بلدة لبنانية تبتكر حلاً للتخلص من أعقاب السجائر

“لكي يبقى كل فرد يشجع لاعبه المفضل، ولكي تبقى بلدتنا نظيفة من أعقاب السجائر”، أطلقت لجنة التخطيط في بلدية الصرفند (جنوب لبنان) ابتكار مميز، غم هو؟

الابتكار عبارة عن مستوعب مخصص لإلقاء أعقاب السجائر بدلاً من إلقائها في الشارع. ولتحفيز المواطنين على استخدامه كُتب على اعلى المستوعب وباللغة الانكليزية who is the best player in the word، “من هو اللاعب العالمي المفضل”، وتم تخصيص خانتين لإقلاء أعقاب السجائر، واحدة بإسم “رونالدو”، وأخرى بإسم “ميسي”.

“حصاد أول يوم بكافيه واحد، حصاد البلدة دون أعقاب السجائر”، ينشر صاحب الفكرة المهندس ربيع خليفة بموقع “فايسبوك” صورة للمستوعب تثبت إقبال المواطنين على تطبيق الفكرة، والالتزام بها. وفي حين يفكر عدد كبير أكثر من مرة قبل إلقاء زجاجة بلاستيكية أو كيس نايلون على الأرض، لا يرى العديد من المدخنين أي ضرر في رمي أعقاب السجائر في الشارع.

وبحسب استطلاع أجرته شركة KAB أجاب نحو 77 في المئة بأنهم لم يفكروا في أعقاب السجائر كنوع من القمامة. في حين أن معظم فلاتر السجائر، الجزء الذي يشبه القطن الأبيض، هي في الواقع شكل من أشكال البلاستيك يسمى أسيتات السليولوز، وهي بحد ذاتها، بطيئة جداً في التحلل وهي مليئة بالسموم، ويمكن أن تتسرب إلى الأرض والممرات المائية، مما يؤدي إلى إتلاف الكائنات الحية التي تتلامس معها، ما يشكل تهديداً للحياة البرية، الغذاء، والأطفال الصغار.

في بلدة الصرفند، وضعت فكرة التخلص من فضلات السجائر قيد التجربة في أحد مقاهي “الأكسبرس” وذلك من أجل تعميم ثقافة المحافظة على نظافة الشوارع، والتي أرادوا من خلالها التأكيد على أن مفهوم المحافظة على النظافة العامة هو سلوك يجب الإلتزام به وتعميمه.

وبحسب منشور رئيس البلدية المهندس علي حيدر خليفة بموقع “فايسبوك”، يقول: “وقد إخترنا في التجربة الأولى مقياس رياضي على أن يستتبع بمقارنات أخرى.. على أمل أن نحقق ما نصبو إليه بتعاون الجميع”.

نالت فكرة التخلص من “أعقاب السجائر” في الصرفند استحساناً وتجاوباً كبيرين، طالب على أثرها أهالي البلدة مبتكريها بإيجاد أفكار توعوية جديدة. حيث حيا المستخدم عباس يونس في تعليقه بموقع “فايسبوك” بلدته على هذه الفكرة الرائعة وقال: “تحية إلى العقول الراقية التي ترفع مستوى الوعي في مجتمعها”. وطالب المستخدم منير جعفر، لجنة التخطيط في البلدية، ببأفكار مشجعة للتخلص من أكياس النايلون، وعلق قائلاً: “لو فيك تلاقي فكرة لقناني البلاستيك وأكياس النايلون”.

على رغم صغر حجم أعقاب السجائر، لم يتطرق الكثيرون إلى الخطر الذي يتمثل فيها والذي لا ينتهي بمجرد تخلص المدخن منها عبر انتهائه من تدخين سيجارته، بل تنتقل تلك الأعقاب إلى مجاري المياه في طريقها إلى البحر قبل أن تستقر في أمعاء الأسماك محدثة تلوثا كبيراً.

الدراسات تؤكد أن الإنسان لا ينجو من الأثار المدمرة لذلك، حيث تذكر منظمة “أميركيون من أجل حقوق غير المدخنين” أن التخلص من أعقاب السجائر بشكل خاطئ قد يصل إلى طعام البشر في نهاية المطاف، والتي تحمل في طريقها سيلاً من المعادن السامة ينتقل إلى السلسلة الغذائية للإنسان، حيث أن أعقاب السجائر أكثر مادة يتم التخلص منها على مستوى العالم وتمثل أكثر من 765 ألف طن من النفايات سنوياً.

التجربة الأولى في بلدة الصرفند أظهرت الأثر البيئي السلبي الذي كانت تتركه أعقاب السجائر في شوارع البلدة، وعلقت ايمان خليفة قائلة: “وقت شاركنا بحملات النظافة كان ملفت كمية أعقاب السجائر بالطرقات”. وحيت المستخدمة فاتن البلدية على هذه الخطوة، وتمنت تطوير الفكرة والعمل على تطوير هذا الانجاز.

اليوم، هناك أكثر من مليار مدخن في العالم، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فمن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 1.6 بليون مدخن بحلول عام 2025. وبحسب ما نشره موقع verywillmind يتم شراء نحو 10 مليون سيجارة في الدقيقة، ما يعني إنتاج أكثر من 5 تريليونات من فلاتر السجائر السامة التي تزن نحو بليوني رطل، وهي تشق طريقها إلى بيئتنا كنفايات مستنزفة سنوياً. يسأل المستخدم عبد حطيط “إذا كان المشروع التجريبي ناجحاً، لماذا لا يتم إضافة ما يصل إلى الآلاف المستوعبات في وسط البلدات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى