باريس تحذر المسؤولين اللبنانيين: لن ندير شؤون بلدكم نيابة عنكم
حذرت مصادر دبلوماسية المسؤولين اللبنانيين من حالة الدوران في الفراغ في ملف تشكيل حكومة جديدة كلف الرئيس سعد الحريري بها منذ ما يزيد على أربعة شهور. وقالت هذه المصادر في لقاء ضيق مع صحافيين، إن السياسيين اللبنانيين «يغامرون ببلدهم من خلال المراوحة في هذا الوضع».
وتعتبر باريس أنها «قامت» بالكثير من أجل لبنان في الأشهر الـ12 الأخيرة، وأنها لا تستطيع أن تحل محل اللبنانيين الذين يتوجب عليهم أن «يتحملوا اليوم مسؤولياتهم» في إدارة شؤون بلدهم «ونحن قلنا لهم ذلك بكل وضوح» مشيرة إلى أن باريس وفرت لهم الدعم عندما قرروا الذهاب إلى الانتخابات التشريعية وكذلك بعد حصولها حيث «قالوا لنا إن نتائجها تحافظ على التوازنات السياسية». وفي إشارة تعكس ضيق باريس من التأخر في ولادة الحكومة، أكدت مصادرها أنها «نقلت رسائل بهذا المعنى إلى المسؤولين اللبنانيين على كل المستويات». وكان لافتا أن الرئيس ماكرون لم يلتق نظيره اللبناني ميشال عون في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
يضاف إلى ذلك أن بين باريس وبيروت اختلافا في الرؤى حول كيفية التعامل مع ملف اللاجئين والنازحين السوريين إلى لبنان. وتصر المصادر الفرنسية رغم اعترافها بما يتحمله لبنان من أعباء بسبب وجود ما يزيد على مليون نازح ولاجئ سوري على الأراضي اللبنانية، على ضرورة التزام لبنان بما تنص عليه المعاهدات الدولية. إلا أنها في الوقت عينه تدعو السلطات اللبنانية إلى «التفاهم مع الجارة الكبرى للبنان» أي سوريا، لأن «العودة الكريمة والآمنة ليس توفيرها من مسؤولية الأسرة الدولية وحدها»، ولأن «من يمارس السلطة اليوم في سوريا عليه أن يوفر هذه الظروف». وإذا كان لبنان ينظر بكثير من الأمل إلى العرض الروسي لحل مسألة اللاجئين، فإن باريس لا ترى أنه «يتوافق مع الشروط التي تحددها معاهدات جنيف» من أجل عودة طوعية وآمنة وكريمة. فضلا عن ذلك ترى أنه يتعين على النظام السوري أن يوفر سياسة واضحة لعودة اللاجئين، ما يرتب مسؤولية كبرى عليه أن يتحملها. وما تراه باريس أساسيا ومبدئيا ينطبق على وضع اللاجئين السوريين في لبنان، حيث تختلف الرؤية بين باريس وبيروت.