جنبلاط “حريف” بالسياسة.. ولكن ماذا لو عادت التسوية بين الحريري وبعبدا؟
وفق الاوساط في التيار فان الخوف لدى وليد جنبلاط هو من عودة حكم الثنائية بين جبران باسيل وسعد الحريري التي تأتي في طليعة العقد الجنبلاطية واولوية الهواجس لديه انه عاش أسوأ ايامه يوم كان رئيس الحكومة مرتاحا في التسوية الرئاسية وأقرب الى التيار الوطني الحر من حلفائه في 14 آذار وعلى رأسهم رئيس الحزب الاشتراكي الحليف الاستراتيجي من “ثورة الأرز”. وهو حاليا يراقب الرئيس المكلف وهو يتخبط في صراع حكومي مرير بين ما تريده بعبدا وما يمكن ان يراعي التوازنات السياسية ومصير الحلفاء في معراب والمختارة.
قد لا يكون وليد جنبلاط راضيا بالمطلق عن نتائج الانتخابات النيابية رغم تأكيد الاشتراكي انه فاز بـ88 بالمئة من الاصوات الدرزية وحصل غيره على 8 بالمئة، لكن زعيم المختارة تجاوز تلك الانتخابات التي أدخلت العونيين الى عرينه الجنبلاطي لاول مرة وتركيزه حاليا على حكومة العهد الثانية وعلى ما هو ابعد بكثير وما يتصل بالوضع السياسي المقبل او الحالة السياسية الجديدة، فمجلس النواب الجديد صار بنكهة 8 آذار وعادت اليه الرموز السورية وحلفاء 8 آذار من الحقبة الماضية والحريري اليوم غير الحريري بالأمس ويحتاج الى الدعم الكامل من الحلفاء.
اكثر من ذلك تقول الاوساط ان جنبلاط الاب الذي اطمأن الى العبور النيابي الآمن لنجله تيمور على رأس “اللقاء الديموقراطي” يتطلع الى حليفه سعد الحريريالعائد الى الحكومة في ظروف تشكيل معقدة لا تقل تعقيدا عن الظروف التي سادت في الانتخابات وسط الهجمة الحكومية الشرسة عليه، فان جنبلاط يتطلع الى منع عودة ثنائية باسيل والحريري الى سابق عهودها وخصوصا ان رئيس التيار خرج من الانتخابات بكتلة اكبر من تلك التي خاض فيها الاستحقاق واصبحت حصة التكتل العوني مع حصة رئيس الجمهورية قادرة على قلب المقاييس وتغيير موازين القوى في المجلس اذا ما سار تكتل لبنان القوي مع الثنائي الشيعي وحلفاء الخط السياسي لـ8 آذار لتكرار السيناريو حكوميا.
يسعى جنبلاط الى ان يكون رئيس “اللقاء الديموقراطي” تيمور جنبلاط الى جانب رئيس الحكومة في المرحلة الحالية والمقبلة وعلى حصر التمثيل الدرزي مع بيت الوسط بالمختارة، فالزعيم الدرزي لا يريد حصول اي تشويش على علاقته ببيت الوسط، وما بين جنبلاط وسعد تاريخ في السياسة، على حدّ قول الاوساط، من لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري “رفيق” السياسة بالنسبة الى المختارة وصولا الى كل المحطات السياسية التي تلتها كان وليد جنبلاط كـ “الدرع” الذي يدافع ويحمي سعد الحريري وان اختلف الاثنان حول الكثير من الملفات والخيارات السياسية لكنهما لم يفترقا بالمعنى الفعلي للكلمة، فوليد جنبلاط وقف الى جانب الشيخ سعد واضطلع بدور محوري قبل ان يصبح وريث الدم رئيسا لحكومات متتالية بمراحل متفاوتة كانت ابرزها عودة الحريري الى الحكومة مع انتخاب ميشال عون رئيسا، وهذا الانتقال في العلاقة يريده جنبلاط الاب لنجله تيمور مع رئيس تيار المستقبل.
يحرص جنبلاط وبحسب الاوساط، على ان لا تعود ثنائية باسيل والحريري الى سابق عهدها، ووليد جنبلاط القارئ بالمستقبل وتحولاته يستشعر خطر التفاهم بين السراي وبعبدا وبين القيادة السنية المتمثلة بالحريري والتيار الوطني الحر وابعاد هذا التفاهم واستمراريته في المستقبل، فجبران باسيل الذي صار له كتلة نيابية كبيرة بات مشروع مرشح محتمل لرئاسة الجمهورية بعد اربع سنوات، وهذا الترشيح لا يمكن ان يلتقي مع اهداف المختارة التي تعيش ساعات “ندم” قوية على السير بخيار ميشال عون رئيسا، هذا التحالف اذا تم احياؤه سيكون كارثيا في المرحلة القادمة على سعد الحريري نفسه لان المستقبل سيكون ملزما على الانتقال الى المحور الآخر وعليه فان زعيم المختارة يتكل دائما على حلفه مع رئيس المجلس نبيه بري الذي لا يهتز لا بالسياسة ولا بالانتخابات للتعويض عن الخضات مع المستقبل، وعبر المحطات ثبت ان القيادة الدرزية هي الى جانب رئاسة المجلس ويمكن ان يكون ذلك على حساب علاقات قديمة وتاريخية.
يحرص جنبلاط على الا يتم كسره في الحكومة المقبلة فيلجأ الى التهديد والصراخ ويكاد يقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، فالانتخابات فرضها القانون النسبي الذي احيا تفاهمات وادخل التيار الى الجبل واصبحت له كتلة “ضمانة الجبل” مع طلال ارسلان، وعليه فان ترميم “بازل” الحكومة بعكس ما تفرض القوى السياسية والاحزاب من احجام منتفخة ومطالب مستحيلة يريح الحريري وفق النصيحة الجنبلاطية، بحيث على الرئيس المكلف وفق الحسابات الجنبلاطية ان يحيط بالقوات ويمنع تحجيمها، وعدم ترك التيار يسرح ويمرح بمطالبه ويرفع السقوف والشروط في التشكيلة رغم حجمه النيابي الكبير، وان لا يصل سعد الحريري الى الحكومة “ضعيفا” فتقوى عليه قوى الممانعة.