قصة عسكري.. سطر بسلوكه بطولة من نوع آخر!

قبل أيام وأثناء مروره على اوتوستراد الكرنتينا متوجها الى عمله، عثر أحد الرتباء في الجيش اللبناني على لوحة تسجيل سيارة تحمل رقماً مميزا ًمرمية الى جانب الطريق، فما كان منه الا ان التقطها وتوجه بها الى المراجع المعنية لمعرفة صاحبها، حركه على ذلك حسه الأمني. 

هكذا بدأت قصة هذا العسكري الذي سطر بسلوكه بطولة من نوع آخر، لا تقل أهمية عما يسجله أفراد الجيش على الحدود وفي الداخل خلال قيامهم بمهامهم.

المهم أن العسكري “الشجاع” نجح بمساعدة المعنيين بمعرفة صاحب السيارة، فاتصل به وبلغه عن وجود اللوحة بحوزته طالباً تسلمها منه. بالتأكيد فرحة السيدة التي تلقت الاتصال لم تسعها، هي التي تبلغت قبل ساعات أن عملية استبدال اللوحة يستلزمها اجراءات معقدة ومحاضر وبلاغات، قبل أن يأتيها طوق النجاة من السماء. وهكذا تم الاتفاق على موعد لتسليم الأمانة.

وفي الموعد المحدد، حضر سائق السيدة لاستلام الغرض حاملاً في يده ظرفاً يحوي مبلغاً محترماً من المال، عربون شكر ووفاء ولفتة كريمة من المعنية، غير أن العسكري الذي انتفض رافضاً اي حديث في الموضوع أصر على الاتصال بالسيدة شاكرا لها تقديرها، مبدياً اعتزازه بأنه قام بعمله ومهمته التي لا يرضى بدلاً مقابلها، فهو بكل اعتزاز جندي في الجيش اللبناني، مهما كانت ظروفه قاسية فان له قيادة تسهر على تأمين حقوقه وحياة كريمة له.

بالتأكيد ليست الحادثة الأولى من نوعها ولن تكون الاخيرة، فمثلها العشرات يومياً، يثبت فيها العسكريون اللبنانيون انضباطا وعزة وكرامة تليق بالبذة التي يرتدونها، قاهرين الظروف الاجتماعية الصعبة، متعالين فوق بعض الاصوات الشاذة التي تلاحقهم في رزقهم وحقهم.

ولأن السيدة ابت الا ان تسجل فخرها واعتزازها وتقديرها لجندي من بلادها، فكان اتصالها بقيادة الجيش، مبلغة تفاصيل ما حصل معها للقيادة.

قيادة كما أجادت العقاب بحق المخالف، لم تتأخر عن تقديم الثواب لمن رفع اسم الجيش، حيث تم استدعاء العسكري الى مكتب قائد الجيش، وجرى تكريمه من قبل العماد جوزاف عون، الذي هنأه على ما قام به، مبديا فخره واعتزازه، مشيدا بـ”انضباطه ومناقبيته التي علت اي شيئ آخر”، واعدا بـ”متابعة تحصيل حقوق العسكريين الذين اثبتوا انهم خير قدوة ومثال اينما وجدوا وفي ظل كل الظروف، نصب اعينهم دوما قسمهم وشعارهم اوفياء لشعبهم مضحين في سبيله”.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى