“الشيوعي” يحتفل بالذكرى الـ 94 لتأسيسه

 

 سعد: لإنقاذ لبنان من الزبائنية والفساد

غريب: لدولة علمانية تبني اقتصاداً منتجاً يخلق فرص عمل للشباب

فؤاد: وضع ورقة سياسية مع الحزب الشيوعي وعدد من القوى الوطنية في سبيل الوقوف في وجه تصفية القضية الفلسطينية

أقام “الحزب الشيوعي اللبناني”، احتفالاً سياساً حاشداً في الذكرى الـ 94 لتأسيسه، في قاعة سينما كونكورد في بيروت، في حضور محافظ بيروت القاضي زياد شبيب ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال طارق الخطيب، ممثل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله محمود قماطي، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد نجم الاحمدية، ممثلين عن الاحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية والنقابات العمالية والمهنية ووفود نسائية وشبابية.

سعد

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الحزب الشيوعي، ثم ألقى رئيس “التنظيم الشعبي الناصري” النائب أسامة سعد كلمة حيا فيها “المناضلين في الحزب الشيوعي وشهدائه وشهداء جبهة المقاومة الوطنية والقادة الشهداء فرج الله الحلو وجورج حاوي وسائر الشهداء“.

 

وعدد “نضالات الحزب ودوره الوطني مع سائر القوى التقدمية التي ناضلت في سبيل وطن ديموقراطي وتصدت للعدو الصهيوني”، معرباً عن “الاعتزاز في العلاقة المتينة معه”، ومؤكداً “الاستمرار في خوض معركة انقاذ لبنان من الزبائنية والفساد، معركة بناء الدولة في وجه النظام الطائفي الذي اوصله الى الفشل“.

 

واعتبر “ان التأخر في تشكيل الحكومة ليس ناجماً عن خلافات بين أطراف السلطة بشأن التوجهات الكفيلة بمعالجة أزمات البلد، انما الخلافات بشأن تقاسم الحصص والغنائم في الحكومة القادمة والارتباطات الخارجية لبعض الاطراف“.

 

تابع: “بات التغيير هو الحل الوحيد، التغيير الشامل على مختلف الصعد، لا التغيير الذي يقتصر على تبديل الاسماء والالوان والتوازنات، التغيير المطلوب الذي يبدأ بالغاء الطائفية تطبيقا للدستور وبقانون جديد للانتخابات خارج القيد الطائفي يرتكز على النسبية والدائرة الواحدة الذي يستهدف بناء الاقتصاد الوطني“.

 

وحذر من “مشاريع إسرائيل واميركا لتصفية القضية الفلسطينية وما يجري في البلدان العربية للهيمنة والتبعية باستخدام الانظمة“.

 

وحول ما يجري في مخيمي عين الحلوة والمية ومية قال: “ان الاوضاع في هذين المخيمين وصلت الى درجة الاهتراء السياسي والاجتماعي والامني وهذا له تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية وهو في خدمة مشروع صفقة القرن لجهة تصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وخصوصا حق العودة.

والشعب الفلسطيني وصل الى درجة الاحباط واليأس وهو يريد ان يترك المخيمات ويهاجر الى اي بلد في العالم يحفظ له كرامته الانسانية“.

 

واشار الى ثلاثة اعتبارات لما يجري: الاول سياسات الدولة العقابية تجاه الشعب الفلسطيني في لبنان التي فرضت عليه اولويات غير اولوياته وهي معيشته وأمنه.

والثاني: السلاح المتفلت والعبثي الذي يهدد امن الشعب الفلسطيني كما يهدد امن الشعب اللبناني.

والثالث: لجوء العديد من القوى السياسية وجهات اقليمية الى توظيف الوضع الفلسطيني في خدمة مشاريعها السياسية“.

 

ورأى ان “المعالجة هي بعلاقات لبنانية فلسطينية تقوم على اساس دعم نضال هذا الشعب وتنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات بما يحفظ الامن الفلسطيني واللبناني ووقف كل محاولات التوظيف الطائفي والفئوي“.

