جنبلاط يحذّر من مخططات بشار وماهر والمملوك

 

المدن 
دخلت عملية تشكيل الحكومة في شهرها الثالث من دون وجود بوادر لحلحلة العقد التي حالت دون تأليفها إلى حد الساعة. وقد شاءت الصدف “المدبّرة” بأن تتزامن عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من إجازته الأوروبية مع مغادرة وزير الخارجية ​جبران باسيل​ إلى واشنطن. إذ قرر الأخير ترك رسالة “تذكيرية” للحريري عبّر فيها، عبر تويتر، عن تمسكه بمواقفه السابقة: “أغادر ​لبنان​ لأيام وكلي أمل أن ينتهي الرئيس المكلّف سريعاً من قصة الأعداد والعدّ داخل ​الحكومة​ تثبيتاً لمعيار التمثيل العادل في نظامنا”.

هي رسالة غير مشفرة، كما هي الحال مع رسائل كثيرة التي ينقلها “الزوّار” و”المقرّبون” من قصر بعبدا، عن نفاذ صبر سيد القصر وبدء العمل لوضع بدائل من تكليف الحريري. بالتالي، سيقرأ الحريري رسالة باسيل الواضحة مستعيناً بتشدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في الحصول على حصص وزارية باتت معروفة. فالقوات، التي اعتبرت على لسان أمين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق ​فادي كرم​ أن “لا مجال لتشكيل حكومة أمر واقع في لبنان”، أكدت أن التفاهم بينها وبين الاشتراكي والحريري “ليس جبهة وإنّما يندرج في سياق تدعيم الحكومة المقبلة”. وأثنت على معادلة باسيل الشعبية لتشكيل الحكومة، في محاولة لحشره بمواقفه التي أطلقها سابقاً عن أن القوات تمثّل 30% من الشارع المسيحي والتيار الوطني الحر 50%. وأكّد كرم أنه “بحسب هذه المعادلة، سيكون هناك 8 وزراء للبنان القوي و5 وزراء للجمهورية القوية. والقوات تؤيّد هذه المعادلة وستعتمدها”.

أما جنبلاط، المتوجّس من محاولات محاصرة التيار له، ومن “انبعاث” حلفاء النظام السوري الذي بدأ بعد الانتخابات النيابية، فقرر الردّ على النائب طلال ارسلان من دون أن يسميه، مصيباً عصفورين “بتغريدة” واحدة؟ ما يشي باستئناف المعارك الكلامية السابقة. فبعد تصاعد “جوقة” حلفاء سوريا حول ضرورة التنسيق مع النظام السوري تمهيداً لتطبيع العلاقات معه واستفزازات ارسلان المستمرة، غرّد جنبلاط: “كم عقولهم مريضة هؤلاء الذين يظنون بأنهم يستطيعون تحدينا بكلامهم البذيء. لن نجيب لكن ليس الجميع عندنا ملائكة، وقد صنّفنا احدهم بأننا اوباش. فعلى أمير المؤمنين أن يتحمل كلام الاوباش أو أن يعدل ويسلم الاوباش الذين هرّبهم، هكذا نتوقع منه وكفانا ما يخطط له بشار أو ماهر أو المملوك”.

على الضفّة الأخرى، دعا النائب أسامة سعد إلى فتح “حوار مع ​الدولة السورية​ لتسهيل عودة النازحين لما فيه مصلحة لبنان”، متمنياً “عودة ​سوريا​ كما كانت، لأن دورها أساسي على الصعيد العربي في دعم حركات ​المقاومة​ ضد العدو الإسرائيلي”. وإذا كان لا جديد في مواقف سعد وغيره من حلفاء “النظام”، إلا أن النائب ​عبدالرحيم مراد​ قرر إعادة فتح ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للتحقيق في اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري، معتبراً أنه “آن الأوان لإيقاف خطأ ​المحكمة الدولية​ ونقلها إلى ​لبنان​ لنكمل البحث عن الحقيقة مع امكان الاستعانة بقضاة دوليين”.

وردّ تيار المستقبل على الحملات المتصاعدة لحلفاء النظام السوري، إذ شدّد وزير الدولة لشؤون النازحين ​معين المرعبي​ على أنه “لا يمكن أن نغير رأينا بأن السفاح سفاح ومكانه السجن وليس رئاسة الدولة. وفي حال تغيّر النظام ليس لدينا مشكلة بالتواصل مع ​سوريا​”. وأشار المرعبي إلى أن “التلويح بسحب التكليف من رئيس ​الحكومة​ هو مجرد أحلام عند البعض”. وشدد عضو ​كتلة المستقبل​ النائب ​سمير الجسر​ على أنّ “لا أحد يمكنه الغاء مفاعيل ​المحكمة الدولية​”، معتبراً أن “الكلام مع الروس لإعادة النازحين قد يشكّل نوعاً من الضمانات”. وأشار إلى أن “التواصل مع المسؤولين الروس للوقوف على تفاصيل الاقتراحات التي أعلنتها ​موسكو​، بخصوص إعادة ​النازحين السوريين​ من ​لبنان​ و​الاردن، هو خطوة تمهيدية وفي مكانها، لأنّه يجب جسّ نبض الروس من خلال اتصالات ثانوية، قبل الدخول في مفاوضات مباشرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى