مؤتمر “الإعلام والترجمة” في جامعة الجنان

محمد درويش

مؤتمر “الإعلام والترجمة”
نظمت جامعة الجنان بالتعاون مع الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال وبالشراكة مع المنظمة العربية للترجمة واتحاد المترجمين العرب مؤتمر بعنوان”الإعلام والترجمة” وذلك بحضور ومشاركة أساتذة وباحثين من مختلف الجامعات اللبنانية وأساتذة وعمداء الكليات ولفيف من المهتمين.
أفتتح المؤتمر بكلمة اتحاد المترجمين العرب الدكتور هيثم قطب تحدّث فيها عن أهمية المؤتمر خاصة وأنه يتناول موضوعاً حيويا راهنا في مجال العلوم الإنسانية والتواصل ونوه “قطب” أن الاتحاد يسعى للم شمل المترجمين العرب والتواصل فيما بينهم بهدف التكامل وتبادل الخبرات،فسوق الترجمة العربي يستوعب المترجمين من مختلف المجالات واللغات.
كلمة المنظمة العربية للترجمة ألقاها مديرها الدكتور هيثم الناهي تحدث فيها عن أهمية العمل على إبراز التنوع الثقافي في التعليم والاتصال والترجمة والإعلام لكون تلك التخصصات في تماس مزمن مع أبناء البشر أينما حلّوا وايّاً كانت انتماءاتهم الثقافية والفكرية. كلمة الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال ألقتها رئيستها الدكتورة مي العبدالله عبرت فيها عن سعادتها حول عنوان المؤتمر الذي يجمع بين الاعلام والاتصال والترجمة في زمن الانترنت وثورة المعلومات التي غيّرت الكثير من العادات والمفاهيم الاجتماعية والعلمية والاعلامية والسياسية.
وأكدت “العبدالله” أن الترجمة اكتسبت أهمية بالغة في ظل اتساع رقعة وسائل الإعلام المرئي الفضائي، ونقل الأحداث بشكل مباشر، والتي تحتاج إلى ترجمة لفهم الخبر ومصادره مما يسهل ذلك على الصحفي والمحرر أن يكتب الخبر ويفهم خلفيته وتفاصيله.
كلمة جامعة الجنان ألقاها رئيسها الأستاذ الدكتور بسام بركة رحّب فيها بالباحثين والمشاركين، مؤكداً أن جامعة الجنان ،صرح تعليمي وبحثي بامتياز يجمع في أنشطته باحثين من مختلف الاختصاصات ومؤتمر”الإعلام والترجمة” خير دليل على هذا . ونوه “بركة” أن هذا المؤتمر يشكل مساحة حوار وتلاق يتبادل فيه الباحثون تجاربهم التي سينتج عنها نتائج وتوصيات عملية تسهم في شأن الترجمة وتشد أواصر المترجمين وتخلق أرضية معرفية مع العاملين في حقول الإعلام والتواصل.
ثم كانت الجلسة الأولى، ترأسها الأستاذ الدكتور بسام بركة وحاضر فيها الدكتور جوزف شريم (محاضر في جامعة روح القدس الكسليك) حول “الترجمة الصحافية بين الحرفية والابتكار”.
شرح”شريم” أن الترجمة والصحافة صنوان لا يفترقان لأنهما يمثلان الانفتاح على العالمية فالصحافة تواكب التطور مهما كانت طبيعته والترجمة تحاول نقل مضامين هذا التطور مهما كانت ظروفه.وعدد “شريم”بعض النصوص التي تبرز دور الصحافة والترجمة في نقل الأخبار العالمية .أما عن محاذير الحرفية في الترجمة أكد “شريم” أن المترجم يجهل أو يتجاهل بعض الألفاظ في اللغة العربية ولكن ما قد يضعه البعض في خانة المحاذير قد يراه البعض الآخر دليل صحة ورغبة في الابتكار والتجدد اللغوي.وخلص”شريم” بالقول أن الصحافة إن كتبت أو ترجمت فلغتها هي لغة الحياة،مما يعني أنها تماشي التطور اللغوي العصري لا بل هي من صلب هذا التطور وتسهم فيه إسهاماً أكيداً فعّالاً.
أما حول”الترجمة النوعية وإثارتها الإعلامية المهنية نوعاً وقيمة” اعتبرالدكتور هيثم الناهي(مدير المنظمة العربية للترجمة) أن الظروف والمستجدات التي طرأت على الصعيد العالمي لما بعد الحرب العالمية الثانية جعلتنا نبحث عن القيمة المتأصّلة لضرورات التنوع الثقافي،على الرغم من التغيرات التي حصلت في مفهوم الثقافة وأهدافها المرسومة.وتابع:”إن الثقافة اليوم لها أهداف قد يصب بعضها بضرورة تحليل التنوع الثقافي بجميع جوانبه،ولن يبقى المهم أن نعمل على إبراز مجالات التنوع الثقافي المختلفة خصوصاً في التعليم والاتصال والترجمة والإعلام لكون تلك التخصصات في تماس مزمن مع أبناء البشر أينما حلوا وأيا كانت إنتماءاتهم الثقافية والفكرية.
كما طرح”الناهي” قضية الترجمة وصراع الثقافات معتبراً أن للثقافة ارتباط بالانتروبولوجيا الذي يمكن أن يتجسد لغويا حين التعبير عن تلك الثقافة.
