د. وليد ابودهن: القيلولة مفيدة ولكن الطويلة يوميا قد تكون مميتة

 قد يجهل الكثيرون فوائد القيلولة وضرورتها في إعادة الطاقة إلى الإنسان، وقد يهملها الناس بسبب ظروف الحياة ومشاكلها. أظهرت دراسة علمية أنه يوجد رابط قوي بين الخضوع لقيلولة قصيرة أثناء النهار والإحساس بالسعادة. كذلك إحدى الأبحاث السابقة أظهرت أن النوم لمدة 30 دقيقة، يجعل الإنسان أكثر تركيزاً وإنتاجية وإبداعاً.

فإذا كنت من الذين لا ينامون ساعات كافية ليلاً، أو إذا كنت من الباحثين عن طريقة تساعدك على الاسترخاء، القيلولة فكرة رائعة، ولكن بشروط معينة.

شروط القيلولة الصحية:

إذا قررت أنك بحاجة لقيلولة، فعليك الالتزام بالأمور التالية: اختيار الوقت المناسب لأخذ القيلولة، إذ أن اختيار وقت غير مناسب من النهار قد يضرك، فعلى سبيل المثال، إن القيلولة في وقت متأخر من النهار قد تؤثر على قدرتك على الخلود للنوم ليلاً مسببة لكل العديد من المشاكل، كما أن أخذ القيلولة في وقت مبكر من النهار قد يرهقك لأن جسدك لا يكون مستعداً بعد لساعات إضافية من النوم وقد أخذ كفايته منها لتوه. وفقًا للباحثين، فإن الوقت الطبيعي لأخذ غفوة، استنادًا إلى إيقاعات الساعة البيولوجية لدينا، هو فترة ما بعد الظهر، أي ما بين الساعة الثانية والرابعة مساءا وذلك للأسباب التالية: هذه الفترة هي غالباً الوقت الذي يتناول فيه المعظم وجبة الغداء، أي الفترة التي قد تنخفض فيها مستويات السكر في الدم.
هذه الفترة تقع في منتصف النهار، وبعيدة نسبياً عن الوقت المخصص للنوم ليلاً، لذا فأخذ قيلولة في هذا الوقت غالباً لن يؤثر سلبياً على نمط نومك ليلاً.
على القيلولة أن تكون قصيرة، وينصح الخبراء عادة بأن تكون مدة القيلولة 10-30 دقيقة، وفي دراسة جديدة، وجد العلماء أن أفضل أنواع القيلولة هي تلك التي تكون مدتها تحديداً 10 دقائق فقط. اختيار غرفة مناسبة للنوم، فعلى الغرفة أن تكون: مريحة، هادئة، خفيفة الإضاءة.

فوائد القيلولة:

للقيلولة اليومية العديد من الفوائد الصحية، مثل:
التخفيف من التعب والإرهاق اليومي.
الشعور بالاسترخاء.
زيادة مستويات التنبه والتركيز.
تحسين الحالة المزاجية.
تحسين القدرة على القيام بالمهام المختلفة.
تحسين المهارات اللازمة لحل المشاكل المعقدة والقدرات الإبداعية (خاصة إذا كانت القيلولة من 20-90 دقيقة، ولكن لا ينصح العلماء بإطالة القيلولة لهذا القدر).
تحسين صحة القلب، وذلك نظراً لما للقيلولة من قدرة على تخفيف مستويات التوتر.
ينصح العلماء عموماً بالابتعاد عن تناول القهوة في فترة الظهيرة والاستعاضة عنها بقيلولة قصيرة لاستعادة النشاط والتركيز

توصل باحثون إلى أن فوائد الغفوات النهارية قد تنقلب تماما وتشكل تهديدا بالغ الخطورة على الحياة، بمجرد تجاوز مدة الأربعين دقيقة، التي حددت علميا بوقت الدخول في مرحلة النوم العميق.

وكشفت إحدى الدراسات البريطانية النقاب عن أضرار نوم القيلولة، حيث أفادت بأن النوم لأكثر من 40 دقيقة، خلال النهار، يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة. وأوضح الباحثون خلال الدراسة أن أخذ قيلولة طويلة أكثر من 40 دقيقة أو أثناء النهار يرتبط بخطر الإصابة بمشاكل التمثيل الغذائي.

للقيلولة أخطار أيضاً:

حذر الباحثون من الانغماس في قيلولة النهار وزيادة وقت النوم بها لأنها قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة. وكشفت النتائج، التي قدمت فى الجلسة العلمية السنوية الـ65 بالكلية الأميركية للقلب، عن أن القيلولة لأكثر من 40 دقيقة يوميًا كانت مرتبطة بزيادة خطر التعرض لمتلازمة الأيض “التمثيل الغذائي” والسمنة وأمراض القلب. وسبب ذلك أن النائم يصل إلى النوم العميق بعد نحو 30 أو 40 دقيقة من النوم، وإذا استيقظ من النوم العميق قبل حصوله على كفايته منه فإنه قد تظهر عليه أعراض كسل النوم. وكسل النوم مرحلة فيزيولوجية طبيعية يمر بها المستيقظ من النوم بعد الاستيقاظ المفاجئ ويشعر خلالها بالدوخة ويكون هناك نقص في التركيز والمهارات العقلية، وقد يصاحبها بعض الاختلاط الذهني. وتستمر هذه الحالة من ثوان إلى 30 دقيقة.

وهناك عدة عوامل قد تؤثر في ظهور هذه الحالة، فالاستيقاظ المباشر من النوم العميق، قبل أن يحصل المخ على كفايته من هذه المرحلة قد يؤدي إلى الإرهاق والإجهاد الشديدين، كما أن القيلولة المتأخرة (أي آخر العصر أو وقت المغرب) قد تخلف نفس النتائج.

د. وليد ابودهن 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى