هكذا ظهر غضب بوتين في خطاب نصرالله!
علي منتش
بعد أقل من 48 ساعة من الغارة الإسرائيلية الأخيرة على اللاذقية وما تلاها من إسقاط الطائرة الروسية التي حمّلت موسكو مسؤوليتها بشكل كامل لتل أبيب، تحدث الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في ليلة العاشر من محرممتناولاً الغارات الإسرائيلية عموماً على سوريا، والغارة الأخيرة على اللاذقية تحديداً.
وخلال حديثه، فتح نصرالله باباً جديداً للصراع مع إسرائيل، إذ قال إن الواقع الحالي الذي فرضته إسرائيل في سوريا عبر قصفها المتكرر لأهداف محددة لا يمكن أن يستمر، مستغلاً إلى حدّ كبير التوتر الحاصل بين موسكو وتل أبيب.
في الأشهر الماضية، إستطاعت إسرائيل قلب الطاولة على “حزب الله” في سوريا، ففي حين كان هدف الحزب وحلفائه إشغال الجيش الإسرائيلي في المرحلة الفاصلة عن الحرب الكبرى – التي يقول نصرالله أنها آتية لا محالة – عبر عمليات عسكرية أو أمنية على حدود الجولان وغزة، باتت إسرائيل هي من يقوم بإشغال “حزب الله” وحلفائه في سوريا عبر غارات متزايدة تصيب أهدافاً عسكرية وبشرية.
وفي تلك المرحلة، إستفادت إسرائيل من الموقف الروسي، فتحولت مُستنزِفة بدل أن تكون مستنزَفة، إذ إن مراعاة موسكو كان يشكل المانع الأساسي أمام سورياوحلفائها للرد التكتيكي على تل أبيب بعد كل غارة، الأمر الذي وسّع هامش العمل الجوي الإسرائيلي في سوريا.
واللافت أنه وبالتزامن مع حديث نصرالله عن إمكانية الردّ على الإعتداءات الإسرائيلية والذي ساهم خلاله بزيادة جرعة الغضب الروسي عبر نزع ذريعة تل أبيبالمستخدمة لتبرير غاراتها الأخيرة بنفيه أن يكون ما قُصف هدفاً للحزب، تلقى قائد سلاح الجوّ الإسرائيلي في موسكو رسالة واضحة وحاسمة بأن قواعد الإشتباك الجوية ستتغير خلال أيام على كامل الأراضي السورية وتحديداً على الساحل السوري، وهذا ما أكدته مصادر ديبلوماسية لـ”لبنان 24″.
وأكدت المصادر أن تغيير قواعد الإشتباك الجوي سيشمل توسيع النطاق الذي تمنع فيه روسيا عمل الطائرات الحربية الإسرائيلية، الأمر الذي سيضيّق هامش العمل العسكري الإسرائيلي في سوريا إلى حده الأدنى، وربما سيخفض مستوى التنسيق الروسي – الإسرائيلي، وسيمنح حلفاء سوريا تلقائياً هامشاً أوسع للردّ على إستراتيجية إسرائيل المسماة: “المعارك بين الحروب” وهذا ما يتقاطع مع تهديدات نصرالله ليلة العاشر من محرم.
ووفق المصادر، يرغب “حزب الله” وحلفاؤه في إغلاق الثغرة المفتوحة لإسرائيلفي سوريا والتي أتاحت لها خلال السنوات السبع الماضية الإستغناء عن الحرب الشاملة (التي لا تضمن نتائجها) وفرض خطوط حمراء معينة، لذلك سيستغل الحزب توتر العلاقات الروسية الإسرائيلية لفرض قواعد ردع جديدة عبر الردّ على أي غارة إسرائيلية جديدة أو منعها.
تمهيد نصرالله لمرحلة الردع الجديدة مع إسرائيل، التي ستنهي نظرية “المعارك بين الحروب” الإسرائيلية، إستتبعها تهديد إستراتيجي كبير لوح به نصرالله نفسه في اليوم الذي تلا خطاب التاسع من محرم، إذ قال إن الصواريخ الدقيقة التي باتت في حوزة الحزب قادرة على تغيير المعادلات في الحرب المقبلة، الأمر الذي سيعقّد الحسابات الإسرائيلية بعد أي ردود قد تتلقاها إسرائيل على أي عمل عسكري محدود لها في سوريا، وكأن نصرالله أراد تحذير تل أبيب من أن تدحرج الردود والردود المضادة (القادمة حتماً) في سوريا إلى حرب شاملة، سيكون مكلفاً للغاية.