“مجزرةٌ” داعشية في السويداء.. ودروز لبنان يتأهبون
في أعنف هجوم دموي على منطقة السويداء منذ اندلاع الحرب السورية، قتل أكثر من مئة وخمسين شخصا اليوم الثلثاء، في حصيلة قابلة للارتفاع، خلال سلسلة هجمات إنتحارية تبنّاها تنظيم داعش، أعقبها بهجمات منظمة على منازل المدنيين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنها “الحصيلة الدموية الأكبر في محافظة السويداء منذ اندلاع النزاع” في العام 2011، مشيراً إلى أن القتلى غالبيتهم من السكان المحليين الذين حملوا السلاح دفاعاً عن قراهم والموالون للنظام”.
ويسيطر الجيش السوري على كامل محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية التي بقيت خلال سنوات النزاع بمنأى الى حد كبير عن المعارك العنيفة، فيما يتواجد مقاتلو تنظيم داعش في منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية ينفذون منها بين الحين والآخر هجمات ضد قوات النظام.
وسارعت قوات النظام السوري إلى شن هجوم مضاد لوقف تقدم داعش في قرى ريف المحافظة الشمالي الشرقي.
وأتت هجمات داعش في وقت يتعرض فصيل مبايع له منذ أيام لهجوم عنيف من قوات النظام في آخر جيب يتواجد فيه في محافظة درعا المحاذية للسويداء.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن ثلاثة تفجيرات انتحارية بأحزمة ناسفة وقعت صباحا في مدينة السويداء، فيما وقعت تفجيرات أخرى في قرى في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي قبل أن يشن تنظيم داعش هجوماً ضد تلك القرى.
وفي وقت لاحق الأربعاء، فجر انتحاري رابع نفسه في المدينة، بحسب المصدر ذاته.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه “بالإضافة إلى الهجمات الانتحارية، داهم مقاتلو التنظيم قرى في الريف الشمالي الشرقي وقتلوا بعض السكان في منازلهم”.
وأظهرت صور نشرها الاعلام الرسمي السوري من مدينة السويداء أشلاء على الأرض في مكان أحد التفجيرات، كما ظهرت جثة مرمية على درج إلى جانب جدار مدمر. وفي وسط أحد الشوارع، بدت صناديق خضار محطمة على الأرض وسط بقع من الدماء.
وقال عبد الرحمن “إنه هجوم كبير لتنظيم داعش ويبدو أنه جرى التحضير له بشكل جيد”، مشيراً إلى أنه يُعد أحد أكبر الهجمات التي يشنها التنظيم المتطرف منذ أشهر في سوريا بعدما خسر غالبية مناطق سيطرته فيها.
“نهاية محتومة”
وأوضح عبد الرحمن أن المنطقة المستهدفة مأهولة بالسكان، مشيراً إلى أن التنظيم المتطرف تمكن من السيطرة على ثلاث قرى من أصل سبع خلال الهجوم، فيما تعمل القوات الحكومية في هجوم مضاد على وقف تقدم التنظيم المتطرف واستعادة القرى.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أن “وحدات الجيش تتصدى لهجوم داعش على عدد من القرى بريف السويداء الشمالي الشرقي وتقضي على عدد كبير من الإرهابيين”.
وتستهدف طائرات حربية، وفق عبد الرحمن، المواقع التي يتقدم فيها الجهاديون في المنطقة، حيث أسفر القصف والاشتباكات عن مقتل 21 عنصراً من داعش.
وتعليقاً على هجمات السويداء، أدان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ نعيم حسن “المؤامرة المتكررة التي تتعرض لها محافظة السويداء لزجّها في أتون الاقتتال والحرب المشتعلة، تؤكد أن المخططات التي تستهدف السويداء وأبناءها الأحرار من طائفة الموحدين الدروز لم تتوقف”.
ودعا الشيخ حسن “ابناء السويداء إلى رص الصفوف وتعزيز التلاحم في ما بينهم لمواجهة هذه الهجمة الإرهابية أيا كانت الجهة التي تقف خلفها، والتمسك أكثر فأكثر بحريتهم وكرامتهم وأرضهم ووحدة وطنهم وعيشهم المشترك مع جميع أطياف الشعب السوري”. متوجهاً “بأحر التعازي من عائلات الشهداء الذين قضوا وراجيا من الله تعالى أن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل”.
بدوره، توجه رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الى “جميع الأخوة والأحباء في الجبل وراشيا وحاصبيا الذين جهزوا أنفسهم للذهاب الى السويداء لاستعادة القرى التي سيطر عليها داعش بالقول: “أحييهم وأقول لهم الوضع جيد وشباب السويداء بدأوا إستعادة القرى وإذا كان هناك حاجة للمساعدة سنكون معهم الآن لسنا بحاجة للذهاب أو للفوضى”.
وتأتي هذه الهجمات على السويداء في وقت بات الجيش السوري على وشك استعادة كامل جنوب البلاد الذي يشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، بعد سيطرته إثر هجوم واتفاقات تسوية مع الفصائل المعارضة على أكثر من 90 في المئة من درعا والقنيطرة.
وفي هذا الاطار، تساءل النائب السابق وليد جنبلاط “كيف وصلت مجموعات داعش بهذه السرعة الى السويداء(..) اليس النظام الذي ادعى بعد معركة الغوطة انه لم يعد هناك من خطر داعشي، الا اذا كان المطلوب الانتقام من مشايخ الكرامة”.
وأضاف جنبلاط إن “جريمة مشايخ الكرامة ليست سوى رفض التطوع بالجيش لمقاتلة اهلهم”.
واعتبر أن “لا فرق بين البعث الأسدي وصهيونية نتانياهو”.
وفي السياق، طرح الناشط السياسي السوري المعارض ماهر شرف الدين التساؤلات عينها عبر “تويتر”، معيداً نشر تغريدة كتبها منذ شهرين تسأل عن سبب نقل النظام السوري مجموعة كبية من الداعشيين الى السويداء.
وفي جنوب سوريا، يتعرض فصيل “جيش خالد بن الوليد” المبايع للتنظيم المتطرف في جيب يسيطر عليه في جنوب غرب محافظة درعا منذ أيام لقصف عنيف من الطائرات الحربية السورية والروسية.
واعتبرت “سانا” أن هجمات تنظيم داعش على مدينة السويداء وريفها الشمالي الشرقي “تهدف إلى تخفيف الضغط العسكري” الذي يقوم به الجيش السوري ضد “بقايا التنظيم الذي يواجه نهايته المحتومة في ريف درعا الغربي”.
(أ ف ب-لبنان 24)