الشيخ الغريب لـ”آسيا”: هذه حقيقة ما حصل في السويداء.. ولسنا حزاماً أمنياً لإسرائيل
وكالة أنباء آسيا
أشار شيخُ عقل طائفة الموحّدين الدروز نصرالدين الغريب في حديثٍ خاصٍّ لوكالة أنباء آسيا، إلى أنَّ هناك الكثير من الروايات التي يتمّ تداولها بخصوص تحرير المختطفين في السويداء، إذ تتحدّث بعض الروايات عن اتّصالاتٍ سياسيّة جرت مع بعض النافذين في هذه المنطقة، وبأنَّ هؤلاء تحدّثوا مع القيادة الروسيّة، وكانت نتيجتها تحرير مختطفي السويداء، لكن في الحقيقة “أنَّ الجيش العربيّ السوريّ وبقيادته الحكيمة هو الجهة التي حرّرت مختطفي السويداء من النساء والأطفال، بعمليّةٍ نوعيّة بعد أنْ تمَّ استطلاع المنطقة التي كان تنظيم داعش الإرهابيّ يحتجز المختطفين بها شمالي تدمر، وقام بمهاجمتهم وقتل الإرهابيّين وتحرير المختطفين وإعادتهم إلى ذويهم”، واعتبر الشيخ الغريب أنَّ “لا عجب في ذلك؛ لأنَّ لنا ملء الثقة بالقيادة السورية وبالجيش العربي السوريّ، الذي ما زال يتحيّن الفرصةَ لتحرير كلّ شبرٍ من الأراضي السورية سواء في الشمال أو في الجولان المحتل، وسورية لن تدعَ إسرائيل تحتلّ هذا الجزء من سورية للأبد، وإذا أمكن تحرير فلسطين فليكن ذلك بهمّة الأحرار من الأمّتين العربية والإسلاميّة”.
أمّا على صعيد بعض المواقف الدرزيّة التي وجّهت الشكر إلى روسيا وتغاضت عن دور الجيش السوريّ في تحرير مختطفي السويداء، يُشير الشيخ الغريب إلى أنّه يوجد في سورية صاحبُ قرارٍ ورجلٌ واحد هو الرئيس بشار الأسد، والروس لا يستطيعون أنْ يفعلوا شيئاً إلّا بإرادته وتخطيطه، حتّى الطيران الروسيّ لا يحلّق من دون العودة إلى غرفة القيادة المشتركة بين الجيشين السوريّ والروسي، كما أنَّ المقاومة تشارك في بعض الأمور، وبالتالي هذا الكلام لا يعني إلّا أصحابه”.
وحول ما حدث قبل أشهر في السويداء، يلفت الشيخ الغريب إلى أنّه وبعد أنْ صمدت السويداء لمدّة سبع سنوات بوجه الإرهابيّين والطغاة، إذ كانت هناك بعض المعارك الجانبيّة في الثعلة وغيرها من المناطق، كان أهلنا في السويداء وجوارها ساهرين للحفاظ على هذه القطعة الطيّبة من الأرض؛ لأنَّ الجيش السوري لا يستطيع أنْ يُغطّي مساحة 180 ألف كم2 وحيداً، فكانوا يساعدون الجيش في بعض المناطق، لكن بعد أنْ قرّرت أميركا زرعهم في البادية وتسليحهم وبمساعدة بعض العربان، استطاعوا أنْ يغدروا بأهلنا هناك، ويقتلوا ويختطفوا المدنيّين من أهل تلك المنطقة”.
وعلى صعيد مسألة تمثيل الطائفة الدرزيّة في لبنان بالحكومة التي تمّ على تشكيلها بعد السِّجال الذي حصل على خلفيّة محاولة تغييب أحد الأفرقاء عن الحكومة، يلفت الشيخ الغريب أنّه إلى تمَّ التوصّل إلى حلٍّ رغم مكابرة بعضهم في بادئ الأمر، لكن ربّما بإيحاءٍ خارجيّ أو بعدما عرف هؤلاء ماذا يجري في الإقليم عادوا عن استكبارهم. ويعتبر الشيخ الغريب أنَّ وجهة الحقّ هي في وجود شريحتين في كلّ طائفةٍ لتمثيلها، وهذا ما نشهده في باقي الطوائف سواء عند الإخوان في الطائفة الشيعيّة، أو بالنسبة إلى الإخوان المسيحيّين؛ إذ هناك فريقان أو ثلاثة يمثّلونها، ونتمنّى أنْ تصل الأمور إلى خواتيمها المرجوّة عند إخواننا في الطائفة السنيّة”.
وفيما خصّ الموقف الدرزيّ في سورية يُشير الشيخ الغريب إلى أن “الموقف كان واضحاً منذ البداية لجهة الموقف من الإرهاب الذي استهدف سورية والعراق، والذي كان يُغذى بالمال العربيّ وبالسلاح الغربيّ، إذ كانوا يعملون لاستحداث ما يُسمّى بدولة الشام والعراق، لكن ذلك كان وباءً عليهم، فالجيش العربيّ السوريّ بقيادته الحكيمة دافع عن الأمّة العربيّة جمعاء، وبمساعدة الحلفاء في المقاومة والجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وبدعمٍ من الجيش الروسيّ، فهذه القوى وقفت إلى جانب سورية بوجه الهيمنة الغربيّة على المنطقة”.
كما يلفت الشيخ الغريب إلى أنّه “لا توجد هناك شخصيّات سياسيّة تمثيليّة ومشايخ العقل الثلاثة هم من يعبّرون عن رأي وموقف أبناء الجبل، وهم جميعاً إلى جانب الدولة والنظام في سورية، وإلى جانب الرئيس بشار الأسد، أمّا الشرذمة الصغيرة التي خرجت عن هذا الإطار فهي معروفةٌ ويتمُّ العمل على احتضانها، ويضيف: “لقد أضاعوا القضيّة الفلسطينيّة التي باتت سلعةً بين يدي نتنياهو وبعض المتخاذلين من العرب، وكان بودّهم أنْ تصبحَ سورية لعبةً في أيديهم ضمن لعبة الأُمم، لكن النتيجة كانت عكس ذلك، فانتصر الجيش العربيّ السوريّ وأزاح الإرهاب عن أرضه، لكن بعد أنْ هدم هؤلاء الإرهابيّون المدن السوريّة وعاثوا الفساد في أرضها، وقتلوا الأطفال والنساء وهدموا بيوت العبادة من المساجد والكنائس فأفعالهم تنبئ عنهم”.
وحول الزيارة التي قام بها مشايخ من طائفة الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة إلى سورية قبل فترة، يُشير الشيخ الغريب إلى أنّها كانت من أجل تقديم التعزية بالشهداء الذين سقطوا على أيدي الإرهاب في السويداء، ومن أجل التعارف مع إخواننا في جبل العرب وجبل الشيخ وجرمانا، وكانت هناك الزيارة السنويّة إلى مقام النبي هابيل، إذ ترافقنا والأمير طلال أرسلان إلى تلك المنطقة، إذ شاهدنا الآثار والبصمات السوداء التي خلّفها الإرهابيّون لا سيّما في منطقة مغر المير، فهؤلاء أساؤوا للإسلام والمسلمين”.
ويشدّد الشيخ الغريب على دور أبناء طائفة الموحّدين الدروز الذين “لا يدعون فرصةً وإلّا ويقدّمون فيها الدماء من أجل الأوطان التي يسكنوها سواء في سورية أو لبنان أو في غير مكان، لذا نُشدّد على الوحدة الوطنيّة ونرفض مبدأ التقسيم الذي ينادي به بعضهم، ولا أعتقد أنَّ هناك في طائفة الموحّدين من يسعى إلى أنْ يشكّل حزاماً أمنيّاً لإسرائيل، إلّا بالنسبة لبعض المتخاذلين والمتعاملين، أمّا الدروز بأغلبيّتهم فهم أحرار ويأبون الذلّ والهوان”.
ويختم الشيخ الغريب مؤكّداً أنّ لا خوف على طائفة الموحّدين الدروز على الرغم من بعض الصِّراعات السياسيّة التي تحدث في كلّ زمن، لكن لا تصل إلى حدٍّ لا تحمد عقباه”.