مفاجأة التلميذ الأول بـ”البريفيه” في البقاع.. ليس لبنانيًا وقصّته لافتة!

كتبت لوسي بارسخيان في “المدن”: عابرة الحدود بين لبنان وسوريا، كانت الفرحة بفوز التلميذ أحمد أكرم زيادة بالمرتبة الأولى في شهادة البريفيه الرسمية في البقاع. ومع أن عائلته السورية، لم يتبق لديها من بلدتها داريا سوى صور عن الدخان المتصاعد من بيتها، الذي غادرته منذ العام 2013، فإن صفحات التواصل الاجتماعي رأت في تفوقه، شهادة على مقدرات شعوب، لا تحبط طموحاتها رغم قسوة الظروف التي قد تواجهها. 

أول فرحة للطبيبين بسمة وأكرم، منذ وصولهما إلى لبنان منذ 5 سنوات مع أبنائهما الثلاثة، وأحمد هو أكبرهم. لكن الصعوبة الكبرى التي واجهت العائلة كانت، كما يقول الوالد، في ايجاد المدرسة التي تتناسب مع البيئة التي عاشت فيها أسرته، ومع المستوى الدراسي الذي وفره لأولاده داخل مدرسة خاصة في سوريا. فوقع الاختيار بداية على مدرسة المقاصد في بر الياس، إلى أن نقل في صف الثالث المتوسط إلى مدرسة أزهر البقاع، حيث سجل مع شقيقيه “بقسط رمزي”. 

ليس التفوق مفاجأة في عائلة أحمد، مع أن والدته تقول إنه الأشطر. وقد ساعده تأسسه في مدرسة خاصة في اللحاق بالمنهاج اللبناني، الذي يعتمد بشكل أساسي على اللغة الأجنبية. عليه، أصر والده منذ بداية النزوح على ترفيع ابنه صفاَ رغم اقتراح المدرسة تسجيله معيداً، متعهداً أن يثبت مع شقيقيه تفوقهم بأقصى سرعة. وهذا ما حصل.

فالعائلة التي تثق بالجو “المثقف” الذي وفرته لأولادها، تبدو مرتاحة لاجتهاد أولادها الثلاثة. وتؤكد بسمة، المنهمكة مع زوجها في تأمين متطلبات حياتهم الصعبة في لبنان، أن هذا الاجتهاد جعل أحمد يعتمد على نفسه في الإعداد لشهادة البريفيه، مسهلاً مهمتها وزوجها التي اقتصرت على بعض التوجيهات.

وتشدد بسمة على أن تفوق أحمد في البريفيه هو نتيجة لاجتهاده بالدراسة في كل أيام السنة. فيما يتحدث والده أكرم عن روح تنافسية يتمتع بها أحمد منذ صغره، تجعله لا يقبل بغير الطليعة. فهو ليس تلميذاً مجتهداً فحسب، إنما يحب المعرفة، ويحاول أن يغذيها بالمطالعة والبحث. عليه، عندما قطع كلام الوزير لدى ذكره الفائز بالمرتبة الرابعة على صعيد لبنان، علمت العائلة أنه أحمد ابنها، إلى أن صار شكها يقيناً اثر اتصال تهنئة تلقته من ادارة المدرسة. 

إلا أن هذه الرغبة القوية بالتفوق لا تعني أن أحمد أمضى كل وقته في الدراسة. فهو لم يخصص لـ”المراجعة” سوى 6 ساعات يومياً، قسمها بين مختلف المواد كي لا يشعر بالملل، منصرفاً في أوقات محددة إلى ممارسة هواياته، خصوصاً كرة القدم، واللعب بالوسائل الالكترونية والمطالعة. 

لم يكن لدى أحمد أي مشكلة مع أي مادة، ونال فيها جميعها علامة كاملة إلا اللغتين الانكليزية والعربية. ولأنه يفضل المواد العلمية، فإن توجهه هو أن يكون طبيباً كوالديه، وربما إذا استمر في هذا التفوق يكون جراحاً في المستقبل.

(المدن)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!