الطلاق في لبنان “موضة” رائجة.. ما يحصل خطير جداً!

نانسي رزوق

لماذا يحصل الطلاق؟ هذا السؤال قد نجد عنه الكثير من الإجابات. لكن الأمر يرتبط غالباً بكل بلد وما يعانيه شعبه من أزمات تتصل بالثقافة والمجتمع ومنها الاقتصاد أيضاً. 
في لبنان، تشهد حالات الطلاق معدلات آخذة في الارتفاع سنة تلو أخرى. ففي آخر إحصاء صادر عن “الدولية للمعلومات” إشارة صريحة إلى ارتفاع متوسط حالات الطلاق السنوي. 

إذ بعدما كان هذا المتوسط نحو 7000 حالة طلاق، إرتفع في العام 2017 إلى 8580 حالة، أي بزيادة نسبتها 22.5% عما كانت عليه في الاعوام السابقة.
ولا يبدو أن ثمة ما يؤشر إلى ما تراجع هذه النسبة، إن لم نقل زيادتها عاماً بعد آخر. ترى ما الذي يدفع اللبنانيين واللبنانيات إلى الطلاق؟ 
إذا استثنينا عدم قدرة الطرفين على الاستمرار، نتيجة زواج “تقليدي” (الفرق الكبير في السن، العادات والتقاليد، الخيانة)، فإن غيرها من حالات الطلاق يرتبط بشكل ملحوظ بأزمات المعيشة. 
تقرير “الدولية للمعلومات” الذي يستند إلى إدارة الإحصاء المركزي، يقدم أرقاماً متقاربة لعدد حالات الطلاق في كل البلاد. إذ إن الفروقات بين محافظة وأخرى تكاد تكون طفيفة. وهذا الأمر يعني أن الأسباب عامة ولا تقتصر على بيئة اجتماعية دون أخرى على طول الخارطة اللبنانية. 
أزمات المعيشة على الأرجح، هي إحدى الاسباب الرئيسية للطلاق. إذ يشعر الزوجان بكمّ ضغوط كبيرة تجعلهما عاجزين عن مواجهة المشاكل الزوجية الروتينية، التي لو أعفي الطرفان من حمل عبء إضافي خارج المنزل الزوجية، فإنه سيكون لديهما المقدرة النفسية والعقلية على مواجهة مشاكلهما التي لا يمكن أن يخلو منها أي بيت. 
فمن ضغوط العمل، ثم المتطلبات المادية والقروض، يجد الزوجان نفسيهما أمام كمّ هائل من المحبطات في ظل غياب أي أفق مستقبلي. 
هذه الوضعية تفاقم من الشعور بالعجز والغضب واليأس، وعليه فإن أول ما يقوم به الزوجان هو السعي لأقصر الطرق لإيقاف ما يمكن أن نطلق عليه “رحلة العذاب”، حيث يلجأون إلى الطلاق. 
إضافة إلى ما سبق، لا يمكن إغفال أن الكثير من حالات الخيانة باتت نتيجة حتمية لــ “ثقافة المظاهر” التي صارت متفشية بشكل جنوني في المجتمع اللبناني. 
كما أن بعض الزوجات أصبحن يجدن في الخيانة وسيلة للحصول على المال وبعض من لوازم”البريستيج” الذي لا يمكن للزوج أن يؤمنه للزوجة بسبب محدودية وضعه المالي. هذا الخيار وإن كان في جزء منه إرادياً بحتاً، يعد أحد الاسباب الرئيسية للطلاق. لكن أحياناً، تلجأ بعض النساء أيضاً إلى علاقات محرمة طمعاً بالحصول على العاطفة والاهتمام الذي يفتقدن له في العلاقة الزوجية، لعدم مقدرة الزوج على ذلك بسبب الضغوطات النفسية التي يعاني منها. 
هذا الأمر ينطبق أيضاً على بعض الرجال الذين يهرعون إلى الخيانة بدورهم هرباً من ضغوطات الحياة الزوجية المليئة بالمشاكل. هذا على اعتبار أنه أسهل الطرق إلى تناسي المشكلات اليومية، لكنه يتحول في المحصلة إلى سبب إضافي يعمل على هدم بيت الاسرة وما يستتبعه ذلك من تأثيرات سلبية على الاطفال. 
لكن ماذا عن أولئك الذين يملكون الكثير من المال، ومع ذلك  يصلون إلى الطلاق؟ إنه الروتين. الروتين الذي يجعل كل علاقة  “مملة” كما بتنا نسمع من الكثير من المتزوجين بغض النظر عن وضعهم المادي. 
إن كل ما سبق يؤدي في النهاية إلى فشل المؤسسة الزوجية، لضيق ذات يد طرفيها على حل مشاكلهما، لأنهما يشعران بطاقتهما وقد استنزفت تماماً، فضلاً عن استسهال فكرة الطلاق، عوضاً عن السعي إلى ضخ الحياة في بيت الأسرة. لا بل إن البعض صار يقيم حفلة طلاق!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!