مع كل طلعة شمس فضيحة جديدة!
اندريه قصاص
lebanon 24
من بين المواضيع المهمّة، والتي لها علاقة بحياة الناس، تلك الملابسات التي رافقت آخر ربع ساعة في الجلسة المسائية الختامية لمجلس النواب، قبل أن يطير النصاب
لا بدّ من شكر السياسيين لأنهم يزودّننا، مع كل طلعة شمس، بمادّة دسمة للإضاءة عليها، فلا يقع الذين يعتاشون من أقلامهم في حيرة عن أي موضوع سيكتبون كل يوم. فأخبار الفضائح مالئة الدنيا وشاغلة الناس، وهي تكفي للكتابة عنها مجلدات وليس فقط مقالات.
وإذا أراد أيٌ منّا الإسترسال في تعداد عدد الفضائح والمشاكل من دون الغوص في تفاصيل كل فضيحة أو كل مشكلة على حدة لأستغنى عن المصادر والتحليلات، التي فيها بعضٌ من حقيقة، وأحيانًا كثيرة فيها من التعمية ما يفيض، وذلك نظرًا إلى التناقضات الكبرى بين خبر اليوم وخبر الأمس، وفقًا لما تمليه مصلحة هذا الفريق وغايات الفريق الآخر. وقد تكون التناقضات في ما يسرّب من معلومات غير دقيقة عن ملابسات التأخير في تشكيل الحكومة أكبر دليل عمّا تحاول كل جهة لغاية في نفس يعقوب تمريره عبر الإعلام، الذي غالبًا ما يُتهم بأنه يصّور الواقع على غير حقيقته، وفي ذلك الكثير من التجني، لأن شغلة الإعلام، بغض النظر عن تسريبات أهل السياسة، أن يعكس الواقع السياسي كما هو، على رغم ما فيه من إحباطات تنعكس سلبًا على حياة الناس العاديين.
ومن بين المواضيع المهمّة، والتي لها علاقة بحياة الناس، تلك الملابسات التي رافقت آخر ربع ساعة في الجلسة المسائية الختامية لمجلس النواب، قبل أن يطير النصاب، إذ أن لا أحد حتى الآن يعرف تمام المعرفة ماذا حصل في هذا الربع الساعة الأخير، لأن كل طرف من الأطراف السياسية يلقي المسؤولية على الطرف الآخر، حتى بات المواطن المعني مباشرة بموضوع أدوية السرطان في حيرة من أمره، ولم يعد يعرف أيضًا من معه ومن ضده، إذ ضاعت الطاسة بين الإتهامات المتبادلة والتراشق الكلامي من فوق السطوح السياسي، من دون أن يعرف أحد حقيقة ما جرى بالتمام والكمال سوى أن الدواء غير مؤّمن حتى إشعار آخر. أما على من تقع مسؤولية عدم تأمين الدواء فضاعت كالإبرة في كومة قش، ولا من يسأل أو يحاسب وكأن صحة الناس قد أصبحت مادة للمتاجرة الرخيصة في سوق النخاسة السياسية والتمريك السياسي وتسجيل النقاط في مرمى لا شباك فيها ولا حارسًا عليها.
والأنكى من كل ذلك أن البعض، الذي لا يتوانى عن المجاهرة بأنه ينطق بإسم الشعب اللبناني وينصّب نفسه مدافعًا عن مصالحه، لا همّ له سوى ما يحقّق له إنتصارات وهمية في الملعب السياسي، الذي يملأ مدرجاته المصفقّون “عَ العميانة”، والذي تُترجم حملات فيها الكثير من التجني والتحامل على مواقع التواصل الإجتماعي، التي تحوّلت منابرها ساحات مبارزة مكشوفة وغير منضبطة، تسهم إلى حدّ كبير في تأجيج الغرائز وإثارة الفتن والتحريض الخالي من أدبيات التخاطب.
فبإسم هذا الشعب نوجّه الشكر إلى هذا الطقم السياسي، الذي يطالعنا كل يوم بمفاجأة من العيار الثقيل، التي تدفع الناس كل يوم أكثر فأكثر إلى اليأس والإحباط والقنوط والقرف.