قاتل متسلسل واحد إرتكب خمس جرائم في لبنان خلال ثلاثة أيام/ نادين خزعل

محمد مطر قُتِلَ في خلاف في مسبح في الرميلة…

محمد زهر قُتل في إشتباك على خلفية خسارة ألمانيا في المونديال في منطقة حيِّ السلم..

سليمان الأتات عُثر عليه مذبوحاً في منزله في منطقة عين الدلبة في برج البراجنة..

رامز درويش وزوجته قُتِلا في عيناثا بدافع السرقة..

 هادي عودة قُتِلَ في بلدة الخضر بدافع خلاف عقاريّ…

هذا ملخص الأيام الثلاثة الأخيرة  في لبنان…

جريمة تلو الجريمة..

تعددت طرائق القتل والقاتل واحد…

مسؤول وزعيم وحاكم أغمضوا أعينهم عن هذا الوطن الجريح…

خمس جرائم لم تستدعِِ أيَّ تحركٍ رسميٍّ..

ماذا لو وقعت هذه الجرائم قبل الإنتخابات النيابية؟

هل كنا لنشهد هذا الصمت الرهيب المعيب؟

أم أن دماء المقتولين كانت ستصب في خانة الأصوات المحتسبة فرزاً في الصناديق؟

ألف آخ يا الوطن….

ألف وجع يا الوطن..

هل بات القتل فيكَ بصمة وليس وصمة؟

هل بات مستغرباً عدم وقوع جريمة وليس العكس؟

هل نعيش في زمن تبدّل المفاهيم؟

أي جنون هذا الذي يعتري الوطن من أقصاه إلى أقصاه؟

أيُطعن شابٌّ لأنه إحتفل بفريق رياضي فاز على يد مشجع خسر فريقه فإستُفزَّ؟؟

أيقتل شاب لأنه إختار السباحة مع خطيبته فتعرضت “للتلطيش”  ليدور إشكال مسلح ضاعت فيه “طاسة” الرصاصة  بين القاتل والمقتول؟؟

أيُذبح ثمانينيٌّ مع زوجته  لأنهما رفضا إعطاء المال لقريبهما؟؟

وبعد….

تهول الجريمة ويكبر المصاب…

القاتل المتسلسل واحدٌ…

يتنقل بيننا..

في منازلنا وطرقاتنا ومقاهينا وأفكارنا وقلقنا وخوفنا…

ولئن غابت الجريمة الناقصة فقد حضر الفساد الكامل…

وها بنيان الوطن الهشِّ يتهاوى تحت أقدام القتلة والمقتولين..

كلهم مغدورون…متساوون في الغدر متشابهون في القدر….

المقتول ضحية قاتله المواطن…

والقاتل ضحية قاتله الحاكم…

والدم النازف يتخضب بالأنين…

تُفتح القبور لتستقبل النعوش..ترشُّ بحبيبات الأرزّ وشجر الأرز يتهاوى تخلخلاً وفساداً نخر جذوره وجذوعه…

لماذا كل هذا الإستسهال والتهاون في ملف الجرائم؟؟

لماذا لا تُفعَّل  آلية المحاسبة القضائية؟؟

لماذا لا يتم الإسراع في إصدار الأحكام العدلية ليكون في ذلك عبرة ورادعاً؟؟

ولنبدأ من نقطة البداية…

القاتل المتسلسل هو الفساد….

هو الفساد الجاثم بألف شكل على كل مفارقنا ومرافقنا….

فساد عدم رفع الغطاء السياسي والحزبي والمذهبي عن القتلة…

فساد الإستنسابية والمحسوبية….

فقط في لبنان….

تُعرف هوية القاتل قبل هوية القتيل….

قاتلنا معروف..

وجميعنا قتلى مجهولو الهوية بإنتظار رصاصة طائشة أو طعنة سكين غادرة أو أصابع خانقة أو أياد ذابحة تكشف طريقة قتلنا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!