ترأست الجلسة الثانية الدكتورة مي العبدالله وتضمنت ثلاث محاضرات كانت الأولى للدكتورة هدى مقنص(أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية) بعنوان” ترجمة وتحرير أم ترجمة وتحوير في وكالات الأنباء العالمية” عرّفت في البداية مصطلح “الخطأ والمخالفة”من وجهة نظر الترجمة ومصطلح”التحوير” في قواعد الترجمة والتحرير من وجهة نظر الخطاب الإعلامي مقدمةً بعض الأمثلة في وكالات الأنباء.ثم تناولت موضوع تحليل الخبر المحوّر والمسائل الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها ويتبعها المترجم الإعلامي .وختمت “مقنص” محاضرتها بالقول:” يرفض الصحافيون إطلاق تسمية المترجمين عليهم لأن ما يجري خلال عملية التحرير ليس ترجمة بالمعنى الحرفي للكلمة وهذا ما يطرح مسألة العلاقة الجوهرية بين الترجمة والتحرير.
ثم حاضر الدكتور مصطفى متبولي (أستاذ محاضر في جامعة الجنان) حول “الأمانة والخيانة والدقة في ترجمة الخبر”حيث قسّمت محاضرته إلى خمس محاور تناول في المحور الأول تعريف الترجمة الأدبية وأنواع الترجمة ثم تحدث عن الأمانة والخيانة والدقة في الترجمة وعدد في المحور الثاني المؤهلات والخصائص التي يجب أن يتمتع بها المترجم وشرح في المحور الثالث ميثاق أصول وأخلاقيات العمل التحريري في وكالة فرانس برس ومن ثم العلاقة المالية الملتبسة بين وكالة فرنس برس والدولة الفرنسية وأخيرا قدّم بعض النماذج التي تظهر مدى التزام الوكالة بالأمانة والدقة في ترجمة الأخبار.
حول “تحديات الترجمة في وكالات الأنباء” اعتبرت الدكتورة ريما حرفوش (أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية) أن موضوع الترجمة في وكالات الأنباء له تأثيرات على الأرض كونها تزوّد وسائل الإعلام كافة بالأخبار.ويعتبر المحررون في وكالات الأنباء أن من أولوياتهم مصداقية الخبر وسرعة نقله وصياغته بأسلوب سهل بمتناول الجميع .وطرحت”حرفوش” بعض التساؤلات والفرضيات التي تتمحور حول الأمانة والدقة لدى الصحفيين المترجمين في وكالات الأنباء شارحة مهمة الإعلاميين بين الترجمة الحرفية وإعادة كتابة الخبر.
كما شرحت الاستراتيجيات المتبعة من قبل الصحفيين لحل مشاكل الترجمة التي قد تواجههم عن طريق اتباع الترجمة الحرفية .
الجلسة الثالثة ترأسها عميد كلية الإعلام في جامعة الجنان الأستاذ الدكتور رامز الطنبور والتي تمحورت حول “الترجمة الإعلامية والايديولوجيا” وتحدثت فيها الدكتورة سامية بزّي (أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية) حول”الترجمة الإعلامية وبعدها الايديولوجي” ثم الدكتورة زينب جابر( رئيسة قسم الترجمة واللغات في جامعة المعارف)حول “مخاطر إعادة التدوير في الترجمة الإعلامية ” عرفت في محاضرتها مصطلح “التدوير” في السياق التقليدي والإعلامي ثم عرضت المصطلحات الإعلامية التي يتم نشرها في موقع ال BBC وموقع الجزيرة والمنار والمقارنة بينها،مستخلصة أن الاختلافات بين المصطلحات ايديولوجية وأن هناك غياب سياسة ترجمية للمؤسسة وعدم وضوح معالمها بالاضافة إلى وجود اختلاف وتناقض بين الصورة الايديولوجية وبين النص المصدر والهدف.
أما المحاضرة الثالثة كانت بعنوان”اللا ترجمة في الخطاب الإعلامي والدعائي” قدمها الأستاذ جاد الحج من الجامعة اللبنانية.
أما الجلسة الرابعة ترأسها الدكتور زكي جمعة وكانت بعنوان”الترجمة ووسائل التواصل الاجتماعي”حاضر فيها كل من الدكتورة أماني صبرا حول”حوسبة اللغة العربية،آفاق وتحديات” عارضة بعض البيانات التي تظهر الإتجاه نحو رقمنة اللغة العربية وحوسبتها، ومقدمة بعض الآليات والأدوات المعالجة للغة.
ثم كانت محاضرة للدكتورة فدى بركة (أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية) حول”الإعلام في وسائل التواصل الاجتماعي :مسائل في الترجمة والتلقي” ومن ثم محاضرة بعنوان”الترجمة الآلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي” للدكتورة لينا غالي تحدثت فيها عن منصات التواصل الاجتماعي والوسائل الأكثر استخداما للترجمة الآلية ومن ثم شرحت التحديات التي يواجهها المترجمون عير هذه الوسائل .
الجلسة الأخيرة ترأسها الدكتور عدنان خوجة وكانت بعنوان”إشكاليات الترجمة” حاضر فيها الدكتورنادر سراج حول”المحظور السينمائي مترجما في النسق الثقافي عينه” مقدّما بعض المصطلحاتالتي تشهد على التخبّط الدلالي والمفرداتي وخلص “خوجة” إلى أن هذا التخبط يشوه المعانيالحقيقية للكلمات المنسابة على ألسن مرسليها وكذلك لما له من سلبية على عمليات تلقي الرسائل وتشفير المضامين واستيعاب الدلالات.
أما المحاضرة الأخيرة كانت بعنوان”إشكالية ترجمة عناوين الصحف” للأستاذة زينة الطفيلي عرضت من خلالها بعض النماذج التي تظهر إشكالية ترجمة العناوين مما يؤدي إلى تغيير المعنى الحقيقي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!