بلد يعج باللبنانيين يدرس الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.. وسفير تحت المجهر!

ترجمة فاطمة معطي

نشرت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية تقريراً عن قرار أستراليا “دراسة” الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، والتراجع عن دعم الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت منه واشنطن في أيار الفائت، وذلك في إطار إجرائها مراجعة لسياستها الشرق أوسطية.

وأوضحت الصحيفة أنّ رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أكّد أنّه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الخصوص، ونفى أن يكون تسلّم كانبيرا اعتراضات من واشنطن وراء ذلك. ونقلت الصحيفة عن موريسون قوله: “نعتقد أنّه بعد مرور 3 سنوات على الاتفاق النووي الإيراني، حان الوقت لإلقاء نظرة عن كثب ورؤية ما إذا كان سيحقق أهدافنا. هل يحقق استقراراً أكبر أم لا؟”. 

كما نقلت عن المسؤول الأسترالي تشديده على الحاجة إلى أفكار جديدة بهدف تحقيق حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين من جهة، وانفتاح حكومته على الاقتراحات بما فيها مراجعة موقع السفارة الأسترالية في إسرائيل، من جهة ثانية. 

وتابعت الصحيفة بأنّ موريسون لفت إلى أنّ مراجعة كانبيرا لسياستها تتزامن مع استعداد الأمم المتحدة التصويت هذا الأسبوع على ترؤس لفلسطين مجموعة الدول النامية، مشيرةً إلى أنّ أستراليا ستصوت ضد هذا المقترح.

وفي السياق نفسه، كشفت الصحيفة أنّ حزب العمال الأسترالي المعارض والخبراء في الشرق الأوسط يرجّحون أن تكون أسباب مراجعة أستراليا لسياستها مرتبطة بسياسة البلاد الداخلية، ويستبعدون أن تؤدي إلى تغييرات كبرى في السياسة الخارجية. 

وشرحت الصحيفة بأنّ الحكومة الأسترالية اليمينية-الوسطية على موعد مع انتخابات جزئية حاسمة يوم السبت في دائرة ونتورث في سيدني، التي تبلغ نسبة اليهود فيها 13%، مبينةً أنّ خسارة هذا المقعد ستؤدي إلى فقدان تحالف الليبرالي-الوطني الأغلبية التي كان يتمتع بها. 

من ناحيته، ربط رودجر شاناهان، الباحث في مركز لوي للدراسات، بين هذه المراجعة السياسة وعملية الانتخاب المتوقعة في ونتورث في نهاية الأسبوع الجاري، مستبعداً أن يكون هذا الإعلان مرتبطاً بأي تغيير جوهري في سياسة أستراليا في الشرق الأوسط. 

وفي المقابل، حذّرت المعارضة من أنّ رئيس الحكومة يلعب لعبة “خطيرة ومضللة” عبر تهديد الاتفاق الثنائي الذي تم التوصل إليه منذ فترة طويلة بين العمال والليبراليين بشأن سياسة الشرق الأوسط. 

وبالعودة إلى موريسون الذي انتقد “عدم إحراز تقدم على مستوى حل الدولتين”، فقد نفى أن يكون توقيت المراجعة السياسية مفيداً للمرشح الليبرالي والسفير الأسترالي السابق لدى إسرائيل، ديف شارما، بيد أنّه أثنى عليه إثارته مسألة نقل السفارة إلى القدس.

ويتخوّف البعض من إمكانية أن تشهد أستراليا التي يعيش فيها مئات الآلاف من المغتربين اللبنانيين توترات إذا ما أقدمت على نقل سفارتها إلى القدس، علماً أنّه سبق للباراغواي أن تراجعت عن قرار مماثل في خطوة ربطها البعض بتولي اللبناني الأصل ماريو عبدو رئاسة البلاد.
المصدر: ترجمة “لبنان 24” – FT

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!