“المثلية الجنسية” :قراءة علمية تستند إلى دراسات عيادية

د.أحمد عياش

قبل أيام تناقل الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لزواج أبن وزير خارجية سابق على إبن نائب سابق، أو بالعكس ،وقرأنا تعليقات كثيرة يصبّ معظمها في رفض الحالة مع حالة تقزز وإشمئزاز.
ماذا يحصل وما حقيقة المسائل تلك؟
اعتبر الأطباء الأميركيون ” الجنسية” مرضا نفسيا وأدرجوه في هذه الخانة في أول دليل لهم للإحصاء وللتشخيص للأمراض العقلية سنة 1952 ،ثم عاد الأطباء النفسيون الاميركيون ليشطبوه من خانة الأمراض النفسية سنة 1970 لتتبعهم جمعية علم النفس الاميركية سنة 1975 ومن بعدها جمعية الصحة العالمية سنة 1990.فهل يعني ذلك أن الاطباء النفسيون الأميركيون وزملاؤهم في الدول الغربية خاصة محقون؟
ربط أغلبهم بين “المثلية الجنسية” وحقوق الانسان وحرية التعبير بعد ان سلخوا صفة الحالة المرضية عنها ،معلّلين خطوتهم تلك يإستحالة العلاج والتجربة التحليلية النفسية والسلوكية-الذهنية ما جعلهم يعتقدون خطأ ان ذلك كاف لحذف الحالة المرضية النفسية عن المثليين، واعتبار الشذوذ الجنسي حالة فطرية طبيعية او خيارا طبيعيا للمرء لا يتعارض مع قوانين الطبيعة قبل وصايا الدين والمعتقدات والعادات والاعراف الإجتماعية.
هل يكفي عدم وجود علاج لحالة مرضية نزع صفة المرض عن الحالة الشاذة؟
كثير من الأمراض العضوية الشائعة لا يزال سببها غير معروف ولو تعددت العوامل المساعدة المحتملة ،وكثير من الأمراض العضوية ما زال علاجها مستعصيا فهل يفرض ذلك ان نرفع صفة المرض عن تلك الحالات، أو أننا محرجون لان اختلالات بيولوجية واضحة تقدمها المختبرات وصور الرنين المغناطيسي مثلا تجعل من الأطباء غير قادرين على نفي الحالة المرضية تلك، بينما في الحالة “المثلية الجنسية” ،إذ لا تغيرات بيولوجية و لا تبدلات دماغية ظاهرة على صور الرنين المغناطيسي مثلا ،تكفي لجعل بعض فحول الطبّ ان ينفوا صفة المرض عن حالة شاذة في الرغبات الجنسية، او لأن المحللين النفسيين عجزوا بتحليلاتهم كمعظم تحليلاتهم التاريخية عن التعرف على السبب الدافع لذلك، وعن وضع خطة  علاجية وهم الذين لا يُعرف لهم نجاح بعلاج لحالة مرضية من دون تدخل الاطباء النفسيين؟!
قبل ثورة تطوّر الدواء في بدايات القرن الواحد والعشرين، لم يُعرف نجاح واحد لمحلل نفسي بارع في معالجة اي مرض نفسي (لا نقول أزمة نفسية) كما عانى الأطباء النفسيون من الآثار الجانبية للأدوية، ما جعل المرضى وأهل المرضى يعتقدون ولقرون مضت أن العلاج ليس الا بمهدئات عصبية وبجلسات كهربائية مزعجة.
لغاية اليوم لا يعرف الاطباء  سرّ تحسن حالات المرضى الذهانين بعد جلسات الكهرباء ولو تعددت النظريات في شرح ذلك.
عجز العلوم سابقا وحاليا عن شرح أسباب وعلاج “المثلية الجنسية”، لا يعني أبدا أنها ليست بحالة مرضية نفسية-بيولوجية-جينية-تربوية-عائلية بحاجة لتطوّر العلوم أكثر فأكثر في فهم الجينات ،وتبدل أهداف الرغبات الجنسية دماغيا ونفسيا وذهنيا، والتعرف أكثر على المسببات التربوية العائلية وبما فيها الصدمات النفسية في الطفولة.
هل يمكن اعتبار كل تجربة جنسية مثلية بحالة مرضية نفسية دائمة؟
