صحيفة روسية: إخراج حزب الله من سوريا وإنهاء سيطرته على الحدود
أمر طبيعي أن تتبدل الحسابات أطراف المحور السوري الإيراني والروسي بعد إنزالهم الهزيمة بفصائل المعارضة المسلحة وحصرهم في بقعة واحدة هي منطقة إدلب، ومن المتوقع أن تنعكس الحسابات الجديدة على العلاقة فيما بين هذه الأطراف. صحيفة “فوينيه أوبزرينيه” الروسية تلقي الضوء على جوانب غير ودية بدأت تظهر بين مؤيدي الأسد والميليشيات الشيعية كما ولمّحت إلى تأثيرات سلبية لهذه الميلشيات على مصالح موسكو التي توازن ما بين علاقاتها مع طهران وتل أبيب.
تشير الصحيفة إلى الدور الفعّال الذي لعبته التشكيلات شبه العسكرية الشيعية في قتالها إلى جانب الرئيس الاسد، وكان إرسالهم إلى سوريا من ضمن إجراءات القيادة الإيرانية في توفير مساعدة فورية للجيش السوري ” جاء إلى سوريا الحرس الثوري الإسلامي، وخبراء عسكريون ومدربون. وبالإضافة إلى الجنود الإيرانيين في سوريا، هناك أيضًا… العديد من التشكيلات الشيعية شبه العسكرية، التي يعمل فيها متطوعون، وتقوم بدور نشط في القتال“….
وإذ تميّز الصحيفة حزب الله عن سائر الميليشيات الشيعية الأخرى، لجهة حجم مشاركته في الحرب والأدوار العسكرية التي اضطلع بها هناك حتى ” أصبح حزب الله واحداً من أقوى المشاركين في الحرب، لأنه يمتلك جماعات مسلحة جيدة التدريب”. إلأ أن كاتب المقال أشار إلى تبدلات بدأت بالظهور على العلاقة بين هذا الحزب ومؤيدي الأسد “بعد التحول في الحرب والهزيمة الفعلية للإرهابيين في معظم سوريا، ظهرت تناقضات واضحة بين حزب الله وغيره من مؤيدي الرئيس الأسد. لا مصلحة للحكومة السورية في تبني حزب الله على الأراضي السورية وسيطرته على المناطق الحدودية، بما في ذلك التجارة السورية اللبنانية”.
وإلى التذمر السوري من حزب الله ،تضيف الصحيفة أن : “لا مصلحة لموسكو أيضا ببقاء حزب الله في سوريا. فبلدنا (روسيا)، بعد أن لعب دورا رئيسيا في القضاء على الإرهابيين، له كل الحق في الإصرار على مراعاة مصالحه. تحافظ روسيا على علاقات جيدة ليس فقط مع سوريا وإيران، إنما ومع إسرائيل. لكن رحيل حزب الله عن سوريا يتناقض مع مصالح إيران، وهي لاعب مؤثر آخر، اجتذب الشيعة اللبنانيين للمشاركة في القتال، وسلّحهم ودربهم”.
وتلفت الصحيفة إلى أن “حزب الله اللبناني ليس التشكيل العسكري والسياسي الشيعي الوحيد الذي يقاتل في أراضي سوريا. فبعد اندلاع الحرب، بدعم مباشر من إيران، تم إنشاء ألوية متطوعين، دعي إليها الشباب الشيعة من العراق وأفغانستان وباكستان”.
وذات مغزى أن تقول الصحيفة الروسية “إن عدد “الأمميين الشيعة” الذين يقاتلون إلى جانب دمشق يفوق عدد الأجانب القادمين إلى سوريا للقتال إلى جانب المعارضة. إلا أن هناك سؤالا بات يُطرح الآن حول مصير جميع التشكيلات الشيعية بعد التوقف التدريجي للأعمال الحربية. إذا كان حزب الله اللبناني والعراقيون سيرجعون إلى بلدهم، فمن الذي سيسحب التشكيلات الأفغانية والباكستانية؟”.