رئيس الموساد السابق يكشف إستراتيجية جديدة للحرب ضد “حزب الله”

كشف رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق تامير باردو، الذي تولى رئاسة الموساد بين عامي 2011 و2016، عن إستراتيجية جديدة للحرب ضدّ “حزب الله”. وقال في حديث لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية اليوم الجمعة، إن “هزيمة حزب الله تكمن بتنفيذ العقوبات المالية التي يقودها تحالف الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية ضدّه وضدّ إيران، لا بالعمل العسكري”.

 

وأضاف إنَّ “القدرة على الحد من خطر حزب الله من خلال فرض العقوبات المالية ضدّه أسهل بعشر مرات من إيران، وإذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينوي فعل ذلك الآن، فسيكون لذلك تأثير كبير على إيران في ظل مواجهتها الأزمة النووية وتأثيراتها الكبيرة”. وتابع: “يكاد يكون لبنان الدولة الوحيدة في العالم التي تملك تنظيماً مسلحاً يتمتع بقوة وسلطة تفوق قوة جيش البلاد، كما يتمتع بخبرات قتالية كبيرة لا تؤخذ على محمل الجد في مقابل مشاركته بالحكومة والبرلمان والقرار السياسي اللبناني”. واعتبر رئيس الموساد السابق أنّ “حزب الله جزء لا يتجزأ من دولة إيرانية ثالثة حيث يمثل نموذجاً لا يوجد له مثيل في العالم”.

 

وزعم أنّه “خلال حرب تموز 2006، كان هناك مفهوم إسرائيلي للهجوم على حزب الله دون غيره في لبنان لكن هذا المفهوم الآن تغير، لا يزال بإمكان إسرائيل القيام بحرب ضد حزب الله ولكن لإلحاق الهزيمة به بشكل كامل، سنحتاج إلى غزو كامل حتى شمال لبنان بسبب إنتشار صواريخه بعيدة المدى”.

 

وتابع باردو: “تشير التقديرات إلى أنّ إرسال قوات برية إلى عمق الشمال اللبناني قد يؤدّي على الأرجح إلى إرتفاع معدلات المدنيين اللبنانيين وقوات الجيش الإسرائيلي مما كان يُرى حتى في الحرب، علاوة على كلّ ذلك، فإنّ الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستقصف بأكثر من 130000 صاروخ”، معتبراً: “أزعم أننا نستطيع حل القضية اللبنانية بحل مختلف وأكثر ملاءمة، إذا أعلن ترامب عن عقوبات ضد لبنان كما فعل ضد إيران، فلن يتمكن الإقتصاد اللبناني من الإستمرار لأكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر… لبنان ليس إيران إنها أمة صغيرة تعتمد على الغرب وبعض الدول العربية”.

 

وكشف: “حتى لو لم يتم فرض سوى بعض جوانب عقوبات ترامب الخطيرة على إيران، فسيكون ذلك أكثر فعالية من الحرب ضدّ حزب الله، وستوجه إلى إيران رسالة واضحة بأنه يمكن إزالة العقوبات عنها بشرطين أساسيين الأوّل هو أن يتخلى حزب الله عن سلاحه ويتم إستيعابه بالكامل ضمن ألوية الجيش اللبناني، وأن تسحب إيران “مخالبها” بالكامل من لبنان”.

 

واعتبر باردو أنّ “هذه الإستراتيجية يمكن أن تغير قواعد اللعبة في حال جُمعت قدرة ترامب مع فرنسا بدعم من دول الخليج الذين لديهم مصالح متطابقة بتحييد حزب الله، لأنه يثير قلقهم في اليمن وغيرها من المناطق”، لافتاً إلى أنّه “من المحزن أنّ هذه الإستراتيجية لم تعتمد لأنّ بعض الدول ترى أنّه من السهل عليها بأن تغلق أعينها وتترك “إسرائيل” وحدها تتعامل مع حزب الله”.

 

أضاف: “إنّهم يغلقون أعينهم على دخول إيران إلى سوريا من خلال حزب الله ومشاركة حزب الله القتال إلى جانب القوات الشيعية العراقية بالإضافة إلى مشاركته في اليمن وحتى التصرفات الإيرانية من خلال حزب الله في أفريقيا”. وختم معترفاً أنّه “على المدى القصير ستضر العقوبات بمكونات المجتمع اللبناني كافة السنية والمسيحية، لكن هذا الضرر سيكون باهتاً مقارنة بالضرر الذي سيلحق بهم في حال نشوب حرب واسعة بين “إسرائيل” وحزب الله”.

 

(جيروزاليم بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى