ملف “سيمنز” يُفتح مجدداً: الشركة تعاني مالياً.. و”كارثة كهربائية” في لبنان!

نشرت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية تقريراً عن أزمة الكهرباء في لبنان، مسلطة الضوء على زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى بيروت في حزيران الفائت
التي رافقها خلالها وفد من شركة الطاقة “سيمنز”، وأعقبها غضب شعبي بعد أشهر.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ للبنان الصغير فاتورة كهرباء ضخمة، مبينةً أنّ المخصصات الحكومية للكهرباء ستكلّف الخزينة ملياري دولار هذه السنة فحسب، أي ما يعادل 4% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي. 

وأوضحت الصحيفة أنّ اللبنانيين يعانون من التقنين ويستخدمون تطبيقاً يحدد مواعيد انقطاع الكهرباء، لافتةً إلى أنّ اللبنانيين يعتقدون أنّ سوء الإدارة هي بين الأسباب التي نخرت جسم هذا القطاع لسنوات.

وعليه، اعتبرت الصحيفة أنّ الضجة التي أثارها التسريب بأن الحكومة رفضت عرض “سيمنز” في حزيران يعود إلى هذا الواقع، كاشفةً أنّ الشركة الألمانية التي ترزح تحت ضغوطات مالية تحاول الدخول إلى الشرق الأوسط. 

وفي هذا السياق، ذكّرت الصحيفة بتوصل العراق إلى اتفاق مع “سيمنز” لتطوير قطاع الطاقة الكهربائية، حيث أملت في التعويل على مشروعها الضخم مع مصر، الذي قالت إنّها زاد معدل إنتاج الكهرباء بـ40%. 

أمّا في لبنان الذي يحكمه نظام المحاصصة الطائفية، فرأت الصحيفة أنّ “سيمنز” وضعت يدها على “شريط مكهرب”، نظراً إلى أنّ المصدر الذي سرّب رفض وزارة الطاقة التي يرأسها وزير “التيار الوطني الحر” سيزار أبي خليل لعرض الشركة ليس سوى النائب عن حركة “أمل” ووزير الاقتصاد السابق ياسين جابر. 

وفيما نقلت الصحيفة عن جابر قوله: “ينبغي للبنان أن يعلن كارثة كهربائية”، تحدّثت عن تحوّل أصحاب المولدات إلى “مافيات”، مذكرةً بتهديدهم مؤخراً بالإضراب بعد صدور قرار يفرض عليهم الاعتماد على العدادات. 

وبالعودة إلى رسالة جابر الصوتية على “واتساب” التي انتشرت كالنار في الهشيم، نقلت الصحيفة عنه قوله إنّ ما حصل لم يكن متعمداً، وتأكيده أنّه كان قلقاً من أنّ رفض عرض “سيمنز” من شأنه أن يردع شركات أخرى من العمل في لبنان.

الصحيفة التي استعرضت الأخذ والرد الذي دار بين أبي خليل ومدير “سيمنز” جو كيزر على “تويتر”، قالت إنّه تردد أنّ ميركل شعرت أنّه تم تجاهلها على المستوى الشخصي، خالصةً إلى أنّ وزارة الطاقة اتفقت في نهاية المطاف مع الشركة الألمانية على “العمل معاً لتحسين قطاع الطاقة”. 

المصدر: ترجمة “لبنان 24” – FT

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى