كتاب جديد في أميركا يؤكد:ترامب جاسوس روسي

إدعى كتاب جديد صدر في الولايات المتحدة، الثلاثاء، بعنوان “بيت ترامب، بيت بوتين: القصة غير المروية لدونالد ترامب والمافيا الروسية”، أنّ ترامب قد يكون “جاسوساً روسياً”، واصفاً رئاسته بأنّها “أعظم عملية استخباراتية” في العصر الحديث.
وذكرت مجلة “نيوزويك”، السبت، في مقابلة مع مؤلف الكتاب الصحافي المخضرم والكاتب كريغ أونغر، أنّ الكتاب يدّعي أنّ ترامب تمت مساومته بمليارات الدولارات، من غسيل أموال من جراء صفقات عقارية مشبوهة، على مدى عقود. وذكر الكتاب أسماء 59 روسياً كشركاء تجاريين لترامب، وأورد الروابط المالية المزعومة بينهم وبين “منظمة ترامب” التي تعود إلى عقود من الزمن.
وشرح أونغر كيفية غسل الأموال في روسيا، مشيراً إلى أنّ “أفضل الطرق لذلك هي عبر الكازينوهات والعقارات، وكلتاهما كان ترامب منخرطاً فيها”. وأشار إلى أنّ “ترامب يحصل على رسوم امتياز تراوح بين 18 إلى 25 في المئة عن المشاريع العقارية”، لافتاً إلى أنّ “ترامب كان يقوم بتأجير شقق فاخرة في نحو 40 برجاً في جميع أنحاء العالم. لكن النقطة الكبرى هي أنّ المافيا الروسية أنقذته. إنّه مدين لهم”.
وأعرب أونغر عن اعتقاده بأنّ “دور المافيا الروسية قد تمت تنحيته، ولم يتم تحليله لأنّ الناس يعتقدون أنّه في تجارة العقارات يجب عليك دفع أموال البناء. هذا صحيح من الناحية التاريخية. لكن في وقت مبكر من حياة ترامب، بدأت المافيا الإيطالية في الدخول بشراكة مع المافيا الروسية، والمافيا الروسية مختلفة جداً، وهذا يزيد من حدة الرهان. السبب الرئيسي لذلك هو أن المافيا الروسية هي لاعب رسمي وراءه دولة”.
واعتبر أونغر أنّ تجنيد ترامب “الجاسوس الروسي” في البيت الأبيض “أعظم عملية استخباراتية في العصر الحديث”، شارحاً ذلك بالقول: “بدأت القصة بعملية بسيطة لغسل الأموال في برج ترامب في عام 1984، عندما جاء أحد أفراد العصابات الروسية إلى برج ترامب بمبلغ 6 ملايين دولار نقداً واشترى خمس شقق”.
وتابع: “تم بيع ما لا يقل عن 1300 من شقق ترامب في الولايات المتحدة على نحو مماثل. جميع المشتريات النقدية تمت من خلال مصادر مجهولة. هذه الأرقام تعكس فقط الممتلكات المحلية. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، قررت المخابرات الروسية إنشاء شركات بمليارات الدولارات للنجاة. استخدام مصطلح “المافيا الرسمية” ليس مجرد استعارة. هو يبيّن حقاً كيف تسير الأمور في روسيا. المافيا تقدم تقاريرها لبوتين”.
ورداً على سؤال إذا ما كان ترامب على دراية بأنّه كان هدفاً للمافيا الروسية، قال أونغر “ليس لدي أي فكرة عما يدور في ذهنه. ولكن من الصعب تصديق أنّ شخصاً ما يمكنه إجراء 1300 عملية تجارية، ولا يدري ما يجري”.
من جهتها، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن الكتاب أن ترامب كان ينقل إلى بوتين بطريقة غير مباشرة، وبتدفق منتظم للمعلومات الاستخباراتية، كل ما كانت تفعله القلة الغنية الروسية (الأوليغارش) بأموالها في الولايات المتحدة.
وبحسب الكتاب، أراد بوتين أن يترك علامة على كل فاحشي الثراء (الروس) – بعضهم من الغوغاء السابقين – الذين صنعوا ثرواتهم في مرحلة ما بعد الحرب الباردة على ظهر الصناعات التي كانت تملكها الدولة في يوم من الأيام. كان “الأوليغارش”، بالإضافة إلى النخب الأخرى حديثي النعمة، يخزنون أموالهم في العقارات الأجنبية، بما في ذلك عقارات ترامب، التي يفترض أنها أبعد من متناول بوتين.
ترامب، عن علم أو من دون علم، ربما يكون عقد اتفاقاً جانبياً مع الكرملين، يقول الكتاب: “قد يكون حوّل زبائنه سراً إلى بوتين، الذي قد يكون دفعهم للاستمرار في شراء عقارات ترامب. ترامب أصبح غنياً. بوتين بات لديه أعين حيث يخبئ الأوليغارش ثرواتهم السرية. الجميع ربح”. ويضيف “وهكذا نجح ترامب في التعامل مع روسيا من خلال ما يمكن وصفه بأنه جهل متعمد. خذ المال. لا تسأل الكثير من الأسئلة. وهو لديه الكثير من الخبرة في ذلك”.
وأوضح أونغر أنّ المدير السابق لحملة ترامب الرئاسية بول مانافورت، الذي تجري محاكمته حالياً بتهم غسيل الأموال في إطار التحقيق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لعب “دوراً حاسماً” في تحقيق أهداف بوتين، مشيراً إلى أنّه كان صلة الوصل مباشرة بين ترامب وأهداف الرئيس الروسي الاستراتيجية.
وأضاف أونغر أن “هناك سؤالاً واحداً لا يسأله الناس: من أين تأتي أموال المافيا الروسية؟ في كتابي، أقوم بتحديد خطي أنابيب، أحدها هو تجارة الطاقة في أوكرانيا، التي يلعب فيها (إمبراطور غسيل الأموال الروسي) موغيليفيتش دور وسيط في قطاع الغاز”. وتابع: “يحصل أفراد المافيا الروسية على الغاز بأسعار منخفضة ويعيدون بيعه بأسعار السوق، ومن خلال ذلك، يقومون بتغطية 750 مليون دولار سنوياً من تجارة الطاقة في أوكرانيا. لقد كانوا يحصلون على كل هذه الأموال، ويطالبون الجهات السياسية بدعمهم”.
وأوضح أنّه “تم تعيين مانافورت لمساعدة مرشح بوتين الرئاسي في أوكرانيا. كان يدفع أجره من المال الذي كان عليه أن يغسله. وذهب جزء من ذلك المال عبر شركة صدف بحرية، وأنا أربط ذلك مباشرة بموغيليفيتش”. وعن إمكانية إلحاق مانافورت “الضرر” بترامب، يرى أونغر أنّ ذلك ممكن في حال تمت إدانة مانافورت، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ مانافورت “قد ينقلب في أي لحظة. هو عرف ترامب على مدى 30 عاماً. يعرف كيف يسير كل شيء”.
وعن أكثر ما يريد لكتابه أن يصدم به الرأي العام، يجيب أونغر أنّ هناك “جاسوساً روسياً” في البيت الأبيض، خاتماً بالقول عن ترامب “أعتقد أنّه عميل، ولكن من الصعب إثبات ما إذا كان على دراية بذلك. عندما تنظر إلى 59 روسياً، يعيش بعضهم في برج ترامب. المافيا الروسية هي لاعب فاعل في الدولة، ولها علاقات مباشرة مع المخابرات الروسية، وتم إحداث موقع لها في منزل رئيس الولايات المتحدة!”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!