لسكان المدن المزدحمة.. “الفيتامينات الصوتية” علاج فعّال

 

 

لسكان المدن المزدحمة.. “الفيتامينات الصوتية” علاج فعّال

جمال مامو

أصبحت الحياة في المدن الكبيرة والمراكز البشرية المزدحمة إحدى أسباب التوتر والإجهاد النفسي الذي يقف وراء كثير من الأمراض الفيزيولوجية المزمنة كالصداع الدائم وآلام المعدة وتشنج القولون.

دفعت هذه الظاهرة كثيراً من الناس في الغرب إلى الانتقال من مراكز المدن المزدحمة إلى الضواحي البعيدة الهادئة، بينما لا يزال القسم الأكبر مضطراً للتعرض للآثار السلبية للازدحام والضجيج وما ينتج عنهما من تلوث بصري وسمعي كل يوم.

ومن أجل التعامل مع هذه الظاهرة في بريطانيا أسست الطبيبة البريطانية ليز كوبر عيادة العلاج باستخدام “الأصوات المهدئة” التي تساعد على التخلص من السموم السمعية الناجمة عن الملوثات السمعية المحيطة بنا بما فيها أجهزة هواتفنا الجوالة ذاتها.   

ترى الطبيبة ليز كوبر، الحائزة على جوائز عديدة في مجال العلاج باستخدام الصوت، ومؤسسة الأكاديمية البريطانية للعلاج بالصوت في عام 2000، “أن حواسنا تتعرض إلى هجوم يومي من أبواق السيارات والأضواء الساطعة وروائح الوقود منذ اللحظة التي توقظنا فيها منبهات الصوت المنزلية كل صباح”.

في هذا الخصوص تقول كوبر التي تعالج مرضاها المصابين باضطرابات مختلفة مثل الإجهاد باستخدام تقنية العلاج بالصوت “لقد بلغ التنبيه الزائد لحواسنا مستوى وبائياً من حيث سعة الانتشار ومع كل ما يحدث في العالم الخارجي يزداد عجزنا عن إيقاف تأثير هذه التنبيهات علينا”.

عيادة الأصوات الهادئة

في إحدى الجلسات النموذجية للعلاج باستخدام بالصوت تقوم كوبر بإحداث أصوات مصممة حسب الحاجة وذلك باستخدام الصنوج (الأجراس القرصية) والنواقيس والطاسات التي يشتهر بها الغناء في منطقة جبال الهيملايا من أجل تهدئة أعصاب الحضور والتخفيف من آلامهم.

 

تعمل موجات الأصوات الناعمة لهذه الأدوات، على حد تعبير كوبر، على إرغام الدماغ على التوقف مضيفةَ أن التعرض اليومي للمنبهات الحسية يجعلنا متوترين ومشدودين دائماً.

وتشرح الطبيبة كوبر ذلك قائلة “تثير الأصوات ذات الضجيج المرتفع مثل صفارات الإنذار أو الروائح القوية كالدخان فينا غريزة القتال أو الهروب. في مثل هذه المواقف يرتفع معدل نبضات قلب الإنسان كما يتسارع تنفسه حيث يطلق الدماغ دفقة من الإدرينالين وهرمون التوتر الكورتيزول في الدم، في تلك اللحظات يتخذ الإنسان وضعية الاستجابة البدائية للمواقف الخطرة”.

تتابع الطبيبة كوبر شرحها قائلة “نحن البشر مبرمجون مثل الكائنات الحية الأخرى على استخدام حواسنا من أجل البقاء، ولذلك لا غرابة أن تعمل الأصوات ذات النبرة المنخفضة والنغمات الطويلة الهادئة على تهدئة مزاجنا وجعلنا نسترخي بينما تقوم الأصوات ذات النبرة المرتفعة بتوتيرنا وشد أعصابنا”.

وجدت كوبر عبر بحثها في مجال تقنية العلاج باستخدام الصوت أن الأصوات المنخفضة تهدئ من معدل ضربات القلب وتعيد التوازن إلى الدماغ، ولذلك تُطلق على هذه الأصوات اسم “الفيتامينات الصوتية”  لأنها حسب كوبر ” تملك تأثير حالة عناق داخلي”.

من الممكن أيضاً، كما تقول كوبر، الوصول إلى حالة هدوء وسلام عقلي دون الاعتماد على مساعدة خارجية لذلك تنصح زبائنها بالقول “كن أنت من يعالج نفسك باستخدام الصوت، استمع إلى موسيقى تحبها ومناسبة للمزاج والجو الذي تعيشه، ولكن في حال كنت تشعر بشدة قاسية فإن أصوات نقر الأدوات المعدنية لن تجدي نفعاً، عليك حينها أن تزور طبيباً مختصاً أو أن تسافر إلى مكان هادئ”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى