تحذير: قاسم سليماني قد يتسلّم الحكم في إيران؟

نشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالاً عن النظام في إيران “الذي كان بمثابة رغبة مقنّعة لمعظم الإدارات في أميركا منذ ثورة 1979″، بحسب المقال. 

وبحسب المجلة، يمارس حالياً مسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي كان يدعو قبل دخوله إلى البيت الأبيض إلى تغيير النظام، أقصى ضغط على الجمهورية الإسلامية. ومنذ الانسحاب من الاتفاق النووي، بدأت أميركا إعادة فرض العقوبات على إيران وطالبت بوقف كامل لاستيراد النفط الإيراني في غضون أربعة أعوام. 

ومع تدهور سعر الريال الإيراني إلى مستويات قياسية، ارتفع الضغط الإقتصادي على النظام إلى أقصى مستوى، مع دعوات صدرت من البعض وبينهم “فورين بوليسي”، كي تستغل أميركا هذه الأزمة من أجل إحداث تغيير في النظام السياسي.

بومبيو
وفي خطاب ألقاه في 21 آذار حدد فيه استراتيجية الضغط على إيران، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الشعب الإيراني إلى “تحديد جدول زمني” لتغيير القيادة. وبعد ذلك بشهر، غرد بومبيو معرباً عن دعمه لشعب “تعب من الفساد، والظلم وعجز حكامه”. ومع ذلك، تقول الباحثة في شؤون الشرق الأوسط ماهسا روهي في مقالها للمجلة، إن النظام الإيراني ليس بالهشاشة المتخيلة. وحتى لو أدى الضغط إلى الدفع نحو التغيير، فإن فريق ترامب يجب أن يكون حذراً من هذه الرغبة. ومع أن ثمة إضطرابات، فإن النظام الإيراني ليس على وشك الإنهيار.

ولفتت روهي إلى أن “هناك عاملين محددين يفترضان أن القيادة الحالية باقية. أولاً، خلال العقود الأربعة الأخيرة، أثبت النظام صموده في وجه العقوبات المتصاعدة. وعلى رغم قوة الموجة الثانية من العقوبات التي تستهدف صادرات إيران من النفط والتجارة الدولية والتحويلات المالية، فإن هذه الإجراءات لن تكون على الأرجح بفاعلية تلك التي كانت مفروضة قبل الاتفاق النووي لأن الأسرة الدولية لم تعد موحدة ضد إيران”.

أوروبا
وتعد أوروبا بتوفير وسائل لتقويض الدفعة الثانية من الموجة الثانية من العقوبات والاستمرار في شراء النفط الإيراني وحماية تجارتها، وتدرس الصين زيادة مشترياتها من النفط الإيراني. وحتى لو انسحبت الشركات من إيران، فإن العقوبات لن يكون لها التأثيرات نفسها في الوقت الذي تسعى أطراف إلى تقويض فاعليتها.

وأضافت أن العامل الثاني يشير إلى أنه في الوقت الذي اندلعت فيه الاحتجاجات في الأشهر الأخيرة، لا سيما في كانون الأول 2017 وفي الآونة الأخيرة على خلفية التدهور الاقتصادي وقلة المياه، فإنها كانت تعكس استياءً من الأوضاع الاقتصادية والفساد وسوء استغلال الثروات الطبيعية، ولم تكن هناك احتجاجات منظمة قادرة على قلب النظام. ومن المهم الإشارة إلى أن كل العوامل الأساسية التي أدت إلى ثورة 1979، غير متوافرة حالياً، باستثناء الإستياء من الوضع الاقتصادي.

وخلصت إلى انه حتى لو أدت الاضطرابات الحالية إلى انهيار النظام- على رغم عدم احتمال حصول ذلك، فإن القوى التي يود بولتون ومحامي ترامب، رودي جولياني، وآخرون أن تتسلم السلطة مثل منظمة “مجاهدين خلق” لا تملك نفوذاً داخل إيران”.

وحذرت من أن “الضغط لتغيير النظام في إيران قد يوصل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني إلى الحكم”.

(24)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى