“قلوب مليانة”: أسرار الأزمة السعودية-الكندية تعود للعام 2014.. وهذا دور لبنان!

نشر موقع “روسيا اليوم” تقريراً تناول فيه الأزمة السعودية-الكندية، مؤكداً أنّ الخلاف الذي اندلع إثر انتقاد أوتاوا لسجن الرياض نشطاء في مجال حقوق الإنسان، وعلى رأسهم سمر بدوي، شقيقة المدون السعودي الموقوف رائف بدوي الذي حصلت زوجته وأبناؤه الثلاثة على الجنسية الكندية، يحمل في طياته أسرار كثيرة.

وأوضح الخبير في الشأن الكندي زهير طابا أنّ خبر طرد السفير الكندي لدى السعودية “صدم الشارع”، مشيراً إلى أنّ العديد من الملاحظين أشاروا إلى أن القرار السعودي كان جاهزا منذ حصول بدوي على الجنسية الكندية لكن الرياض بقيت تقتنص الفرصة لتجاهر به.

وشرح طابا بأنّ الرياض خرجت عن العرف الديبلوماسي، لافتاً إلى أنّه كان من المفروض أن تواجه بيان السفارة الكندية على تويتر ببيان مضاد أو تستدعي السفير للتشاور، وفي حالة العودة والتكرار بإمكانها أن تستدعي سفيرها، ثم إذا تواصلت الأزمة تلجأ إلى طرد السفير الكندي.

ورأى طابا أنّ السعودية مُنيت بخيبة أمل بعد فقدانها حليفها رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر، زعيم حزب المحافظين، ووصول جاستين ترودو الليبيرالي، معتبراً أنّ “أول امتحان للوافد الجديد كان التوقيع على صفقة بيع المدرعات مع المملكة في صيف 2016، هذه الصفقة التي رُسمت كل بنودها عام 2014 مع حزب المحافظين، اشترت من خلالها الرياض صمت أوتاوا بخصوص قضية المعارضين المعتقلين”.

وكشف طابا أنّ “حكومة كندا الجديدة رسمت هدفا واضحا لقضية رائف بدوي وأعدت له العدة جيدا، وفق حل يضمن مخرجا مشرفا للمملكة من أزمة المعارضين المعتقلين”، موضحاً أنّ “المَخرج وضعه فيليب كويار رئيس حكومة مقاطعة كيبيك الذي عمل لمدة 8 سنوات في وزارة الصحة السعودية، وعمر الغبرة النائب في البرلمان الكندي من أبوين سوريين المولود في السعودية ويشغل سكرتيرا لوزارة الخارجية الكندية ومستشارا خاصا لترودو”.

وفسر طابا بأنّ الغبرة تحوّل في صيف 2016 إلى الرياض خلال انعقاد اللجنة الكندية الخليجية المشتركة والتقى الملك سلمان وحمل معه العرض الكندي لحل أزمة رائف بدوي، وذلك بأن يقع استبدال عقوبة الجلد بالنفي ثم يخرج رائف بدوي لأسباب صحية على أن يقع تسفيره إلى لبنان للعلاج ثم لكندا للعلاج ويطوى الملف بصفة نهائية.

وتابع: “في شهر نيسان الماضي وخلال مكالمة هاتفية بين ترودو والملك سلمان طلبت كندا من السعودية رسميا الإيفاء بتعهداتها بخصوص ملف بدوي أو ستجد نفسها مضطرة لمنحه الجنسية الكندية الفخرية، فردت الرياض على التهديد بمنح صوتها في 13 تموز الماضي لملف كندا والمكسيك والولايات المتحدة لتنظيم مونديال 2026 لامتصاص غضب أوتاوا”.

في المقابل، رأى، سالم اليامي الدبلوماسي السابق والكاتب والباحث السياسي أنّ “كندا تستغل موضوع مواطن عادي للتأثير على العلاقات، فالموقف الكندي من قضية رائد ليس للدفاع عن حقوقه، بل للحصول على امتيازات اقتصادية وسط المشاكل التي تعاني منها مع أميركا”، مشيراً إلى أنّ أصوات السياسيين وكتل المعارضة الكندية ومن المحافظين بدأت بانتقاد الحكومة علنا.

كما أوضح اليامي أن “الرياض كانت تقصد هذه السرعة في اتخاذ القرار بشأن تدخل كندا في الشأن الداخلي للمملكة، لأنها تعرف أن ذلك مخالفا للأعراف الدولية”. 

وحذّر اليامي من أنّ المملكة ما زالت قادرة على التأثير على كندا، فلو ألغيت أو تأثرت مسارات صفقة الأسلحة القائمة بين البلدين منذ 2014، ستكون خسارة كندا كبيرة جدا في ظل وضعها الاقتصادي السيء.

(روسيا اليوم) 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى