ودعت بلدة األقليعة وحزب “القوات اللبنانية” تشيّع المدير العام لإذاعة “لبنان الحر” مكاريوس سلامة
ألين سمعان
ودعت بلدة القليعة وحزب “القوات اللبنانية” المدير العام لإذاعة “لبنان الحر” مكاريوس سلامة، بمأتم رسمي وشعبي، حيث أقيمت مراسم الدفن في كنيسة مار جرجس المارونية، وترأسها رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية المطران شكر الله نبيل الحاج، بمعاونة لفيف من الكهنة والشمامسة، وفي حضور وزير الاعلام في وزارة تصريف الاعمال ملحم الرياشي ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل ممثلا برئيس مجلس الإعلام في الحزب المدير العام لإذاعة “صوت لبنان” اسعد مارون، النائب قاسم هاشم، النائب أنور الخليل ممثلا بروجيه نهرا، متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون وتوابعها للروم الارثوذوكس المطران الياس كفوري ممثلا بالأب فيليب العقلة، رئيس بلدية القليعة حنا الخوري، رئيس فرع المعلومات في مرجعيون وحاصبيا الرائد فاروق سليقا، سفير النيات الحسنة، مسؤول “قطاع الاغتراب في الخليج” في “حزب القوات اللبنانية” فادي سلامة، رئيس اقليم حاصبيا ومرجعيون في حزب الكتائب اللبنانية ريشار نادر، منسق اقليم مرجعيون وحاصبيا في “القوات اللبنانية” كلود رزق، “رئيس التحرير” في “إذاعة لبنان الحر” طوني مراد، وفاعليات حزبية وسياسية وإعلامية، وعائلة الفقيد وشخصيات إجتماعية ودينية وابناء المنطقة.
الرقيم
وتلا الرقيم البطريركي مساعد كاهن الرعية الأب بيار الراعي، وجاء فيه: “بالأسى الشديد والصلاة تلقينا أمس الأحد نعي فقيدكم الغالي وعزيزنا مكاريوس، الذي أسلم الروح فيما ترتفع من كل الكنائس الصلوات إلى الله من أجل الأحياء والأموات. فطارت روحه إلى باريها لتنعم بالمشاهدة السعيدة التي استحقها بعطاءاته العائلية، والوطنية في صفوف القوات اللبنانية، والإعلامية في إذاعة لبنان الحر، والروحية بمشاركته في آلام الفداء.
إنه ابن القليعة العزيزة التي أحبها وناضل من أجلها، واستمد منها ومن تراثها الصلابة والشجاعة والروح الوطنية الأصيلة. في عائلة مسيحية تربى على القيم المسيحية والخلقية والإنسانية، إلى جانب أشقائه الثلاثة، وشقيقاته الخمس. فنسج معهم أفضل علاقات المودة. وآلمته وفاة ثلاثة من أصهرته، فتعزى بعائلاتهم. وارتبط في سر الزواج المقدس بشريكة حياة من بلدته هي السيدة ساميه طانيوس نهرا، عاش معها حياة زوجية سعيدة ومخلصة باركها الله بثمرة الإبنين والابنة. فأمنا لهم التربية الروحية والخلقية والعلم الرفيع. تخرج الإبنان في علوم الهندسة. وسر بابنتهما تؤسس عائلة رضية، وبالحفيدين اللذين غمرهما بحبه وحنانه. وشدته إلى عائلة حميه عاطفة محبة.
انتسب إلى “القوات اللبنانية” وناضل في صفوفها، أولا في بلدته القليعة، ومن ثم في بيروت التي انتقل اليها للدراسة والعمل. فكان عضوا في مجلسها المركزي، ومنسقا لمنطقة مرجعيون – حاصبيا، قريبا من الجميع ومضحيا.
وكان من أوائل مؤسسي “إذاعة لبنان الحر”، فكرس نفسه لها وحسبها كعائلته الثانية. ترقى من مسؤولية إلى أخرى في قطاعها المالي فأظهر كفاية وأمانة وتفانيا، حتى أسندت إليه مسؤولية المدير العام لها. فتميزت إدارته بقربه من الموظفين والاعلاميين وبسماعه لهم في كل شؤونهم. وأظهر غيرته على قضية القوات اللبنانية، عندما حل الحزب، واعتقل قائده. وقد وجد سندا ماليا للاذاعة في سخاء واهتمام المرحوم أنطوان شويري، وزوجته السيدة روز وأولادهما من بعده ومجموعة شويري غروب.
