الحرب المفتوحة إلى تشرين الثاني
هتاف دهام
ويأتي ما تقدم بعد تأكيد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء أن “الإسرائيلي يتهيب أي معركة في المنطقة وخصوصاً مع لبنانويعلم أن أي حرب سيكون لها تداعيات كبيرة، ومهما فعلت “إسرائيل” في قطع الطريق فإن الامر انتهى. فنقاط ضعف العدو الصهيوني أصبحت كثيرة وهو يعلم أن لدينا نقاط قوة كثيرة نمتلكها. والمقاومة باتت تمتلك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة والإمكانات التسليحية ما يجعل إسرائيل تواجه ما لم تتوقعه إذا ما فرضت حرباً على لبنان”، مع تشديد نصر الله على أن “حزب الله” لن يقف فقط الى جانب إيران في الإعلام والسياسة والعقيدة انما بكل الوسائل الممكنة في ظل المعركة المصيرية التي تعيشها.
لقد أتى خطاب نتنياهو محاطاً بسقطتين كبيرتين في أقل من عشرة أيام:
– الأولى تمثلت بانزعاج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استهداف إسرائيلطائرة إيليوشين-20، خاصة أن بوتين دلل نتنياهو على مدى سنوات وغضّ الطرف عن تحليق الطائرات الإسرائيلية في السماء السورية واستهدافها مواقع إيرانية وسورية. بالنسبة إلى الروس لقد ارتكبت إسرائيل خطأ فادحاً لم يود بـ 15 جندياً روسياً فحسب إنما أطاحت بتفاهمها مع موسكو . فاسقاط إيليوشين-20 جاء ضمن سياق مخطط له، ولا سيما أن اسرائيل وسعّت من نطاق غاراتها في الأونة الأخيرة لتطال مناطق عمليات الجيش الروسي(اللاذقية). وعليه فإن الرد الروسي على إسرائيل أدخل واقعاً استراتيجياً جديداً إلى حلبة الصراع تمثل بإعلان وزارة الدفاع الروسية تسليم الجيش السوري س 300 على رغم اعتراض العدو، والتي من شأنها (الصواريخ) أن تشكل نقطة تحول أساسية في قواعد اللعبة الجديدة سواء تأخرت مفاعيلها التنفيذية أو لم تتأخر.
– الثانية تتعلق بتقرير وزارة الأمن الإسرائيلي الذي قال إنّ جيش الاحتلال، بالرغم من الخطة الخمسية المعروفة باسم “خطة غدعون” غير جاهزة عملياً لمواجهة الحرب المقبلة، وتحقيق النصر فيها وأن وحداته البرية ولأسباب مختلفة، غير جاهزة عملياً للحرب.
ويتوقع “حزب الله” من إسرائيل المزيد من الإشاعات في الفترة المقبلة، ويدرك أنها تحاول جاهدة تفجير الساحة اللبنانية، لكن مصادر حارة حريك، تشدد في الوقت عينه على أن إسرائيل لن تفعل أكثر من التهويل، ذلك لأنها عاجزة عن شن أي حرب جديدة على لبنان فهي لا تتمتع بأي جاهزية، فجبهتها الداخلية ليست على استعداد، وبالتالي فهي تعرف تماماً ماذا سينتظرها من قدرات “حزب الله” الدفاعية اذا اقدمت على أي عدوان.
وتأتي المصادر على ما جرى في مطار بيروت الدولي في الفترة الأخيرة، وما سبقه من نصائح أوروبية للحكومة اللبنانية باعتماد إجراءات أكثر أمناً في المطار، خصوصا مع اثارة وزيرة الداخلية البريطانية مع الوزير نهاد المشنوق موضوع أمن المطار وتقديمها نصائح في هذا الخصوص، لتشير إلى أن هناك حلقة منظمة مترابطة لكيل الاتهامات ضد “حزب الله”، لكن العاقل يدرك أنه لو كانت المعلومات الإسرائيلية دقيقة لما كشف نتنياهو عنها، فـ”حزب الله” لا يقيم مخبئا لصواريخ بعيدة المدى ودقيقة التوجيه في منطقة كمنطقة المطار، فهذه الصواريخ تحتاج إلى جغرافيا جبلية معقدة تتحكم فيها التضاريس وظروف المناورة.
ولما فشل عدوان تموز على المقاومة، وتتجه سوريا إلى الحل السياسي مع إمساك روسيا بورقتها، فإن الأنظار الأميركية والإسرائيلية تتجه اليوم، بحسب المصادر نفسها، إلى الجمهورية الإسلامية وإلى “حزب الله”، أحد أهم أوراق قوة الدفاع عند طهران، مع إشارة غربية إلى مناخ تصعيدي سيخيم على لبنان إلى ما بعد السادس من تشرين الثاني موعد الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة حين يصوت الأميركيون لإعادة انتخاب التشكيلة الكاملة لمجلس النواب (438 نائبا) وثلث مجلس الشيوخ، ويسعى ترامب لمساعدة المرشحين الجمهوريين على الفوز، علما أن تاريخ الرابع من تشرين الثاني من شأنه أيضاً أن يؤسس لوقائع جديدة ولمواجهة مفتوحة إذا لجأت الإدارة الاميركية لمنع إيران من تصدير نفطها وغازها ولا سيما أنها تصدّر حالياً 4 ملايين برميل يومياً، معظمهم إلى الصين وإلى الهند إضافة الى 700 تريليون متر مكعب من الغاز إلى الصين والهند وماليزيا واندونيسيا، وذلك من أجل شل وضعها الاقتصادي والنقدي.