نهر الحاصباني يعاني من قلة ألامطار

 

تحقيق زياد الشوفي

هل تتكرر مأساة عام 2014  ويعاكس الطقس الثروة المائية في لبنان ، الذي هو عصب الزراعة وكذلك السياحة ، فالمشاهد لنهر الحاصباني هذه الايام برغم الايام الماطرة القليلة التي مرت حتى الان يجد بأنها لم ترفع مستوى نهر الحاصباني بما يكفي ، مما يؤشر لأزمة قادمة مع بداية فصل الربيع وليس الصيف وهو ما عانى منه الحاصباني منذ 85 عاماً تقريبا حيث يروي كهول حاصبيا قصصاً عن أختفاء الماء كلياُ من النهر يومها وموت السمك بشكل كبير ، وكذلك تكررت المشكلة في عام 2014 حيث لم تسجل المتساقطات المطرية نسبة عالية وبقيت بعيدة عن المعدل العام مما أنعكس على منسوب المياه في نهر الحاصباني وعانى يومها سكان حاصبيا من شح المياه التي تجر من النهر الى خزانات التجميع في أعلى البلدة وتوزع بعدها على البيوت .

فحتى اليوم تغيب المياه المتدفقة عن شلالات الحاصباني المشهورة فتراها تنزل خجولة وانحسرت المياه في معظم المجرى وتحولت الى برك صغيرة ومجاري كالسواقي وعادة ما يكون النهر في مثل هذه الايام قد فاض مرة الى مرتين على البساتين المجاورة لغزارته ، مما زرع الخوف في قلوب المزارعين الذين لسان حالهم الاتكال على الله (ليبعث الرحمة ) كما يقال ، حتى لا يخسروا مواسمهم الزراعية التي يجب أن تقطف في الربيع والصيف من خضار وبقليات وفواكه . بحيث أن 700 فدّان من البساتين المزروعة المنتشرة حول ضفتي النهر من حاصبيا وكوكبا وصولاً إلى الفرديس، وهي الآن مهددة ولو بشكل جزئي بالعطش خلال فصل الصيف ،

 

ولمعرفة مصير الثروة السمكية كان لا بد من زيارة الناشط البيئي الدكتور امين شميس الحمرا المتابع دائماً للمواضيع البيئية في حاصبيا ومنطقتها الذي أوضح بأن قياس المتساقطات حتى الاسبوع المنصرم بلغت 277 ملم مقابل 520 ملم في نفس التوقيت من العام الماضي وأن الابار تحتاج الى ما يقارب ال 500 ملم حتى تمتلىء خزاناتها وتتفجر. وان هذه السنة تعتبر سنة خفيفة مطرياً ، وكانت دراسة سابقة في الجامعة الاميركية في بيروت قد أشارات الى سنة جفاف قادمة الى لبنان وكانت متوقعة العام المنصرم لكن الشتاء كان غزيراً ، مما يؤشر الى ان الدراسة قد تكون قد صحت هذا العام ، والاتكال الان على طقس الايام القادمة عله ينعش المعدل العام ويحسن مستوى المخزون المائي في الابار الجوفية .

أما بخصوص الثروة السمكية في مجرى الحاصباني أوضح د. شميس بأنه لا خوف عليها بالشكل العام لأن الاسماك ستعود للتكاثر وأن كان ليس بنفس الكمية ، لكن الخوف من عملية الصيد السهلة الان نسبياً بسبب تجمع الاسماك في تجمعات مائية صغيرة مما يسهل عملية أصطيادها ، وسنعمل على الاتصال بالجهات المعنية من بلدية واتحاد بلديات على التشدد في مراقبة عمليات صيد الاسماك العشوائية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!