تمزيق صور الحريري.. إرباك في صفوف النواب الستة
مناطق نت – كتب خالد صالح
تستمر حال التجاذب القائم في موضوع تشكيل الحكومة، بعدما تحوّلت عقدة تمثيل سنّة الثامن من آذار من «حبّة» إلى «قبة»، وسط تأكيدات مصادر الرئيس المكلف أنه لن يوقّع أي مرسوم للتشكيل يضمّ وزيراً منهم.
إزاء هذا الأمر، يترقب الشارع اللبناني المعالجات التي ستؤول إليها الأمور، ويترقب الشارع «السني» تحديداً وعلى إمتداده «ثبات» الرئيس الحريري على موقفه، لأن هذا الأمر سيؤكد للقاصي والداني أن الحريري لا يناور في هذا الملف، وأنه دخل مرحلة مختلفة كلياً في التعامل مع السياسة الداخلية.
مصدر مراقب وموثوق أكد لـ «مناطق نت» استعادة الحريري للكثير من حيثيته الشعبية نتيجة هذا الموقف، لا سيما بعد الصورة «الفاقعة» للوزير السابق فيصل كرامي بجانب المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل في حارة حريك ومدلولاتها، والتي يرفضها من حيث الشكل والمضمون خصوم الحريري «سنياً» قبل حلفائه، والتي أكدت صوابية رفض الحريري لمحاولة حزب الله «لي ذراعه»، أو محاولة ضربه «تحت الحزام»، لأن قبول الحريري بهذا الأمر يعني نهايته سياسياً..
وقال: «الإنسجام السياسي بين طرف وآخر وفق رؤية مشتركة أمر إيجابي، لكن «الإنبطاح» بهذا الشكل الفاقع أمر كارثي، وستضعنا أمام مشهد مقابل للتوصيفات السابقة للمعارضة الشيعية «شيعة السفارة»، فنصبح اليوم أمام مشهد جديد «وزراء الحارة»، فعبر التاريخ اللبناني كانت الزعامات السنية هي الكلمة الفصل سياسياً وحكومياً، خصوصاً «آل كرامي»، وكانت هذه الزعامات تعمل دوماً على تدوير الزوايا وتمارس التقاطعات بحكمة خدمة للبنان، بينما ومن خلال تصرف الوزير كرامي «تخلٍّ سمج» عن ريادة هذه الزعامات عن مكانتها وضرب قاتل لدور الطائفة السنية في تركيبة الدولة».
وأكد المصدر: «الشارع السني بغالبيته المطلقة مستاء من تصرفات «النواب الستة»، فليس هكذا تورد الإبل، فقد ظهروا بالفعل وكأنهم «ملحقون» بقرار القيادة السياسية لحزب الله، وليعد هؤلاء بالذاكرة للعام 1998 عندما حاول الرئيس إميل لحود «تحجيم» الرئيس الشهيد رفيق الحريري «سنياً»، عبر تعويمه للرئيس سليم الحص، كيف عاد الرئيس الشهيد على حصان أبيض في العام 2000، لأن الشارع السني «وطني بإمتياز» متى كانت الأمور تسلك المنحى الوطني، و«عصبي بإمتياز» أيضاً لمذهبيته متى شعر أنه المستهدف بشكل رئيسي»..
وقال : «الموضوع برمته في مكان آخر، وموضوع «النواب الستة» ليس أكثر من «مطية» يعتليها حزب الله كـ «حصان طروادة» حالياً، ويناور بها، ليرسم مستقبلاً سياسة معينة على الحكومة المقبلة، بعدما تكون العقوبات الأميركية ضد إيران التي تدخل اليوم حيز التنفيذ قد إتضحت فعاليتها من عدمها، حينها يبنى على الشيء مقتضاه، خصوصاً أنه يريد الحريري وفقط الحريري في رئاسة الحكومة، لكنه يريد الحريري على «هواه» ووفق سياسته»..
نتيجة لـ «شد الحبال» في موضوع توزير سنة الثامن من آذار، استعاد الشارع السني شيئاً من زخم العام 2009، فالمواقف المؤيدة للرئيس المكلف تتعاظم يوماً بعد يوم، وقد انتشرت صور الرئيس الحريري في كل المناطق مع هاشتاغ «كلنا معك»، وظهر الإرباك على «النواب الستة» وقاعدتهم، التي لم تجد ما تواجه به سوى تمزيق صور الحريري على مداخل القرى، بشكل يدل إلى أي مدى «فقدانهم للصوابية» وللخطاب السياسي المقنع .
الأيام المقبلة لن تحمل جديداً، سوى المزيد من المراوحة، الحريري يريدها لتثبيت أقدامه في مواقفه وإستعادة الريادة المطلقة، وحزب الله يريدها لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في موضوع العقوبات الأميركية، وبينهما يعيش المواطن اللبناني هواجس مخيفة على حياته ولقمة عيشه.