“واشنطن بوست”: لبنان “أعجوبة الشرق الأوسط”.. ما يحدث فيه معجزة!
ترجمة: سارة عبد الله
بعنوان “أعجوبة في الشرق الأوسط”، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً للكاتب ماكس بوت، وهو باحث في الأمن القومي في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، تحدّث فيه عن أزمة النزوح السوري في لبنان، وحثّ واشنطن على تقديم الدعم في هذا الملف، لما يتكبّده لبنان من أعباء.
وقال الكاتب الأميركي: “تخيّل لو أنّ 125 مليون لاجئ تدفقوا إلى الولايات المتحدة، البالغ عدد سكانها 328 مليونًا”، موضحًا أنّ هذا ما عاصره لبنان على أساس نصيب الفرد. فمنذ العام 2011، شهد البلد المكوّن من 4 ملايين شخص تدفّق نحو 1.5 مليون لاجئ فروا من الحرب السورية. ولفت الى أنّ أحد الدبلوماسيين الغربيين قال له الأسبوع الماضي: “أجد معجزة أنّ هذا البلد لم ينفجر. معظم الدول لم تكن لتسمح بحدوث ذلك”.
وأشار الكاتب الى أنّ لبنان لطالما كان على حافة الانهيار بسبب الانقسامات الطائفية. ففي عام 1975، أدت القوة المتزايدة للاجئين الفلسطينيين إلى إرباك التوازن الطائفي الدقيق، وبعدها نشبت حرب أهلية انتهت عام 1990. وتابع: في العام 2011، عندما اندلعت الحرب السورية، لم يستطع لبنان البقاء بمعزل عنها. فقد أرسل “حزب الله” مقاتلين لمساعدة النظام السوري، بالمقابل انتقم المتشددون عبر تنفيذ هجمات إرهابية في لبنان. وكان من السهل تخيل الحرب الأهلية السورية وهي تجتاح هذه الدولة المتوسطية الصغيرة. لكن هذا لم يحدث. لمَ لا؟
يقول الكاتب: “جزء من الجواب يتعلق بذكريات الحرب الأهلية اللبنانية. لا تريد أي من المجموعات الطائفية العودة إلى ذاك الكابوس”، مضيفًا أنّه على الرغم من أن الحكومة اللبنانية غالباً ما تصاب بالشلل بسبب الجمود السياسي، إلا أنّها استمرت في العمل، وعلى الأقل عندما يتعلق الأمر بالأجهزة الأمنية التي تعمل بفعالية.
وشدّد الكاتب على دور المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ملف النازحين في لبنان، ونقل عن رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري قوله: “لو لم تتخذ المفوضية زمام المبادرة، فلكنّا شهدنا تداعيات كارثية”. وقال الكاتب إنّ عرسال التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، دخل اليها 40 ألف نازح سوري. كما أصبحت قاعدة للمقاتلين السوريين، ووضع الوافدون الجدد عبئاً شديداً على البنية التحتية غير الكافية أصلاً، لا سيما الكهرباء وجمع القمامة والمنازل والمياه.
وفي هذا السياق، تطرّق الكاتب الى ما توفّره المفوضية من السكن والرعاية الطبية والتعليم والغذاء، وفي بعض الحالات، تدفع رواتب نقدية متواضعة للنازحين الذين يعيشون في فقر مدقع، حيث يعيش جزء كبير منهم بأقل من 4 دولارات في اليوم.
ولفت الى أنّ الحاجة إلى المفوضية ستستمرّ لسنوات قادمة، وقال: “أعرب النازحون السوريون الذين قابلتهم عن رغبتهم في العودة إلى وطنهم في نهاية المطاف. ولكن القليل منهم على استعداد للمخاطرة بالعودة الفورية، إذ يخشى البعض أن يجري توقيفهم أو إلزامهم بالتجنيد الإجباري”.
ورأى الكاتب أنّه يتوجب على الولايات المتحدة التخفيف من مشكلة النازحين، لا سيما عبر دعم المفوضية والوكالات الإنسانية الأخرى.