“صقر الادارة الأميركية” في روسيا ودول القوقاز.. ما خفيَ من جولته أعظم!
وذكرت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، أن موسكو تنوي طرح مسألة الممتلكات الروسية في الولايات المتحدة، والتي تم تجميدها من قبل الإدارة الاميركية قبل سنتين.
من جانبه، تمنى بولتون أن يبحث الوضع في سوريا ودور إيران الذي تصفه واشنطن بالسلبي، دون أن تخفي الإدارة الاميركية رغبتها في عزل طهران عن أي تسوية في هذا البلد.
ومما يزيد اهتمام واشنطن بالملف الإيراني دخول العقوبات الاميركية المفروضة على طهران حيز التنفيذ في شهر تشرين الثاني المقبل. ورغم اعتراض روسياوالاتحاد الأوروبي على هذا الإجراء.
أما التحضير للقاء جديد بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، وهو موضوع سيتناوله بولتون أثناء محادثاته مع باتروشيف، فلا يزال الغموض يكتنف موعد هذا اللقاء ومكانه، وليس مستبعدا أن يعقد في العاصمة الفنلندية هلسنكي مجددا.
من موسكو، سيتوجه بولتون إلى باكو، حيث يتوقع أن يبحث مع المسؤولين الأذريين قضايا الأمن الإقليمي وتوريدات الغاز لحلفاء اميركا. والحديث يدور، في المقام الأول، عن دول أوروبية تنظر إلى الغاز من أذربيجان على أنه بديل عن الغاز الروسي.
يذكر أن واشنطن تدعم مشروع بناء “الممر الجنوبي” لنقل الغاز الطبيعي من حقل “شاه دنيز-2” في أذربيجان، ومن الملفت للنظر أن الولايات المتحدة لا ترى في موارد الطاقة القوقازية، على خلاف مشروع “السيل الشمالي-2” الروسي، منافسة للغاز المسيل الاميركي.
وبحسب الخبير في شؤون القوقاز، نورلان قاسموف، فمن أسباب الدعم الاميركي لمشاريع الطاقة الأذربيجانية وجود شركات غربية من بين أكبر مستثمريها، ومنها British Petrolium، أكبر قابضة للأسهم في حقل “شاه دنيز”، إضافة إلى شركة Shell الهولندية البريطانية العاملة في قطاع النفط والغاز.
ومما يقلق الولايات المتحدة احتمال تفاقم الوضع الأمني في إقليم قره باغ، على خلفية تطورات الأوضاع الداخلية في أرمينيا، وسيبحث بولتون هذا الموضوع أثناء زيارته إلى يريفان.
يشار إلى أن عملية تسوية النزاع حول قره باغ باتت معلقة بعد تغيير السلطة في أرمينيا، إذ ارتأت الدول المعنية بالتسوية في المنطقة، ومنها الولايات المتحدة وروسيا، في وصول نيكول باشينيان إلى الحكم في أرمينيا، حدثا يفرض ضرورة إعادة بناء العملية التفاوضية حول الإقليم المتنازع عليه.
ولا يستبعد الجانب الاميركي أن يؤدي تصاعد حدة خطابات الساسة الأرمنيين خلال الحملة الانتخابية الجارية، إلى تفاقم النزاع. من هنا سعي واشنطن إلى تفادي اندلاع حرب جديدة في المنطقة ستهدد لا محالة أنابيب الغاز والنفط.
وفي سعيها إلى الحفاظ على التوازن الهش في المنطقة، تهتم واشنطنبالحصول على دعم موسكو التي يُنظر إليها في المنطقة على أنها جهة رئيسة قادرة على الوساطة بين طرفي النزاع.
كما يتوقع خبراء أن يحاول بولتون، أثناء محادثاته في أرمينيا وأذربيجان وجورجيا، أن يحض قادة هذه الدول على الانضمام إلى العقوبات الاميركية المفروضة على إيران، رغم العلاقات الجيدة التي تربط الدول الثلاث بطهران، وذلك ضمن حرص واشنطن على عزل طهران عن أي مشاريع اقتصادية مشتركة مع بلدان هذه المنطقة.
وتوقع الخبير السياسي المقيم في الولايات المتحدة، رافائيل ساتاروف، أن يتناول بولتون أيضا، خلال جولته القوقازية، موضوع تأزم العلاقات الاميركية الروسية، وذلك ضمن جهود محتملة لإقامة “حزام أمني” مكون من الجمهوريات السوفيتية السابقة ضد روسيا، على غرار تكتل حاولت الولايات المتحدة تشكيله في تسعينيات القرن الماضي.
أما جورجيا، المحطة الأخيرة في جولة بولتون، فسيبحث مستشار ترامب خلال زيارته لها المواضيع نفسها، أي الأمن والطاقة والاقتصاد. كما يخطط بولتون لبحث وإعداد اتفاقية لتجارة حرة بين الولايات المتحدة وجورجيا.
وحيث أن جورجيا تعتبر شريكا أساسيا لكل من الولايات المتحدة وحلف الناتو في المنطقة، سيؤكد بولتون لقادتها دعم الإدارة الاميركية لتبليسي في مسائل عدة، مثل النزاعات الإقليمية وآفاق انضمام جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي.