الحرب السورية بدأت منها… هذه أهمية آخر المعارك في درعا

 

يعمل الجيش السوري منذ عدّة أيام على إنهاء آخر البؤر المتبقية في البادية، وأولها وأكبرها تلك التي تقع بين مدينة السخنة ومدينة البوكمال، والتي لا يزال تنظيم “داعش”  يسيطر عليها. أما الثانية وهي صغيرة، قياساً إلى الأولى، فتقع بين بادية دمشق وشمال السويداء المرتبطة جغرافياً بريف درعا..

فقد هدف الجيش السوري خلال المرحلة الماضية، وتحديداً الأشهر الستة الأخيرة، إلى السيطرة على جميع البؤر التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة المعادية له، من الغوطة الشرقية إلى أحياء دمشق الجنوبية ومخيم اليرموك، وصولاً إلى الرستن وتلبيسة وغيرها من المناطق، أولاً من أجل حماية المناطق الوسطى بشكل كامل، أي حمص ودمشق، وثانياً إراحة الجيش السوري من الجبهات المتعددة والتي كانت بحاجة إلى أعداد كبيرة من المقاتلين للتمركز حولها.

فقد مكّنت سيطرة الجيش السوري على البؤر المعارضة من إطلاق يد عدد كبير من العسكريين الذين كانوا مجبرين بالبقاء على خطوط التماس، وتالياً بات لدى الجيش السوري  قدرة على تحريك قوات كبيرة لفتح جبهات ضخمة، وهذا ما كان يفعله خلال الأسابيع الماضية في درعا، التي بدأت معركتها قبل ساعات.

وتتحدث مصادر ميدانية مطلعة عن أن معركة درعا هي آخر معركة كبرى في سوريا، يمكن من بعدها الحديث رسمياً عن إنتهاء الحرب في هذا البلد.

وأشارت المصادر إلى أن المعركة في درعا تكتسب صعوبتها من الوضع السياسي الإقليمي، ومن مساحة المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة المسلحين فيها، إذ ليس بمقدور المجموعات والفصائل المسلحة الصمود فيها، خصوصاً في ظل الحشود الهائلة التي أرسلتها الحكومة السورية إلى هذه المحافظة الواقعة جنوب سوريا.

وترى المصادر أنه وعلى رغم كون المجموعات المسلحة تسيطر على محافظة إدلب، غير أنه من المستبعد حصول معركة في تلك المنطقة نظراً إلى التعاون والتفاهم بين تركيا وإيران وروسيا، وتالياً فإن الأزمة التي بدأت من درعا قبل 7 سنوات، من المتوقع أن تنتهي عسكرياً من درعا لتبقى مناطق أخرى غير خاضعة للنظام السوري سيحسم وضعها عن طريق المفاوضات والحلول السياسية مثل الرقة وإدلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى