من سمسار إلى “ملك للدعارة”.. هكذا سقط “أبو جعفر” في جونيه!

تحت عنوان: “من سمسار إلى ملك للدعارة.. هكذا سقط الأمبراطور في جونية!”، كتبت ستيفاني جرجس في موقع “رادار سكوب”: سمّوها ما شئتم، سياحة جنسية، لذة، نزوة، مضيعة للوقت، مرض، إدمان وربما أكثر… العناوين كثيرة لكنّ النتيجة واحدة ولا بد من تسليط الضوء عليها على المفضوح كون أزقة وشوارع لبنان تحوّلت بفضل الأيادي السوداء إلى سوقٍ للـ”دعارة” كل شيء مُباح فيه بإرادة “الداعرات” أو رغماً عنهنّ. اعذرونا، لأنّ بلداً كـ”لبنان”، سويسرا الشرق الذي نتباهى به بات سوقًا مفتوحاً على مِصراعيه وجحيم من العبودية الجنسية لا يُطاق ولا تخرج أخباره إلى العلن لسبب أو لآخر.

في مملكة الدعارة، لكلّ امبراطور حكاية شهيرة تضعهُ في نهاية المطاف في القفص لأجل يؤمل بالعادة أن يكون غير مُسمى، حسنًا أمنية شبه مُستحيلة والمُضحك المُبكي هنا هو ما إن يسقط إمبراطور حتى يتربّع آخر على عرشه ويتلذذ بأمجاد سلفه لتبدأ عندها رحلة التقصي والتعقب في غرف مكتب حماية الاداب والاتجار بالبشر في وحدة الشرطة القضائية العازم على الرغم من كل العوائق على اجتثاث أوكار الدعارة مهما كان الثمن باهظاً.

معلومات موثّقة توافرت إلى المكتب المذكور الذي قاطعها مع ما بحوزته من معطيات مُستقاة من تقارير واعترافات سابقة تتحدث عن ملك يُجاهر بأفعاله وبمملكته التي تعُد الأكبر في “السوق”. 

رحلة التقصي عن هويته والباع الطويل له في هذا الكار قطعت أشواطًا وبنتيجة ثقل المعلومات التي وردت في تقارير الامنيين مع ما وثقه عدد من المخبرين تم التوصل الى تحديد مهمّة الأخير وهو العقل المُدبّر للشبكة التي تحوي على أكثر من 15 فتاة وعدد من القوادين فضلاً عن شريك رئيسي أما أسعار “اللذة”، فقيمتها مُتفاوتة تبعاً للوقت الذي يطلبه الزبون والمكان ونوعية الخدمات التي يُفترض تأمينها وان كان الحيوان نفسهُ يخجل ان يطلبها.

الشبكة التي أحاطها الغموض كون أفرادها يعملون بخفة وسرية تامة تمكن المكتب المُختص وبفضل الحنكة الأمنية لعناصره من فكّ خيوطها واماطة اللثام عنها بعد سلسلة استقصاءات وتحريات اجراها خاصة بعد ما اتجهت الشكوك نحو مجموعة من الاشخاص المشبوهين والمطلوبين للقضاء بجرم الاتجار للبشر لتُحصر الشُبهات بأحدهم كشريك بضوء تردد اسمه كأحد أكبر تُجار البشر على معظم ألسنة العاملين السابقين في تسهيل الدعارة وبخاصة ان بحقه 4 مذكرات توقيف بالجرم عينه.

وفي نبذة مُقتضبة عن الامبراطور الشهير، تبيّن وفقاً لمعلومات “رادار سكوب” التالي:

ر.مريم ملقب بـ”أبو جعفر”، كان سمساراً لكلّ القوادين والشبكات، ما ان ضُربت الرؤوس الكبيرة حتى نصب نفسه ملكاً على زُملائه في الكار. من سمسار إلى “مُعلم”، عفوًا ملك الدعارة، لديه شريك يُدعى س. حمود ومُلقب بـ”عُمر” مطلوب بـ 4 مذكرات اتجار بالبشر. 

لديه في السوق أكثر من 15 بائعة هوى يُمارسن البغاء حسب الطلب والسوق مفتوحة امامهُ للمُتاجرة وبيع اجسادهن كما يشاء دون اي رادع يُذكر. ينقل فتياته برفقة شريكه بواسطة سيارتين، الاولى من نوع “كيا ريو” زرقاء اللون فيما الثانية ومن النوع عينه سوداء اللون بعدما حوّل اوتوستراد جونية مرتعا له.

المُعطيات اكتملت، المهام قُسمت، الادوار وزِّعت وعناصر الآداب في حالة تأهب تام بانتظار الضوء الاخضر للاطباق على الشبكة. 

عمليات مُتابعة دقيقة ومُراقبة مُكثفة استمرت لليالٍ طويلة تولتها قوة مُتخصصة برصد وتعقب حركة الاهداف المطلوب الايقاع بها. حُددت المنطقة التي تتواجد فيها الشبكة والنُقطة التي تتلطى فيها وبعد دراسة الموقع الجغرافي لمكان تواجد الهدف الكائن خلف “المترو” وعلى مقربة من أحد فنادق المنطقة، توجهت مجموعة مُختصة تؤازرها قوة مُعززة من عناصر الشرطة القضائية الى المكان الهدف حيث يتواجد “أبو جعفر” مع عدد من الفتيات داخل سيارة، فيما “عمر” وفتيات أخريات في سيارة أخرى (السيارات المذكورة اعلاه).

تم تطويق المكان بعد اشارة القضاء المُختص، اوقف الهدف الرئيسي والفتيات في عملية نوعية وخاطفة فيما تمكن “عُمر” من الفرار باتجاه الرصيف بعد اصطدامه بعامود وهو الآن متوار عن الانظار.

إذاً، في فترة لم تتعد الشهر، إمبراطوريات شبكات الدعارة تهاوى البعض منها بفضل جهود المعنيين وتمكنهم من اماطة اللثام عنها في عمليات خاطفة، والحمدالله لم تهدر فيها الدماء. عمليات، تُرفع القبعات لها وقد لا يتسع المجال لتعدادها هنا اذ اسقطت رؤوساً كبيرة وصغيرة معاً وهوت بعروش عديدة لكن المُبكي هي الجهود التي تذهب سُدًا نتيجة مُبررات وحجج واهية يتلطى ويتخفى البعض خلفها. نعم سُداً، فالشبكات تسقط، يوقف أبطالها، نُهلل للانجاز لتكمن الصدمة لاحقاً بان “الأبطال” أحرار والفضل للقانون ونصه! فأي كلام يصلح بعد ذلك؟

“يا عترة ع يلي عم يتعبو وما بيستكينو” لان الحكاية عندهم ليست حكاية صحوة ضمير مُفاجئة أو حملات موسمية انما رؤوس لا بد من نسفها فعروش وملوك الدعارة مكانهم الوحيد، خلف قضبان “القفص”..

(رادار سكوب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!