“سوريا الجزء الثاني”: عين بوتين على بلد عربي جديد.. الصواريخ والضباط وصلوا!
ترجمة فاطمة معطي
تساءلت قناة “TRT” التركية عما إذا ستصبح ليبيا، سوريا ثانية، بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تدخل في سوريا عسكرياً منذ 30 أيلول العام 2015، في ضوء تقارير تحدّثت عن إرسال موسكو تعزيزات عسكرية إلى البلد الأفريقي الذي يعيش نزاعاً منذ العام 2011.
واستندت القناة إلى تقرير نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية قبل أسبوع زعمت فيه أنّ روسيا نشرت قوات بين مدينتي بنغازي وطبرق، معقلي الجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، وعشرات الضباط التابعين لمديرية المخابرات العامة الروسية والقوات الروسية الخاصة، ما يُعرف بـ”سبيتسناز” في شرق ليبيا، بالإضافة إلى صواريخ “كاليبر” المضادة للسفن ومنظومات “أس-300” الصاروخية الدفاعية، وذلك على حدّ ما نقلت عن مصدر بريطاني.
وفي هذا السياق، نقلت القناة عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط في جامعة موسكو العليا للدراسات الاقتصادية، غريغوري لوكيانوف، قوله: “في الواقع، تعمل شركة عسكرية روسية واحدة أو أكثر في ليبيا ولم يحاول أحد إخفاء هذا الواقع”. كما أكّد لوكيانوف أنّ شركات التعاقد الخاصة هذه موجود لأسباب “وجيهة” تماماً، مشيراً إلى أنّه تم استخدامها لحماية البعثات الإنسانية والمواكب التي تنقل شحنات المساعدات وما إلى هنالك.
وفي رد على ربط “ذا صن” بين انتشار هذه القوات وخطط بوتين بعيدة المدى لإطلاق موجة جديدة من اللاجئين باتجاه أوروبا من ليبيا، نفى لوكيانوف أنّ يكون لدى موسكو مصلحة سياسية أو عسكرية في أن تتورط روسيا في الحرب الليبية التي اندلعت منذ سنوات من دون وجود ما يوحي بأنّ نهاية الحرب السورية اقتربت.
من ناحيته، لم يستبعد الفريق في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، ليونيد ريشيتنيكوف، حصول تدخل روسي “غير مباشر” في ليبيا، كاشفاً أنّ “روسيا أقامت اتصالات مع خليفة حفتر منذ فترة”، ومبيناً أنّ هذه الاتصالات لم تكن عسكرية بل سياسية وارتبطت بجهود حفظ السلام.
وفي ما يتعلق بعملاء مديرية المخابرات، أوضح ريشيتنيكوف أنّ هؤلاء الضباط، إذا صدق نبأ انتشارهم في ليبيا، سيرتدون زياً مدنياً و/أو بزة عسكرية شبيهة ببزة الضباط الروس، ما يعني أنّ المراسلين الصحافيين سيعجزون عن ضبطتهم، على حدّ قوله.
في المقابل، لم يستغرب المبعوث الروسي الخاص إلى ليبيا، ليف دينغوف، مضمون التقارير التي تحدثت عن تعزيزات عسكرية روسية في ليبيا، واضعاً ما تم تداوله مؤخراً في إطار المحاولات الرامية إلى تقويض “مؤتمر باليرمو” المزمع عقده بشأن ليبيا في تشرين الثاني المقبل.
لبنان 24