تشكيلات وزارية غير رسمية.. و”الوطني الحر” “لا بيحل ولا بيربط”!
ايناس كريمة
وفي هذا الاطار برز كلام الوزير جبران باسيل الاخير ليبدو كمن يحاول التخفيف من الحملات التي طاولت “التيار الوطني الحر” متهمة اياه بتعطيل مسار التشكيل، واعتبر أن التيار ليس سوى أحد الأطراف المشاركة في الحكومة، ولديه مطالب يسعى الى تحقيقها كسائر القوى السياسية الاخرى. باسيل الذي اصبح يتقن لعبة الدهاء السياسي، تفنّن في الرد على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والرئيس المكلّف سعد الحريري مظهراً للجميع أن مواقفه “لا بتحلّ ولا بتربط”، لا سيما وأن الرئيس الحريري كان يصرّ دوما لدى الحديث عن التعطيل على عبارة “بيعرف حالو”، الأمر الذي بدا وكأن الأخير يتجنب “بق البحصة” حفاظاً على “الصديق”!
وإذ رأى باسيل أن اعتماد مبدأ وحدة المعايير ومراعاة النسبية في التشكيل هو مفتاح كل العقد، إذ من شأنه أن يسهّل عملية المشاورات في الاستحقاقات المقبلة، مشيرا الى ان لكل خمسة نواب وزيراً هو المعيار الأسلم للوصول الى حكومة وحدة وطنية تضمّ جميع الافرقاء السياسيين.
وفي سياق متّصل فقد تمّ تسريب تشكيلة وزارية متوقّعة، تداولها بعض الصحافيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الا ان مصدرا مطّلعاً على مسار التشكيل أوضح لـ “لبنان 24” ان بعض الاسماء المطروحة قد جرى فعلا التباحث حولها لكن “التيار الوطني الحر” لن يسمي وزراءه الا في الساعات الاخيرة قبل اعلان التشكيل، اضافة الى أن حقيبة “الاشغال” تندرج ضمن مطالب التيار، وأن “القوات” و”الوطني الحر” غارقان في معركة شد الحبال، فلا ثلاثة او اربعة حقائب هي أمر ثابت، وبالنتيجة فإن التشكيلة ليست رسمية!
من جهة اخرى، فقد برز في خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر اللهلغة عتب وامتعاض من الجولة الاخيرة التي قام بها الوزير جبران باسيل مع السفراء الأجانب في لبنان، حيث اعتبر نصر الله أن نفي وجود الصواريخ يصبّ في مصلحة اسرائيل ويخدم كيان العدو بشكل او بآخر، الأمر الذي فسّره البعض في الأوساط السياسية، أن الأخير منزعج من تراجع التنسيق بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، و عليه “كل شي بوقتو حلو”!
نحن على موعد مع اعلان تشكيلة وزارية في الأيام القليلة المقبلة، بحسب وعد الرئيس المكلف سعد الحريري، وفي حال لم تبرز اي عقبات جديدة تعترض طريق التأليف، وبقي الضوء الاخضر مشتعلا عبر مختلف الجبهات، فإن اللبنانيين سيشهدون خلال ساعات معدودة على ولادة حكومة وحدة وطنية تخرج لبنان من عنق الزجاجة وتشكّل إشراقة جديدة في طريق الخروج من الأزمات!