 

فؤاد

 

والقى كلمة “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” نائب الأمين العام ابو أحمد فؤاد للحزب في ذكرى تأسيسه باسم الامين العام للجبهة أحمد سعدات القابع في سجون العدو منذ اكثر من 17 سنة، واعتبر “ان الحزب هو من طليعة الاحزاب الشيوعية العربية ولا يمكن اغفال المفكرين من قياداته الذين كنا مشاركين في انطلاقة حركة المقاومة الوطنية معهم وضرب مثال يحتذى في مواجهة العدو الصهيوني“.

 

ولفت الى “وضع ورقة سياسية مع الحزب الشيوعي وعدد من القوى الوطنية في سبيل الوقوف في وجه تصفية القضية الفلسطينية ومن اجل فتح حوار بين هذه القوى”، معتبرا “ان القضية الفلسطينية تمر في أسوأ حالها وصفقة القرن تقرع ابواب المنطقة وجزء منها التطبيع المباشر والعلني من قبل سلطنة عمان“.

 

وطالب الدولة اللبنانية بـ “استراتيجية لبنانية فلسطينية لمواجهة قضية اللاجئين ومنع التوطين وضمان حق العودة من خلال ضمان امن المخيمات ورفع القيود عنها وعن حرية الحركة ورفض كل اشكال التمييز ضد اللاجئين مع التأكيد الواضح والمتكرر وبالإجماع اننا ضد التوطين او التجنيس نحن ضيوف في هذا البلد او ذاك“.

 

غريب

 

وألقى الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب كلمة جاء فيها: “اربعة وتسعون عاما مضت على ولادة حزبنا في ذاك الاجتماع الذي حصل في بلدة الحدث يوم 24 تشرين الأول عام 1924.

لقد جاء هذا التأسيس على وهج انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى التي طبعت القرن العشرين بطابعها الثوري والأممي، كما جاء تعبيرا عن نضج الحالة الثورية في لبنان ايضا، هذه الحالة التي امتدت جذورها التاريخية عميقا مع ثورة الفلاحين، ثورة طانيوس شاهين ضد حكم الإقطاع والبكوات، ومع عاميات انطلياس ولحفد ومع الذين قاوموا السلطنة العثمانية وعلقوا على أعواد المشانق في ساحة الشهداء، تأسيس جاء استجابة لتلك الحالة الثورة في الدفاع عن شعبنا وكرامته الوطنية ومن اجل تحقيق استقلاله وتحرره الوطني والإجتماعي، على طريق بناء الإشتراكية بخصائصها اللبنانية“.

 

وتوجه للشيوعيين قائلاً: “من هذه الزاوية ترون في المرآة تاريخ حزبكم المشرف، ترون هذا الإرث الغني بالمآثر والبطولات، فالتاريخ لا يدخله إلا الذين قدموا التضحيات، فحافظوا عليه ومن حقكم أن تتغنوا به، لكن الواجب يدعوكم للبناء عليه وتعزيزه في المستقبل، لإطلاق مقاومة عربية شاملة، هي موضوع حوار بيننا وبين قوى اليسار الفلسطيني خصوصا والعربي عموما، حوار لإنتاج رؤية سياسية – برنامجية استراتيجية مشتركة“.

 

وقال: “ان صفقة القرن هي الخطة التنفيذية للشرق الأوسط الجديد بعدوانيته قتلا وتدميرا وتشريدا وتقسيما لشعوبنا العربية والمنطقة من سوريا الى العراق واليمن والسودان والصومال، وبدءا من فلسطين لتصفية قضيتها بفتح بوابة التطبيع، والتحالف مع العدو الصهيوني بالعلن بعد ان كانت في الخفاء، وها هو سلطان قابوس يستقبل نتنياهو في زيارة العار غير المسبوقة لدولة عربية هي موضع شجب وإدانة ودعوة الى التحرك منذ اليوم ضد كل أشكال التطبيع مع هذا العدو“.

 

ولفت الى “ان الشروط المطلوبة من لبنان فهي التخلي عن خيار المقاومة والإلتحاق بركب الانظمة الرجعية العربية والصلح مع إسرائيل وتوطين الفلسطينيين وربط عودة النازحين السوريين بالحل السياسي في سوريا تحت الضغط: من الخارج، عبر التهديد بالحرب الإسرائيلية التي تزداد احتمالات تنفيذها كلما ضمنت إسرائيل فرضية الإنتصار فيها فهي غير قادرة على تحمل خسارة الحرب بعد الهزائم المتتالية التي لحقت بها، ومن الداخل – وهو ما تفضله إسرائيل – العمل على فرض هذه الشروط بالسياسة بعد أن فشلت عن طريق الحرب، عبر تهيئة ظروف الإقتتال الأهلي في لبنان وإخضاعه، مستخدمة آليات النظام السياسي الطائفي واستخدام الضغوط الاقتصادية والعقوبات وكل أشكال الحصار.

وبدل أن تعمل السلطة على مواجهة هذا الخطر، عمدت الى ملاقاته عند منتصف الطريق، فأقرت بالإجماع قانون انتخابي يكرس الفرز المذهبي والطائفي ويرسخ منحى قيام الدولة الفدرالية، في مناخ طغيان حدة الخطاب الطائفي والمذهبي الذي يطلقه أمراء الطوائف في وقت يقف البلد فيه على شفير انهيار اقتصادي، فهؤلاء لا يهمهم سوى الحفاظ على مصالحهم الطبقية وهم جاهزون في كل وقت لاستخدام سلاح الطائفية لطمس طبيعة الأزمة الوجودية والوطنية السياسية والإجتماعية الناتجة عن أزمة النظام الطائفي المولد للحروب ولأزمات، فهو الذي يؤمن لهم الحماية ويضمن مصالحهم من دون أن تكون لهم علاقة من قريب أو بعيد بالمصالح الحقيقية للمواطنين“.

 

وقال: “ليس لديهم ما يفعلونه للبنانيين سوى هذا التعطيل والفراغ، أصلا لا مصلحة لهم في تقديم الحلول، ولا وسيلة لديهم لمواجهة هذه الاوضاع الا ما دأبوا على ممارسته من تقسيم اللبنانيين ومن تخويفهم بعضهم من بعض ليستمروا في نهبهم وضرب حقوقهم والنيل من معنوياتهم وبان اللبنانيين عاجزون عن فعل اي شيء بدونهم، يمارسون إذلالهم يوميا بلقمة عيشهم وبفرصة العمل وبحبة الدواء وقسط المدرسة وفاتورة المستشفى وهي حقوق لهم كمواطنين لا منة لهم فيها ولا حسنة. يرمون النفايات في وجوههم ويمارسون قتلهم يوميا بالأمراض السرطانية، ويضعون يدهم على مليارات الليرات المخصصة للقروض السكنية للشباب والفئات الشعبية. نهبوا أملاك الدولة البحرية والنهرية والبرية، رفعوا الفوائد وكدسوا الارباح من سياساتهم النقدية والمالية. والنتيجة مئة مليار دولار دين عام أغلبيتها الساحقة ذهبت الى جيوب حيتان المال، ويستعدون اليوم لإطلاق رزمة من الإجراءات والتدابير التقشفية المقررة في مؤتمر سيدر في مقدمها إلقاء عجز الكهرباء على المواطنين ورفع ضريبة القيمة المضافة، وتخفيض معاشات التقاعد والمنح والخدمات الصحية والاستشفائية مدعين بأنهم يقومون بالإصلاح، وهم فاسدون“.

