النصر حليف القضايا المحقة
جمعت عاشوراء أسمى الدروس وأجلّ العبر التي سطّرها التاريخُ بشهادة الإمام الحسين وأصحابهِ وأهلِ بيته عليهم السلام في مواجهة الظّلم والطُغيان بكربلاء .. وقد ألهمتْ تلك الشهادةُ كلَّ السعاةِ والدعاةِ الثائرين طلبًا للحرية والعدالة، و كلَّ أحرارِ العالمِ النموذجَ الأرقى والأمثل في مواجهة الظَّلَمَة وطغيانهِم على امتداد التاريخ ، والذي لا زال صوتًا يدوِّي صداهُ في رَحِمِ الأزمنة والأمكنة .. ورمزًا وعنوانًا لكلِّ قضية شعبٍ وأمةٍ تعاني عبءَ الاضطهاد ولوعةَ ومرارة آلامِه ..
خلاصةُ القول إنّ جميعَ القضايا المحقة لأصحابها لا يمكن بلوغُها بالدعاء والتوسّل ، بل بقوّةِ أهلِها واصطفافهم خلفَ قضيّتِهم، وبأس ومنعةِ صمودهم ومواجهاتهم التي ستنتهي بالغَلَبة والنصر مهما اشتدَّ وزرُ المِحَن والمصاعب ، لأنّ النصرَ حليفُ المصرِّين عليه دائمًا بشهادة التاريخِ نفسهِ ..