هل صمت “حزب الله” حكومياً مرتبط باحتمالات الحرب مع إسرائيل؟
يعتصم “حزب الله” بحبل الصمت وسط كل الضجيج القائم حول أزمة تشكيل الحكومة، ولم يسجل تحرك لقيادييه لتذليل العقبات كما لم يبادر نوابه لبلورة موقف واضح فيما تتدهور الاوضاع وتنذر بمشقات كثيرة، وعقبات جدية تستلزم تحركا على مستويات عالية.
وتتعدد القراءات حيال النأي بالنفس الذي يتبعه “حزب الله” في حين أنه شريك أساسي للعهد ينبغي انخراطه لتذليل ما أمكن من عقبات أمام رئيس الجمهورية والدخول على خط تبريد الصراعات القائمة حول الحصص الوزارية، هذا الموقف فضلا عن كونه ملفت للغاية يثير ضمنا حفيظة بعض الاطراف، في نفس الوقت، تصرف حزب الله تجاه الحالة الراهنة هو مدار رصد ومتابعة على الصعيد الداخلي كما من قبل الجهات الاقليمية والدولية .
أما المفارقة، فإن حزب الله من المفترض أن يمتلك مفاتيح الحل للعقد التي تحول دون تشكيل الحكومة لكونها مرتبطة بطريقة مباشرة بعدد من حلفائه، من العقبة الاساسية المتعلقة بتمثيل حليفه درزيا طلال أرسلان مروراً بفرض تمثيل المعارضة السنية التي تدور بفلكه، وصولا الى الاشتباك الدائر على الجبهة المسيحية بين القوات والتيار الوطني الحر .
أحد سبل الحل وفق بعض الجهات المعنية بالنقاش الحكومي تكمن في ممارسة حزب الله المونة في مكان وتذليل العقبات في أمكنة أخرى، لكن وفق المصادر المتابعة فإن حزب الله ينكفئ جانبا بانتظار جلاء الصورة بشكل واضح إقليميا، حيث لا يخفى على أحد أن الازمة الحاصلة في لبنان معطوفة مستقبليا حول طبيعة دور الحزب ابعد من الجغرافيا اللبنانية والمشكلات المحلية .
ثمة اشارات ميدانية مقلقة في الجنوب السوري كما في قطاع غزة وتطورات أزمة اليمن كما دخول العقوبات الاقتصادية على ايران والازمة الاقتصادية العميقة التي تتخبط بها الجمهورية الاسلامية، وكلها تؤشر الى إمكانية اندلاع نزاع مسلح بين “حزب الله” إسرائيل وقد لا يكون محصورا في الجنوب اللبناني كما درجت العادة تاريخيا، وكله أيضاً يأتي تتويجا لمناخات التصعيد غير المسبوق.
في هذا الاطار، أشار مصدر ديبلوماسي مطلع لـ “لبنان 24” إلى مسارعة روسيا للدخول على خط ضبط الوضع في الشرق الاوسط، وقد يكون لهذا الدخول الشكل الردعي إن جاز التعبير من باب سلسلة التفاهمات التي رست عليها قمة هلسنكي بين الطرفين الاميركي والروسي حول توازنات معينة، وبالتالي العمل “موسكوبيا” على لجم أي تدهور وعدم الانزلاق نحو مواجهة عسكرية قد يمتد لهيبها ابعد من الشرق الاوسط نحو اجزاء واسعة في العالم العربي وعلى اطراف ايران.