احتفال للقومي في ذكرى عبد الخالق ورئيس الجمهورية منحه وسام الأرز
وحضر، إلى عائلة الراحل ورئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي حنا الناشف، ممثل رئيس الجمهورية الوزير نقولا تويني، النائب عدنان طرابلسي، خليل حمادة ممثلا رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، عضو المكتب السياسي في حركة “أمل” علي العبدلله، عضو المجلس السياسي في “حزب الله” علي ضاهر، وفاعليات سياسية وحزبية.
أمل
وألقى العبدالله كلمة “أمل”، فأشار إلى أن “الحلفاء هم دوما على عهد النضال، والمدرسة القومية عرفت البوصلة منذ التأسيس وحددت العدو. والراحل محمود عبد الخالق شخصية وطنية وحزبية، عاش العمل الحزبي في جميع قيمه ونضالاته، والعمل السياسي في جميع مفاصله ومحطاته على مدى طويل من الزمن”.
وأضاف: “باسم حركة أمل أؤكد المشتركات الكبيرة في ما بين حركتنا والحزب السوري القومي الاجتماعي، بإعتبار أن لا عدو لنا إلا العدو الصهيوني، وخلافات الداخل تبقى في إطار الخصومات التي مآلها الجلوس الى طاولة الحوار. كما نؤكد معا ضرورة الخروج من نفق الطائفية والمذهبية وهما أساس الفشل والعقم عن تحقيق آمال اللبنانيين في نظام لا طائفي وبناء الدولة الوطنية الراعية لجميع أبنائها ومناطقها، ورفع الحرمان عنها، والمتمسكة بعوامل قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، والمؤمنة بأن إسرائيل شر مطلق منافس للبنان في كل الميادين”.
ورأى أن “على من يتنكبون مسؤولية تشكيل الحكومة، أن يعملوا بشكل جدي لتشكيلها، وإن الأعراف الدستورية والسياسية تقر في كل أنحاء المعمورة على وجوب تشكيلها بعد انتخابات نيابية أفرزت وقائع وموازين قوى محددة، فنرى أن الكثيرين لا يقدرون حجم المخاطر المحدقة بالوطن وبالاقليم، خصوصا أننا أمام تطورات كبرى في ظل الاندفاعة الأميركية التي تعمل على تصفية القضية الفلسطينية، وضرب محور المقاومة في عقده وقواعده ومرتكزاته، وعليه نعتقد في حركة أمل بأن رياح أي فعل أميركي تجاه القضية الفلسطينية سيترك تداعيات كبرى على لبنان، ليس اقلها تصفية حق العودة لأخوتنا الفلسطينيين وفرض مشروع توطينهم في لبنان وبلدان الجوار”.
وختم: “نطالب بضرورة تشكيل حكومة ترعى المصلحة الوطنية للبنان، وأولى مفرداتها إيجاد حل للنزوح السوري إلى لبنان، وهذا أمر من المستحيل أن يتم دون التعامل والتعاون بين حكومتي لبنان وسورية، ووجوب العلاقات الطبيعية التي هي حاجة ضرورية للبلدين الشقيقين”.
حزب الله
ثم ألقى ضاهر كلمة “حزب الله”، وقال: “محمود عبد الخالق ليس إسما عاديا بين القيادات الحزبية والسياسية التي ساهمت في صنع التاريخ الحديث للبنان، بمقاومته وانتصاراته، لأن الحزب الذي كان الصديق الراحل ينتمي إليه حزب رائد في المقاومة بكل اشكالها”.
وأضاف:” كان للراحل الكبير دور أساسي وفعال في المحافظة على المبادىء التي قام عليها الحزب،.. وإبقاء البوصلة في وجهتها الصحيحة للدفاع عن الأمة، والتي مثلت مشاركة الحزب الفاعلة في الدفاع عن سوريا، إحدى أهم معالمها وتجلياتها. إن التضحيات التي قدمها أبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي في سوريا، إلى جانب الجيش السوري والمقاومة وبقية الحلفاء، إنما تؤكد أهمية التلاحم بين أحزاب وقوى المقاومة، على إختلاف معتقداتها وانتماءاتها”.
ورأى أن “ما نشهده اليوم من حملة إعلامية إستباقية لمنع الجيش السوري وحلفائه من تحرير إدلب، إنما يدل بوضوح على أن زمام الأمور أصبح بأيدي محور المقاومة، وأن الصراخ الأميركي والصهيوني، مهما علا، فإنه لن يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وقرار استكمال تحرير كامل الأراضي السورية نهائي ولا رجوع عنه، وليس قابلا للنقاش”.
واضاف:” إننا في حزب الله مصممون على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة، مع كل الدول والقوى الحليفة، لإسقاط مشاريع الهيمنة والاحتلال، وصولا حتى تحرير فلسطين بالكامل، ولن يوقفنا حصار من هنا أو ضغوط من هناك، لأننا أصحاب حق”.
واعتبر أن “التأخر في تشكيل الحكومة يساهم في زيادة الأعباء على اللبنانيين جميعا، ويتحمل مسؤوليته كل طرف يسعى لإرضاء بعض الخارج أو الداخل، ضاربا بعرض الحائط مصالح شعبه وبلده، كما ان المراهنة على تغيير بعض المعادلات الإقليمية، أو على قرارات أو أحكام تصدر عن المحكمة الدولية، سيزيد الأمور تعقيدا، وبالتأكيد لن يكون لمصلحة المراهنين عليها. لذلك على الرئيس المكلف حسم خياراته عاجلا والاسراع في تأليف الحكومة، لأن مصلحة اللبنانيين يجب أن تبقى فوق أي اعتبار آخر. وفي هذا السياق، نؤكد أن احترام الخيارات السياسية للشعب اللبناني كفيل بتعزيز الاستقرار الداخلي، ولذلك من غير المقبول إرضاء بعض الجهات في الداخل على حساب أخرى، لها جمهورها ومؤيدوها، وعليه نطالب باحترام نتائج الانتخابات النيابية على مستوى التمثيل داخل الحكومة، ونؤكد أن تكون القوى الوطنية حاضرة، لما تمثله من امتداد شعبي ومناطفي لا يمكن تجاهله”.
القومي
وألقى كلمة الحزب القومي ناموس المجلس الأعلى توفيق مهنا، ومما قال: “أبو رائد” قامة تاريخية من قامات الحزب وركن من أركان النهضة السورية القومية الاجتماعية، وحضوره في وجدان أبناء الحزب والنهضة لا يمحى وتبقى صورته محفورة في ذاكرتنا، فارسا نبيلا لا يترجل. قاد الحزب بمسؤولية عالية في المناطق التي لم تقع تحت الإحتلال، ومن موقعه القيادي المسؤول واكب الشاحنة المحملة بصواريخ الكاتيوشا، والتي عبرت وخرقت حواجز الاحتلال من البقاع الغربي ـ راشيا إلى حاصبيا. وبهذه العملية النوعية ابتدأ عصر المقاومة ردا على العصر الصهيوني”.
ورأى أن “عودة العلاقات كاملة بين بيروت ودمشق تشكل مصلحة لبنانية في الصميم، كما هي مصلحة سورية في الصميم. وهي حاجة وجودية، حيوية ومصيرية في كل أبعادها، الأمنية والإقتصادية والإجتماعية والإستراتيجية. هي تأكيد لوحدة المصير القومي الذي لا سبيل لأي طرف أن يقفز فوقه ويختلق أوهاما حول حياد مزعوم أو نأي بالنفس لا جدوى منه. فلا حياد وهناك عدو يحتل ارضنا في الجنوب وجنوب الجنوب فلسطين والجولان. ولا حياد والارهاب يهدد وجودنا دولا ومجتمعا وهوية”.
ودعا الى “التسريع في عودة العلاقات الطبيعية بين لبنان والشام، وعدم تعليق هذه العودة ورهنها بهيئات دولية، أو بانتظار حلول سياسية تجعل من قضية النازحين منصة جديدة لاطالة امد الحرب على سوريا”.
وقال: “يستعجل حزبنا تشكيل حكومة جديدة لانتظام عمل المؤسسات. وكل تأخير أو تضييع للوقت أو الرهان على متغيرات لا طائل منه. إن الأوضاع السياسية والإقتصادية والاجتماعية والمعيشية ضاغطة، ولا يجوز أن تبقى المؤسسات في حالة شلل. إن حكومة تصريف الأعمال في ظرف دقيق هي حكومة ممنوعة من الصرف، لذلك ندعو إلى انجاز تأليف الحكومة على أن تكون حكومة وحدة وطنية تضم في تشكيلتها كل القوى السياسية، وندعو أن لا تقع عملية التأليف في شرك القوى الطائفية المذهبية وحدها، ونرفض استثناء القوى العلمانية الديمقراطية التوحيدية اللا طائفية لأنها تمثل شرائح هامة وحيوية في الحياة الوطنية والسياسية والمدنية والثقافية”.
العائلة
كلمة العائلة ألقاها رائد عبد الخالق (نجل الراحل)، ومما قال: “يا والدي، لقد كنت الأمين الأمين على أرث سعاده العقائدي وعلى المسار النضالي لكل الذين سبقونا على دروب الفداء، والحريص على الحزب السوري القومي الاجتماعي ومسيرته النضالية لتحقيق غايتنا الكبرى. وأتذكر الآن ونحن في خضم الصراعات على الأحجام والمحاصصة في الوزارة المنتظرة، أتذكر عندما عين والدي وزيرا في الحكومة. لم يمارس شهوة السلطة أبدا بل كان يعتبر أن الانبياء والرسل أنفسهم أتوا لخدمة البشرية، فكيف للبشر أن يتعالوا إذا أصبحوا في سدة المسؤولية؟”
ممثل رئيس الجمهورية
وفي الختام كانت كلمة مختصرة لممثل رئيس الجمهورية الوزير تويني نقل فيها تعازي عون لقيادة الحزب ولعائلة الفقيد، وتقديرا لعطاءاته منحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط من خلال تسليمه لنجله رائد عبد الخالق.
وتسلم نجل الراحل وافراد العائلة “وسام سعاده” الممنوح من المجلس الأعلى للراحل، من رئيس الحزب.