“لو موند”: بيروت تتحوّل الى دبي ثانية.. أبراج سكنيّة تُبنى فماذا عن الشباب؟

ترجمة: سارة عبد الله

نشرت صحيفة “لو موند” الفرنسية مقالاً تحدّثت فيه عن التراث الذي يتمّ التضحية به في بيروت، وأشارت الى أنّ العاصمة اللبنانية تشهد تحضراً مفرطًا، كما أن الأبراج السكنية الجديدة تلتهم المساحة العامة، لكنّ جيل الشباب لا يزال يحاول تغيير اللعبة.

وقالت الصحيفة: “بين حزيران 2017 وشباط 2018، جرى إغلاق قسم صغير من شارع جان دارك الذي يربط الجامعة الأميركية في بيروت بالحمرا أمام السيارات، وكانت البلدية تقوم بأعمال لتوسيع الأرصفة، وتركيب المقاعد وغير ذلك”، وإذ لفتت الى أنّ هذا النوع من التطوير شائع في الغرب، فإنّ ذلك أقلّ في بيروت، المدينة الحضرية، ويجري بدون خطة رئيسية، حيث تقضم الأبراج السكنية الجديدة يومًا بعد يوم الفضاءات الأخيرة للمساحة العامة.

ورأت الصحيفة أنّ النجاح كان له طعمٌ مرّ. فمن أجل الإستفادة من الموقع، تمّ تدمير منزل كبير يعود بناؤه للعام 1920، ومنطقيًا، سيُشيّد برج جديد في ذلك المكان. وفي هذا الصدد، تقول المهندسة منى الحلاق: “من خلال الرغبة في القيام بشيء إيجابي، فقدنا إحدى أهم المجموعات المعمارية في منطقة رأس بيروت”.

وفيما قالت الصحيفة إنّ هناك قتلاً للمدينة، اسخدمت مصطلح “Urbicide“، الذي استُخدم  لوصف تدمير الحرب الأهلية لبيروت، ويمكن أن ينطبق على دورة التدمير وإعادة البناء التي عانت منها العاصمة منذ أن تم إسكات المدافع في عام 1990.

وكشفت الصحيفة أنّه اختفى الآن ثمانون بالمئة من المباني التي شكّلت بيروت، ذهبت معها طريقة عيش من خلال الشقق التي يدور فيه الهواء الطبيعي، والشرفات الكبيرة التي تتكيف مع مناخ البحر الأبيض المتوسط، وغيرها.

وفي هذا السياق، قال أنطوان عطا الله نائب رئيس منظمة غير حكومية تُعنى بالحفاظ على تراث بيروت: “الأبراج الجديدة هي نفسها كما في دبي، حيث الجو حار جداً لدرجة أننا لا نفتح النوافذ أبداً”.

ورأت الصحيفة أنّه يجري جرف كنوز العمارة العثمانية، والمباني الجديدة تدمّر حضارة بأكملها، من دون مواجهة معارضة في الطبقة السياسية. ونقلت عن منى الحلاق قولها: “النتيجة: طرد السكان، الإيجارات تنفجر، والمواطنون الأكثر فقرًا ابتعدوا عن المدينة التي بقي فيها الأغنى”.

هذه الخطوة لم تبدأ بالأمس، لكنّها تكثفت في عام 2004 عندما ضاعفَ القانون معاملات استخدام الأراضي، أي أنّ بموجبه، أصبح من الممكن بناء أبراج من خمسة عشر طابقاً، في مكان المنازل أو المباني الصغيرة، ولم يجرِ الإكتراث للتراث، بحسب “لو موند”.

وذكرت الصحيفة أنه عندما بدأت إعادة إعمار بيروت، بعد الحرب، كان الدفاع عن التراث مسألة هوية. ما الذي يجب الاحتفاظ به؟ لماذا؟ ما هو التاريخ الذي حدده التراث؟

وختمت الصحيفة المقال بالإشارة الى أنّ جعل السكن في المدينة بأسعار معقولة والأرصفة أكثر ملاءمة، والهواء يمكن تنفسه وقاع البحر جيدًا، وإنشاء حدائق وشواطئ عامّة، كلّ هذه هي عوامل تجعل الشباب يقاتلون من أجل إنقاذ حجارته القديمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!