء الضيف من شرب القهوة يرمز إلى ذروة التكريم للضيف والفنجان لا يُكسر إلا من بعد الأسد، لأنه استقبلهم استقبال الأب، الأخ والابن وكما هي عادته بادلهم مشاعر الحب و الوفاء”.

يتقاطع ذلك مع مقاطع أخرى في الفيديو، يحمل فيه الأهالي الأسد على الأكتاف، ويهتفون له بالمحبة، حيث تسعى دعاية النظام السوري إلى رسم صورة بأن الشعب يحب رئيسه بشار، بصدق إلى حد الموت، وهي عقدة لدى الأسد الابن منذ طفولته في ظل والده حافظ الأسد، وتحدث عنها جيرالد بوسس الذي يساعد وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” في تحليل الشخصيات الدكتاتورية، لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في فيلم وثائقي مؤخراً.

إلى ذلك، امتدت دعاية الأسد في الفيديو لاستخدام بطولة قائد الثورة السورية الكبرى، سلطان باشا الأطرش، والذي يعد رمزاً من الرموز الوطنية في سوريا، من أجل حث شباب محافظة السويداء على الالتحاق بقواته العسكرية، وعدم التهرب من “خدمة الوطن”، أو مغادرة البلاد من دون “الواجب الوطني”.

وقال الأسد، أن سلطان باشا الأطرش لم يهرب، عندما ناداه واجب الدفاع عن سوريا في وجه الفرنسيين، ونصّب قائداً للثورة السورية، بالرغم من وجود قادة غيره، لأنه حمل راية الوطن ولم يحمل راية الجبل أو راية المحافظة، وأضاف أنه يجب الدفاع عن سوريا وليس عن المحافظة أو قرية فقط، في إشارة إلى شباب السويداء الذين اشترطوا الالتحاق بالخدمة ضمن المحافظة فقط.

ويوجد في السويداء أكثر من 50 ألفاً من المتخلفين عن الخدمة العسكرية، بشقيها الإلزامي والاحتياطي، وهي أرقام غير رسمية. وأسهب الأسد لذلك، في حث شباب المدينة على الالتحاق بالجيش، واعتبر أن كل شخص تهرب من “خدمة الوطن” يتحمل ذنب كل مخطوف في سوريا وكل قتيل سقط، بحسب تعبيره، كما طلب من المخطوفين عند العودة إلى السويداء توعية الشباب الذين هربوا من أداء الخدمة للالتحاق بقواته.

ويأتي اللقاء مع المخطوفين المحررين وعائلاتهم، بعد إعلان النظام السوري تحرير 17 مختطفاً من قبضة تنظيم “داعش”، الخميس الماضي، في عملية قال إنها جاءت عقب اشتباكات مع عناصر التنظيم. في حين أن تحرير المخطوفين جاء نتيجة عملية خاصة للقوات الروسية لم تتدخل فيها قوات النظام إطلاقاً. علماً أن قضية المخطوفين شغلت المحافظة خلال الأشهر الأربعة الماضية، ووجهت أصابع الاتهام إلى النظام بالوقوف وراء تسهيل دخول “داعش” إلى السويداء في تموز/يوليو الماضي. وقتل في العملية 300 شخص وخُطف 29 آخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!