 

وأردف: “واجهوهم بمفهوم المقاومة الوطنية والعربية الشاملة للتحرير والتغيير، فاذا كان تحرير الارض من المحتل مقاومة، فتحرير الانسان من الطائفية ومن الاستغلال والجهل والتخلف مقاومة، فتأمين لقمة العيش مقاومة، والكهرباء مقاومة، والمياه مقاومة والحق بالسكن والتعليم والتغطية الصحية الشاملة والنقل والاتصالات والسلم المتحرك للأجور مقاومة، وما لم تستكمل المقاومة تحرير الارض بتحرير الانسان فهي ناقصة مجتزأة ومهددة فالإنسان هو الاساس. وعلى المقاومة ان تقوم بالمهمتين معا، وما معارك الحزب ضد النظام السياسي الطائفي والمذهبي وسلطته الفاسدة وقانونها الانتخابي المذهبي، إلا فعلا سياسيا مقاوما بامتياز ويصب في صلب مقاومة المشاريع الامبريالية في المنطقة الساعية لتقسيم دولها وشعوبها طائفيا ومذهبيا، ولبنان ضمن هذه الخريطة لا خارجها“.

 

وتابع: “واجهوهم بقانون انتخابي نسبي خارج القيد الطائفي والدائرة الواحدة وقانون مدني للاحوا الشخصية وبقانون للأحزاب يلغي مقوماتها الطائفية وباللامركزية الادارية، فتلك مقاومة، واجهوهم باسترجاع أملاك الدولة البحرية والنهرية والبرية وباسترجاع أموال اللبنانيين المنهوبة التي تسمى ديونا وهي ليست سوى اموالا للبنانيين، فتلك ايضا مقاومة، واجهوهم بفرض الضرائب المباشرة باتجاه تصاعدي على الارباح والريوع العقارية والمصرفية وتلك ايضا مقاومة.

واجهوهم في مشروع سياسي بديل لوقف هذا المسار المأزوم والسير باتجاه مسار آخر، مسار إنقاذي للبنان يهدف الى بناء دولة وطنية، علمانية وديمقراطية تبني اقتصادا وطنيا منتجا يخلق فرص العمل للشباب“.

 

 

وحيا الشيوعيين قائلاً: “اذهبوا الى الناس ناضلوا معهم، لا عنهم، كونوا منهم ولهم، كونوا القدوة والمثال والنموذج، فكل مسألة يعاني منها الناس مهما كانت صغيرة بنظركم، فهي كبيرة بنظرهم، اهتموا بها وتابعوها، والمناضل الذي لا يعالج المسائل الصغرى لا يعالج المسائل الكبرى، والشعارات تبقى حبرا على ورق إذا لم تتحول الى برامج ومهام يومية ملموسة تحملها منظماتنا الحزبية المطالبة ببناء أطر عمل شعبية واجتماعية محلية. فقوى الحزب من قوى منظماته وهيئاته النقابية وقطاعاته، كل هذه المهام والنشاطات تحتاج الى قدرات مالية للقيام بها، وأنتم تعلمون حجم الازمة المالية الخانقة التي يمر بها الحزب، وعلاجها بين أيديكم، ابدأوا بمعالجة هذه المسألة الصغيرة، وباشروا بدفع اشتراكاتكم المالية بانتظام، عشرة آلاف ل.ل. شهريا على الأقل من كل رفيقة ورفيق هو أقل الواجب في الالتزام الحزبي والمساهمة في حل الازمة“.

 

وقال: “في ختام هذه الذكرى وعشية بدء التحضير لانعقاد المؤتمر الثاني عشر قبيل نهاية شهر أيار القادم، نعلن لكل المناضلين الشيوعيين المنظمين في صفوف الحزب وخارجه، ولليسار والرأي العام عموما، عزمنا العمل لبلورة مشروع الحزب أكثر فأكثر في الفكر والسياسة والتنظيم، تعزيزا لوحدته ولإعادة بنائه حزبا سياسيا فاعلا ومتجددا يتسع للجميع، وعلى قاعدة التمسك بتجربته الديموقراطية وتقييمها دوما على قاعدة المحاسبة“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى