في المقابل، لفتت الصحيفة إلى أنّ إيران ستشعر براحة أكبر إزاء ممارسة نفوذها في المنطقة على الرغم من العقوبات المفروضة عليها، متوقعةً أن تستخدم هامش الحرية الذي اكتسبته عبر إجراء مناورات وإبرام اتفاقات.

وفي هذا الإطار، اعتبرت الصحيفة أنّ حادثة خاشقجي أثبتت لإيران صوابية استراتيجتها الحالية القاضية بحشد الموارد المحلية لمواجهة الضغوط الأميركية والاعتماد على أوروبا والصين وروسيا لإبقاء القنوات الاقتصادية مفتوحة وتعزيز التحالفات ومواقع التأثير سياسياً. 

وبالعودة إلى السعودية، أكدت الصحيفة أنّ إدارة ترامب اعتقدت منذ البداية أنّها قادرة على حسر النفوذ الإيراني عبر إبرام شراكة وثيقة مع بن سلمان، مبينةً أنّ سلسلة من الإخفاقات السعودية، التي بلغت أوجها بمقتل خاشقجي، أتت بنتائج معاكسة، وأفسحت المجال أكثر لإيران للقيام بمبادرات استراتيجية. 

وفيما رأت الصحيفة أنّ مسألة الاعتماد على السعودية لاحتواء إيران موضع شك، نظراً إلى أنّ الرياض لم تنجح بلجم نفوذ إيران الإقليمي الذي توسع في السنوات الأخيرة، اعتبرت أنّ الإخفاق الأكبر حصل في العام 2015، بإعلان السعودية تدخلها في اليمن ومن ثم مقاطعة قطر واحتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري.

وأردفت الصحيفة بالقول إنّ مقتل خاشقجي مثّل الحد الفاصل، إذ سلط الضوء على مكمن ضعف استراتيجية ترامب، وأضعف بن سلمان ومسألة دعم شراكته مع الولايات المتحدة، في حين أنّه عزز موقع تركيا. 

وبناء إلى هذه التطورات، استبعدت الصحيفة أنّ تكون السعودية قادرة اليوم على قيادة حلف إقليمي لطرد إيران من سوريا ولبنان والعراق اليمن من بعده، مشيرةً إلى أنّه يمكن لترامب بأنّ يحلم بإرساء استقرار إقليمي إذا ما ركّز على إنهاء الحروب الدائرة في الشرق الأوسط. أمّا في ما يختص بإيران، فرأت الصحيفة أنّها ليست بحاجة إلى استعراض عضلاتها، بل انتظار إدارة ترامب لتقدّر ميزان القوى السائد في الشرق الأوسط بشكل كامل.