السياسة العونية وتهديد الزعامة

 – lebanon 24
قد تكون عاصفة التغريدات الاشتراكية – العونية هدأت، لكنها أحدثت اثاراً سلبية على مستوى الشارعين، لا سيما أنها خرجت عن الإطار الديمقراطي الراقي وتجاوزت مقولة الاختلاف ظاهرة صحية.

كاد وابل الكلام الجارح من الطرفين أن يزيد الطين بلة وينسف التحضيرات الحكومية، خاصة أن التعقيدات تحيط بالتشكيلة الجديدة من كل حدب وصوب. فاجواء التشاؤم تخيم على  مواقف السياسيين.

ترى أوساط سياسية بارزة لـ”لبنان24” أن احداثيات اشتباك المختارة- بعبدا محض محلية لها علاقة برغبة العهد العودة إلى الزمن الدرزي من البوابة الأرسلانية؛ غير أن الرأي الاشتراكي يقرأ بالاداء العوني تهديدا لركائز وأسس المصالحة، بيد أن تكتل “لبنان القوي” يرى أن الفرز السياسي الحاصل لا يتجاوز حقيقة ما أسفرت عنه الانتخابات النيابية.

لا تحيا المصالحة بالتهويل، يقول العونيون. فالعودة لم تتم والمصالحة عنوان درزي عريض وليست عنوانا تقدميا تفصيليا، إلا إذا كان بيك المختارة يرى نفسه اختصارا لحالة الدروز. فجنبلاط لم يستطع تحمل التحالفات الانتخابية التي خيضت على أساسها الانتخابات في دائرتي الشوف – عالية والبقاع الغربي – راشيا. ويبدي قلقاً من الوقائع الجديدة التي كرسها استحقاق 6 ايار. فثلاث نواب من اللقاء الديمقراطي فازوا بهوامش ضيقة جدا.

يسعى البيك لإعادة تكريس واقع ما بعد الانتخابات عبر أعضاء اللقاء الديمقراطي التسعة. في حين أن الطرف الآخر يجهد لتكريس التحالفات الانتخابية وما نتج عنها من حراك جديد  بمحاولة مشاركته بالحصة الدرزية عبر الإصرار على توزير رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان الذي عقد في دارته أمس مع معاون الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حسين الخليل جلسة وصفت بالايجابية، بحسب مصادر المجتمعين.

وبحسب الأوساط السياسية نفسها، فإن الاداء الرئاسي يمس رئيس التقدمي في الصميم، كونه سيهدد قدرة النائب تيمور جنبلاط على الابحار في العمق السياسي، فالثنائية الارسلانية – العونية إذا طعمت وزاريا فإنها ستحقق تقدما في المرحلة المقبلة، وتضيق هوامش مناورة تيمور وتمس جوهريا زعامة المختارة.

في الموازاة، لا يكن الحزب الاشتراكي العداء لرئيس الجمهورية. كل ما في الامر، بحسب مصادره، ان المقربين من الرئيس يشرعون التجاوزات والتي اخرها ملفي التجنيس والنازحين السوريين وليس آخرها محاولة الاخلال بالتوازنات السياسية.

ورغم الهجوم الجنبلاطي على العهد، فإن الاصرار الاشتراكي على التمثل بالحكومة الجديدة بثلاث وزراء لا يزال على حاله، بمعزل عن نوع الحقائب التي قد تكون احداها الصحة. فوفد اللقاء الديمقراطي ابدى خلال لقائه الرئيس المكلف سعد الحريري رغبته بالحصول على هذه الحقيبة التي كانت من حصته خلال حكومة الرئيس تمام سلام.

يقف رئيس المجلس النيابي ضمن السياق الاستراتيجي الطبيعي إلى جانب جنبلاط، علما أنه التزم  على الحياد  خلال معركة جبهتي الاشتراكي والبرتقالي. فوقوف الأستاذ مع  البيك غير كاف لتعطيل رغبة العهد بتحجيم الزعامة الجنبلاطية، لاسيما ان حزب الله غير معني بمقاربة الاشتباك الجنبلاطي العوني،  وإن كان يتفهم دوافعه،  مع الإشارة إلى إدراكه ضرورة المحافظة على حد ادنى من العلاقة الجيدة مع كليمنصو التي تعي جيدا من جهتها ان حارة حريك كان لها الدور الأبرز في حماية موقع المختارة خلال نقاشات القانون الانتخابي،  ومراعاتها الى جانب عين التينة لأهمية التمثيل الإشتراكي خلال تركيب اللوائح الانتخابية، لا سيما في بيروت الثانية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!