د. وليد أبودهن: تعصب كرة القدم مرض نفسي خطير
قُتل شاب في محلة حي السلم بطعنة سكين على يد إثنين من جيرانه على خلفية فوز منتخب البرازيل وخسارة منتخب ألمانيا في كأس العالم 2018 وبسبب ” التزريك”.
اجتماع الأصحاب في المقاهي أو في أحد البيوت أو حتى الاستراحات، جو يعشقه الكثيرون. فالتشجيع الرياضي بالنسبة اليهم لا يعني أبداً حب ممارسة الرياضة التي يشجعونها. لكن قلة الوعي الرياضي والفهم الكامل لمفهوم لعبة ومنافسة شريفة، وعدم وجود ثقة من قبل الجماهير بالحكام والمشرفين على المباراة فينصب كل شخص نفسه حكماً على المباراة حتى تحتدم المناقشات بينهم ويدب النزاع. أيضاً تأجيج المشاعر من قبل الإعلام الرياضي وتأثيره السلبي على نفسيات الجماهير والتشجيع يشجع على التعصب الرياضي وخاصة الكروي.
* مظاهر التعصب الرياضي Hooliganism
- حرق أعلام الفريق المنافس
- سب وقذف بين الجماهير
- الدعاء على الفريق المنافس
- الشجار والعراك
- المسيرات والتظاهرات المنددة بالفريق المنافس
- الصراخ والعويل الذي نراه عند خسارة أحد الفريقين.
- تخريب وإفساد المتاجر، والمكاتب، والمصالح العامة كما حدث في غير ما مباراة.
* آثار التعصب الرياضي:
- الأثر النفسي السلبي الواقع على نفوس المتعصبين، خاصة الإكتئاب والقلق، الإنكسار النفسي عن الهزيمة، العلو والاستكبار عند الفوز، هشاشة الرأي، سرعة الغضب.
- الأمراض المترتبة على ذلك، كالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، وكثيرًا ما تحدث حالات من الإغماءات والسكتات القلبية والجلطات الدماغية بين صفوف الجماهير المتعصبة سواءً في أرض المباراة أو أمام التلفاز.
- ظهور جيل من الشباب يكزن ساذجاً تافهاً
- شغل الشباب عن القضايا الكبرى للأمة، وحشرهم في ميادين الكرة واللهو لا في ميادين العمل والإنتاج والجهاد
كما تدل الأبحاث العلمية على وجود غرائز متأصلة في داخل الإنسان عموماً، وتعد غريزة العدوان أو الغريزة الدفاعية، من الغرائز والدوافع الإنسانية التي تختلف حدتها من شخص لآخر، والأشخاص يختلفون في طريقة تصريف هذه الغريزة، ومن وسائل التصريف السوي مثلاً، الدفاع عن الوطن والتمسك بالآراء والمعتقدات، بطريقة يتحكم فيها الشخص بنفسه وبانفعالاته ليعكس رقيه ورقي تربيته ومكانته الاجتماعية. ولكن للأسف هذا ما لا ينطبق على المتعصبين الرياضيين الذين يتجاوزون حدود الأدب واللياقة، والأدهى أنهم ينقلون ثقافتهم الهمجية في التشجيع إلى الأطفال الأصغر سناً، ناشرين بذلك الألفاظ البذيئة والأسلوب غير الحضاري في التعامل.
وكشف الأطباء أن الركلات الترجيحية تصيب جماهير الكرة بالأزمات القلبية والجلطات الدماغية، بينما تقف ضربات الجزاء سبباً وراء الإصابة بالذبحة الصدرية وأمراض القولون وقرحة المعدة والأمراض النفسية.
التعصب الكروي أصبح خطراً على الصحة، والإتحاد الدولي لكرة القدم قد يسرع نحو إلغاء ركلات الترجيح والهدف الذهبي استجابة لمطالب منظمة الصحة العالمية. وقد أثبت خبراء منظمة الصحة العالمية أن الضوضاء والإحساس الجماعي بالتوتر داخل الاستاد يمكن أن يسبب ضغطاً على قلوب البعض، مؤكدين وجود أدلة طبية علي أمر يعرفه كل مشجع كرة قدم وهو أن ركلات الجزاء الترجيحية قد تؤدي إلى توقف القلب.
ثبت طبياً أن الجلطات الدماغية يكثر حدوثها بين العديد من المتعصبين في عالم كرة القدم خاصة من لديهم تاريخ وراثي لمرض القلب والسكر وضغط الدم. وهو ما يفسر الأخبار التي تنشر دائماً عن حالات وفاة وأزمات صحية وإغماءات عقب خروج المنتخب الوطني مثلاً من بطولة كبرى، أو إخفاق الفريق المفضل في البطولات الدولية.
ويخشى أن الجماهير العربية تدخل بقوة في دائرة الخطر بسبب إخفاقات المنتخبات المتتالية في البطولات العالمية والإقليمية، حيث تكررت حالات الوفاة بالسكتات القلبية والانهيارات العصبية والإغماءات في الملاعب و أمام شاشات التليفزيون، وهو ما يؤكد أن هناك علاقة بين تدهور مستوى الفرق ونتائج المنتخبات، وبين ازدياد حالات الوفاة والأزمات والإغماءات في الملاعب والبيوت. حتى إن الأطباء يتحدثون الآن عما يسمي بأمراض كرة القدم والتي تشمل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القولون و الاغماءات.
نحتاج الى توعية بأضرار التعصب الرياضي على الفرد والمجتمع وتوعيتهم بأن الرياضة تنافس شريف والفائز يواسي الخاسر والخاسر يبارك للفائز. هذا لا يعني بالضرورة أن كل من دافع عن ناديه يعتبر شخص متعصب فالدفاع عنه حق مشروع.
ببساطة، كن متعصباً ولكن متعقلاً وتمتع بمتابعة اللعبة بروح رياضية.