أنباء غير مؤكدة حول طريقة قتل الخاشقجي
قالت شبكة «سي إن إن» الأميركية، الجمعة، إن لدى تركيا تسجيلات صوتية ومرئية «صادمة»، تؤيد رواية مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
ونقلت الشبكة الإخبارية عن مصدر مطلع على التحقيقات، أن وكالة استخبارات غربية اطلعت على أدلة تُظهر وقوع عراك داخل القنصلية، بعد دخول خاشقجي إليها، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018. كما أشار المصدر إلى وجود «أدلة حول لحظة مقتل خاشقجي». وكانت صحيفة Washington Post قد نقلت في وقت مبكر الجمعة عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة»، أن تسجيلات سُرّبت من داخل القنصلية السعودية تظهر أصوات تعذيب جمال خاشقجي وأصوات المحققين وأسلوب تعاملهم معه قبل قتله. وقال المصدر: «يمكنك سماع صوت خاشقجي وأصوات الرجال الذين يتحدثون العربية»، مضيفاً: «يمكنك سماع كيف تم استجوابه وتعذيبه ثم قتله». وقال شخص آخر اطلع على التسجيل، إن الرجال سُمعوا وهم يضربون خاشقجي. وجاء في الصحيفة أن أنقرة أبلغت واشنطن أن لديها تسجيلات صوتية ومرئية تؤكد مقتل خاشقجي داخل القنصلية، وأن الفريق الأمني الذي نفذ المهمة توجه بعد ذلك إلى منزل القنصل السعودي.
شاهدٌ سمع صرخات استغاثة
وقبل لحظاتٍ من اختفاء الصحافي جمال خاشقجي من القنصلية السعودية في إسطنبول، ادَّعى أحد الشهود أنَّه سمع صرخات استغاثة. وتحدَّث مصدرٌ، كان داخل القنصلية بعد ظهر الثلاثاء 9 أكتوبر/تشرين الأول 2018، عندما وصل خاشقجي للحصول على وثائق رسمية قبل حفل زفافه القادم، إلى المحققين.
وقال الشخص الذي لم يُذكَر اسمه، إنَّه سمع أصوات صراخ وصياح عالية، واستغاثات وصوت صراع تلاه صمت مفاجئ، وفقاً لما ذكرته قناة الجزيرة. وكانت صحيفة «يني شفق» المقربة من السلطات التركية نشرت تفاصيل جديدة تتعلق بمقتل خاشقجي. وقالت الصحيفة التركية إن خاشقجي تبادل أطراف الحديث مع القنصل العام، محمد العتيبي، في مكتبه الشخصي بعض الوقت، قبل أن يدخل عنصران من الفريق المكون من 15 فرداً والذين جاؤوا خصيصاً لإتمام مهمة التخلص من الصحافي السعودي. واقتاد العنصران خاشقجي بالقوة إلى الغرفة المجاورة لغرفة القنصل، لكنه حاول المقاومة، إلا أنه تمت السيطرة عليه بعد حقنه بمادة مخدرة.
تسجيلات مقتل جمال خاشقجي.. نقلوه مرة ثالثة بعد تخديره
وأشارت الصحيفة إلى أن الصحافي السعودي نُقل إلى غرفة ثالثة، وهناك تم قتله والبدء بتقطيع جسده إلى أجزاء، مشيرة إلى أن عملية قتل وتقطيع خاشقجي على يد الحرس الشخصي لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مسجلة. وبشأن نقل أجزاء جسد خاشقجي، قالت صحيفة «يني شفق»، إن «فريق الاغتيال» قام بشراء حقائب من الحجم الكبير من سوق «سيركيجي» بالطرف الأوروبي من إسطنبول، وظهرت تلك الحقائب خلال نقلها من القنصلية إلى سيارة مرسيدس «فيتو»، التي بدورها أرسلتها إلى منزل القنصل على بعد 300 متر من المقر.
وأضافت: «الفريق الأول الذي قام بالقتل غادر بعد دقائق على الفور، أما الفريق الثاني فكانت مهمته مسح الأدلة كافة من مسرح الجريمة، وكان من ضمنه رئيس معهد الطب الشرعي محمد صلاح الطبيقي، الذي كشفت السلطات التركية عن اسمه». وأوضحت الصحيفة أن عمليات مسح الأدلة من موقع قتل خاشقجي مسجلة، وحصلت عليها الاستخبارات التركية أيضاً.
القنصل يعيش حالة فزع
وأكدت «يني شفق» أن القنصل السعودي العتيبي «يعيش حالة من الفزع»، ويمكث في منزله منذ أيام وتم إلغاء مواعيده كافة، وسط اعتقادات لدى الأمن التركي أن جثة أو أجزاء من جثة خاشقجي دفنت في حديقة القنصلية. وفيما يتعلق بسيارات القنصلية الـ 26 التي راجع سجلات تحركها الأمن التركي، كشفت الصحيفة أن واحدة من هذه السيارات تحركت من الطرف الأوروبي من إسطنبول باتجاه الآسيوي، واختفت بعد وجودها في مناطق «كارتال، مال تيبيه، بينديك» عن كاميرات المراقبة فترة تراوحت بين 5-6 ساعات، ثم عادت مرة أخرى للظهور.
وكان الصحافي السعودي جمال خاشقجي دخل إلى قنصلية بلاده في إسطنبول الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، ولم يخرج. ومنذ اختفائه، تتوالى الروايات المتناقضة عن مصيره. وسرَّبت الصحف التركية معلومات، كلها تدعم رواية تصفية خاشقجي على يد فريق مكون من 15 عميلاً سعودياً، في ظل تواصل التهرب السعودي من تحمّل المسؤولية عن العملية