الخلاف حول “العدل”: “الشعرة التي قصمت ظهر البعير”
كتبت صحيفة الحياة …
تتقاطع رواية مصادر عدة حول أسباب عودة رئيس الجمهوري العماد ميشال عون عن موافقته على تولي “القوات” حقيبة العدل. فالاتفاق على ذلك جرى بين عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري خلال لقائهما غير المعلن الذي حصل بعد ظهر الأربعاء الماضي، والذي انطلقت إثره موجة التفاؤل الكبرى. ففي ذلك الاجتماع أبلغ عون الحريري أن لا مانع لديه في هذا الخيار، بحيث يكون وزراء “القوات” أربعة بينهم نائب رئيس الحكومة بلا حقيبة. أما الثلاثة الباقون فتردد أنهم يتولون إضافة إلى العدل إما الشؤون الاجتماعية (كشفت مصادر أن الرئيس بري يفضلها لأحد وزرائه) أو العمل، والثقافة.
وتضيف الرواية التي تتقاطع مصادر عدة على سردها: “إلا أن يوم الخميس حصل ما لم يكن في الحسبان، حين صدر تصريح لرئيس حزب “القوات” سمير جعجع قال فيه: “يضحك كثيراً من يضحك أخيراً”، ونقل عن الرئيس الحريري قوله إن “القوات زينة الحكومة”. وجاء كلامه رداً على معلومات صحافية عن أن “القوات” باتت وحيدة بعد حل العقدة الدرزية وسائر العراقيل، وبعدما سرب مصدر قيادي في “التيار الوطني الحر” أن الحكومة ستولد قريباً “وحصلنا على كل ما نريد”.
لكن تصريح جعجع كان له وقع سلبي عند عون، بحسب رواية المصادر المتعددة، “وكان الشعرة التي قصمت ظهر البعير” فاعتبره تحدياً له، “في وقت أنا أسهل الأمور وأقدم تنازلات عما كنت اقترحته”. ورأى أن جعجع يريد مواصلة المواجهة معه حين وعد “بإجراء مقارنة بعد الانتهاء من تأليف الحكومة بين ما كان يطرحه وما كان يطرحه الآخرون”. وتضيف المصادر أن ما زاد الطين بلة تصريحات رئيس “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية في حديثه التلفزيوني ليل الخميس، والذي لم يوفر فيها الرئاسة من انتقاداته اللاذعة.
الصراع المسيحي وغياب الثقة
وتلاحظ المصادر أنه كان يمكن لجعجع أن يجيب على سؤال طرح عليه بطريقة مختلفة، وأنه في ظل التقارب بين “القوات” و”المردة” وقرب اللقاء بين زعيميهما، فإن عون (ومحيطه) شعر بأن هناك توجهاً من أجل تصعيد المواجهة معه ولإضعاف العهد عبر حملة استفزته، فأبلغ الحريري سحبه لموافقته على تولي “القوات” حقيبة العدل. وذكرت المصادر أن عون كان “مجروحاً” من هذه التصريحات ورأى فيها نكايات لها أبعاد. وأعقب ذلك أن أبلغ رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل الحريري بهذا الموقف حين زاره ظهر الجمعة، معلناً أننا “قدمنا كل التسهيلات لقيام الحكومة”.
وبينما نقل عن الحريري قوله أمس عن عقدة وزارة العدل تفاؤله بالحلول، ترى المصادر المتابعة للتأليف أن ما حصل يندرج في سياق الصراعات المسيحية والنكايات وعدم الثقة بين فريقين اتسمت علاقتهما أخيراً بالحدة. وإذ أقرت بأن التأزم أخر ولادة الحكومة، أوضحت أن هناك مخارج ستطرح للعقبة الجديدة.