أبداً.. بل يمكننا الجزم ومستعدون للإثبات وكشف هويات المرضى الذين استشارونا لهذه الاسباب ،كيف تمكنوا من النجاة من الحالة المثلية الجنسية وتزوجوا وانجبوا أطفالا فيما بعد ،ولو انّا فشلنا مع أكثر من 50%  من الاستشارات لتأخر الشكوى أوّلاً ولعدم وجود شروط مساعدة ثانياً، ولأن من أتى الينا جاء تلبية لرغبة الأهل أكثر ما جاء الينا برغبة منه لاقتناعه بعد اطلاعه على الانترنت ان احتمال العلاج مستحيل ، فاستسلم لرغباته وللذاته كما يستسلم المدمن على المخدرات ،رافضا المساعدة الطبية، وكما يتمسك طفل بهاتف خليوي ليلعب، وكما تتثبت عيون المرأة على متعة “الواتس اب” و”الانستغرام” و”الفايسبوك ” ،عارضة صورها وصور طبخها ومكان سهرها ،مهملة واجباتها ومعرضة حياتها الزوجية للخطر.
لماذا تنحو القوانين لصالح الشاذين جنسيا؟
عندما يصل المثليون الجنسيون لمناصب رفيعة أو لمناصب قانونية او لمناصب قرار في الدولة وفي المجتمع ،من الطبيعي أن تأتي الأحكام والتحليلات والتسويق لفكرة الشذوذ لصالح مرضى “المثلية الجنسية” .ولسنا هنا في وارد اتهام أحد في لبنان ،ولكن من المعروف أن من بين الاطباء النفسيين وجماعة علم النفس والمحامين والقضاة والسياسيين وحتى بعض رجال دين في لبنان من هم بمثليين جنسيين، فهل ستكون آراؤهم ضدّ أنفسهم ام لصالحها؟!
لماذا قوننة “المثلية الجنسية” مسألة تستدعي الحذر من خطر؟
يتحدث الجميع عن الديمقراطية وعن حكم الأكثرية كسبيل حضاري لفرض القوانين وللحكم ،فماذا ستكون نتيجة استفتاء الناس حول المثلية الجنسية؟
وهل سيعتبر هذا الاستفتاء الديمقراطي حضاريا ام متوحشاً لأن دولا في العالم تفرض ارادتها على الغير؟
الا يشكل التعرض للأمن النفسي الجَماعي للناس ولنقاط إرتكازاتها للتوازن الاجتماعي-النفسي الممتد منذ الاف السنين في اعماق الذاكرة واللاوعي الجمعي خطرا بنيويا -نفسيا على مستقبل الناس وكينونة المجتمع؟
هل التفت مشجعوا قوننة الزواج المثلي لمعاناة الأهل النفسية وآثاره التدميرية النفسية على الاخوة الى حدّ الانتحار؟
هل المثلية الجنسية ظاهرة مُعدية فكرياً ولذاتياً (من لذة) وشبه وبائية فكرياً – رغباتيا من باب الحشرية والتعرف والتجربة بحثا عن اللذات المكبوتة والمشبوهة والتي ان فتح بابها الفكري الحسًي المثير للرغبات ، يصعب اقفاله بسرعة وسهولة لامتداد الرغبات الى ما لانهاية ،وتماما كاقتناع مدمن الحشيشة والكوكايين والهيرويين والسوبوتكس انه كلما زاد من الجرعات حقق نشوة او رعشة أقوى؟!
ما يجب معرفته ان منظمة الصحة العالمية وجمعية الاطباء النفسيين الاميركيين تراجعوا عدة مرات عن توصيات لهم سابقا ،لاكتشافهم ومع تطور العلوم والتكنولوجيا انهم كانوا على خطأ فلماذا هنا ستكون وصاياهم صائبة؟

لننتظر تطور التكنولوحيا الطبية بما ان العقل الانساني أصبح الكترونيا بامتياز ولنرى من كان الى جانب الحق من اجل الصحة ،ومن كان مدمرا للصحة وللمجتمع وللأخلاق؟
كاتب هذا الكلام ليس برجل دين ليتهمه أحد بالخلفية الدينية -الشرقية-العربية.
المثلية الجنسية رمح طائر في الهواء ينتظر ضحية ليقع عليها.. فاحذروا .
*طبيب نفسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!