وعندما أصيب بالمرض منذ سنة ونصف، وفيما كان يخضع للعلاج في لبنان وفرنسا، ظل مثابرا على عمله في إذاعة لبنان الحر، معتصما بالصلاة وبخاصة إلى السيدة العذراء والقديس شربل، حتى أسلم الروح صباح أمس الأحد، وهو يوم الرب. فبعد ما اتحد به بالإيمان والصلاة والخدمة وقبول صليب الألم، ها هو يتحد معه تعالى في المشاهدة السعيدة، حاملا إياكم جميعا بتشفعه أمام العرش الإلهي. ونحن معكم نرافقه بالصلاة لينال من رحمة الله ثواب “الخادم الأمين الحكيم” (لو 42:12).
على هذا الأمل واكراما لدفنته وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد اليكم سيادة أخينا المطران شكر الله نبيل الحاج، راعي أبرشية صور المارونية السامي الإحترام، ليرأس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه وينقل اليكم جميعا تعازينا الحارة.
تغمد الله روح فقيدكم الغالي بوافر الرحمة، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء”.
الرياشي
والقى الوزير الرياشي كلمة قال فيها: “منذ عام ونصف تقريبا جاء المرحوم ماكاريوس سلامة الى الدكتور جعجع طالبا منه إعفاءه من مهامه كمدير عام لإذاعة لبنان الحر، لان وضعه الصحي لا يسمح له بالاستمرار في العمل، لكنه أكد أمرين: ان واجبه تجاه القوات اللبنانية قائم وقوام، كما وأكد لسمير جعجع أن يأتي من هو خير منه لإدارة إذاعة لبنان الحر، فكيف بالحري اذا كان مكاريوس يدير لبنان الحر، وسمير جعجع يحضر للبنان حر سيد ومستقل؟”.
أضاف: “كنت امازحه دائما لاسمه البيزنطي، اليوناني الإغريقي، وهو الماروني من القليعة الأبية، وأقول له مكاريوس باليوناني يعني المبارك، وانت مبارك يا مكاريوس وذاهب الى المبارك، تمسك اليوم بردائه وتذهب معه الى السماء، حيث لا حزن ولا وجع، بل الحياة الابدية التي لا تفنى”.
وتابع: “انت اليوم معنا وستبقى معنا. مكاريوس سلامة تلك الصخرة التي عليها استند الكثيرون، هذا الذكاء الحاد، هذا الحضور القوي، الحاد، اللطيف، العفيف، والنظيف بين رفقائه واترابه واصحابه. لم تكن تعرف هل مكاريوس حزين ام فرح؟ لكن مكاريوس كان دائما معنا يزرع الفرح والاطمئنان”.
واردف: “كان هذا القلب القوي الذي يشبه ابناء القليعة الأبطال، قلعة القوات اللبنانية في الجنوب، هذه القلعة العظيمة العريقة، التي أنتجت الأبطال وقدمت الشهداء. مكاريوس اليوم ذاهب الى ديار الخلد. مكاريوس المبارك أقول لك باسم القوات اللبنانية، ان رفاقك على الوعد باقون، وان رفاقك قوامون على العهد، وان رفاقك في يوم الشدة سيكونون كما الرعد. هكذا احببتهم، وهكذا عهدتهم وهكذا سيكونون. وأما انت فسأودعك بكلام للشاعر الكبير سعيد عقل الذي قال يوما: “الا للبنان ما دانوا وما احتكموا ما لي أغنيك؟ أهلي النور منبتهم عالون كالأرز جار الله، ما رغموا، ما نكسوا هامة الا لخالقها الا للبنان ما دانوا، وما احتكموا في اثرهم، أنا دنياي الجمال وان باعدت، فالسفح من لبنان والقمم. إلا اليك الهي ما مددت يدي أجوع، من شرفي خبز ومغتنم”.
وختم: “باسم القوات اللبنانية وباسم رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، الذي كلفني فشرفني ان امثله في هذا المقام الجليل، اقدم إلى عائلة الشهيد علم القوات اللبنانية الذي ناضل مكاريوس ونذر حياته لاجلها، ملفوفا في خشب الأرز الخالد، كما روحك أيها الصديق”.
الجثمان
ومن ثم نقل الجثمان الى مدافن العائلة حيث ووري الثرى.
وكان الجثمان وصل إلى وسط البلدة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر، التي اتشحت بالسواد وزينت الشوارع الشرائط البيضاء. وكان في الاستقبال حشد من الاهل والاصدقاء والحزبيين وعزف لحن الموت وحمل النعش على الاكف وسط اصوات المفرقعات حتى وصل الى قاعة مار يوسف يتقدمهم الاب بيار الراعي.