د. وليد أبودهن: هل ابني مدمن على المخدرات؟

يشعر الأبناء المراهقون بالرغبة فى الاستقلالية، التى قد ترتبط ببعض التصرفات الغريبة وغير المعتادة، وقد تصل فى النهاية إلى الوقوع كضحية للإدمان دون وعى. وتربية المراهق ليست سهلة، فبين تقلّبات المزاج، وتغّير الاهتمامات، ورغبته المستمرة في الاستقلالية، يصعب على العديد من الأهل تحديد ما هي التصرفات الطبيعية المرتبطة بهذه المرحلة وبين تلك المرتبطة بإدمانه على المخدّرات. إلا ان موقع صحتي سوف يسهّل عليكم هذا الامر من خلال اطلاعكم على أبرز العلامات التي تدلّ على ادمان طفلكم المراهق من خلال السطور القادمة.

كيف تعرفون أن ابنكم المراهق مدمن؟ 
علامات الإدمان عند المراهق:التغييرات في السلوك
إن إحدى أولى العلامات التحذيرية التي تتنبأ بتعاطي المخدرات في سن المراهقة هي تغيرات في السلوك. وتشمل بعض هذه التغييرات بناء علاقات صداقة مفاجئة، العزلة، عدم التواصل مع الأهل أو عدم الاهتمام في الأنشطة التي كانت تهمه سابقًا.

قد تلاحظون أيضًا أن طفلكم المراهق يسرق المال أو أي أشياء أخرى من المنزل، ما يمكن ان يكون إشارة إلى أنه بحاجة إلى المال لشراء المزيد من الأدوية والعقاقير المخدّرة.

تغيرات في المزاج
قد يصبح المراهق المدمن أكثر تهوراً، ويلجأ إلى الإساءة اللفظية أو حتى قد يستخدم العنف مع إخوته في المنزل. بالإضافة إلى ذلك، قد يبدأ طفلكم المراهق بالتهديد بالخروج من المدرسة أو الهروب من المنزل أو تدمير الأثاث وغيرها من الأغراض.

كما ان الاكتئاب وعدم الاستقرار المزاجي واللامبالاة هي ايضاً من الأمور التي تحذّر من وجود علامات على احتمال تعاطي المخدرات ولا ينبغي الاستخفاف بها.

تغيرات جسدية
يؤثر الإدمان عند المراهق ايضاً على جسمه، وتشمل بعض العلامات الجسدية لتعاطي المخدرات ما يلي:

– عيون حمراء كالدم
– فقدان الوزن المفاجئ أو زيادة الوزن.
– قلّة النظافة وعدم الاهتمام بالشكل الخارجي (كإهمال قصّ الشعر والامتناع عن الاستحمام..
– نزيف الأنف المتكرر
– كدمات أو إصابات أخرى في أنحاء الجسم غير مفسرة
– التعب والخمول طيلة الوقت وعدم الرغبة في القيام بأيّ نشاطٍ رياضيّ
– قلة أو كثرة النوم
– ظهور هالات سوداء حول العين.

طرق علاج الإدمان عند المراهق

– من المهم استشارة الطبيب وإجراء فحص دمّ شامل للمراهق للكشف عن تعاطيه للمخدرات.
– زيارة الطبيب النفسي وخضوعه للعلاج السلوكي الإدراكي الذي يساعد على تحديد أسباب إدمان عند المراهق ويعلّمه طرق التعامل مع ظروف حياته بعيداً عن هذه الآفة.
– يمكن لمراكز التأهيل المتخصصة بمعالجة الإدمان ان تساعد المراهق على التخلّص تماماً من هذه العادة السيّئة.

الفرق بين علاج المراهق المدمن والكبار، فعلاج البالغ يكون عن طريق استرجاعه لحياته الأولى والأشياء التى كانت تعطيه السعادة كلعب الكرة والعمل وغيرها، ولكن المراهق يكون العلاج معه من البداية ومعرفته بأن يوجد أشياء أخرى تعطى نفس الإحساس بالبهجة مثل السينما والكرة وتحسين العلاقات الأسرية، بالإضافة إلى ضرورة خضوعه لبرامج علاجية لتحسين سلوكه، كما نصح الدكتور محمد عاطف فى المرحلة الأولى للعلاج بعدم توفير المال له ومنعه من الجلوس مع الأصدقاء الذين دفعوه لذلك.

سنوات المراهقة ليست سهلة، في واقع الأمر هي سنوات العمر الأكثر اضطرابًا ويمكن أن تكون تعقيدات فترة المراهقة غامرة. في خلال مرحلة المراهقة، يكون المراهقون في حاجة إلى معلمين لمساعدتهم على التنقل والتعامل مع التوتر الناجم عن تلك الفترة.

قد تكون سنوات المراهقة طويلة ومتعرجة؛ لذا فمن المهم أن تُقدم للمراهقين المساعدة لجعلهم يسيرون في الاتجاه الصحيح، فإذا تطور الموقف وأقدم المراهقون على اللجوء إلى المخدرات، فإنهم سيفعلون الشيء الصحيح ويرفضونها.

د. وليد أبودهن – الجرس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!